IMLebanon

أمّ المعارك الليلة: البرازيل أم ألمانيا؟

Brazil-Germany

 

تقرير خالد مجاعص:

العالم يحبس أنفاسه… البرازيل تتأهّب وألمانيا تترقّب ولبنان منقسم

لمن ستبتسم مدينة “بيلو أوريزنتي”؟ هل تبتسم لأهلها أم لضيوفها؟ وهل ينتفض أبطال العالم خمس مرّات فيستمدّون، من إصابة نجمهم نيمار معنويات يندفعون بها الى انتصار تاريخيّ ينقلهم إلى المباراة النهائيّة؟ أم يستفيد المانشافت من الوضع المستجدّ الصعب في منتخب السيليساو ليقول كلمته. فالأكيد الوحيد،هو أنّلقاء البرازيل وألمانيا يشكّل في حّد ذاته عرساًلكرة القدم. وكيف إذا جاء لقاؤهم في نصف نهائي كأس العالم؟

لن يكون من السهل تنبّوء الكثير عند انطلاق المواجهة. إنّما الأكيد أنّ كلّ من المدرّبين سكولاري ويواكيم لاف سيعتمدان على عنصر المفاجأة، وعلى محاولة كسر المعنويات لكسب نتيجة المباراة. فالمبارزة لن ترحم من لحظة انطلاقها،لا مدافعين ولا لاعبي خطّ وسط ولا مهاجمين.

فالمدرّب الألمانيّ يواكيم لافذهب بعيداً عندما قال للصحافيّين إنّ “منتخب بلاده لن يقبل بتاتاً أن تخرج ألمانيا للمرّة الثالثة على التوالي من المباراة نصف النهائيّة في بطولة كأس العالم”، وأردف قائلاً إنّ “المنتخب الألمانيّ سيخرج من هذه المطحنة فائزاً”.

في الوقت نفسه، كان اللاعب الواعد ويليان يطمأن جمهور السامبا أنّنجوم السيليساو سيكشفون عن وجه أبطال العالم، وبأنّه جاهز تماماً لإتمام ما بدأه نيمار إذا وقع خيار المدرّب سكولاري عليه. كذلك، وبعدما تأكّد أنّ الفيفا لن تسمح لقائد الفريق تياغو سيلفا بخوض اللقاء، كانت شارة القائد تنتقل بإجماع لاعبي السيليساو إلى قائد الدفاع دافيد لويز الذي أبدى شجاعة كبيرة، والذي أكّد أنّه لن يخزل جمهور السامبا، وسيعمل على تأمين انتقال البرازيل إلى النهائيّ. فإلى جانبه،أصبح من المؤكّد أنّ خيار سكولاري هو الاعتماد على دانتي قائد دفاع البايرن، لتصحّ معه المقولة الشهيرة “وداوه بالتي كانت هي الداء”. فدانتي هو المحور الدفاعيّ الأساسيّ في الفريق البافاري الذي يشكّل نواة المانشافت، إذ يضّم سبعة لاعبين من البايرن في تشكيلة يواكيم لاف الرئيسيّة. وتبقى المشكلة الأبرز في صفوف البرازيل هو قلب الهجوم اللاعب فريد الذي إلى اليوم، لم يثبت جدارته أبداً مع السيليساو، ولم يسجّل سوى هدف وحيد بتمريرة حاسمة في خمس مبارايات خاضها تقريباًفي شكل كامل. وها هو يتحضّر مجدّداً ليكون أساسيّاً أمام ألمانيا. فهدف واحد، إضافة إلى القليل من الحركة، أوالاختفاء بين المدافعين… هذه هي مراهنة المدرّب سكولاري على المهاجم المخضرم فريد الذي بدا وكأنّه شبح مهاجم في المباريات التي خاضها مع بلاده في النسخة العشرين من العرس الكروي العالميّ. فلماذا إصرار سكولاري عليه؟ هل هناك ما يخبّأه القدر، أو ما يعرفه سكولاري ولا يدركه أحد؟ فهل سيفجّر فريد مواهبه أمام الألمان تماماً كما حصل في عام 1982، عندما قاد باولو روسي في شكل مفاجئ إيطاليا إلى الفوز في كأس العالم في إسبانيا وأمام ألمانيا.

فتشكيلة البرازيل المتوقّعة ستكون على الشكل التالي: خوليو سيزار في حراسة المرمى، مارسيلو، دانتي، دافيد لويز وداني ألفيس في خطّ الدفاع، فرناندينو، باولينيو، ويليان أو برنارد في خطّ الوسط، أوسكار وهالك على الأجنحة وفريد في قلب الهجوم.

من ناحية المانشافت، سيواجه يواكيم لاف مرّة جديدة حيرة في اختيار المهاجم الثاني في الفريق إلى جانب توماس مولر، بحيث سيكون للمدرّب الألماني إمكان اعتماد عامل الخبرة بإعطاء الفرصة لصاحب الرقم القياسيّ بعدد الأهداف في كأس العالم ميروسلاف كلوزة للانطلاق كقوّة ضاربة في محاولة للضغط هجوميّاً على دفاع البرازيل، خصوصاً وأنّ النجمين المفترضين في المنتخب ماريو غوتزه ومسعود أوزيل لم يقنعا منذ انطلاق البطولة لا جمهور المانشافت، ولا حتّى الجهاز الفنّي في الفريق. فالأكيد أنّ خطي الدفاع والوسط سيكونان على الشكل التالي: نيوير في حراسة المرمى، بواتينغ، هاميلز، هافيدز في خطّالدفاع، فيليب لام دفاع متقدّم إلى جانب زملائه في البايرن كرووس و شفانستايغر، ومن أمامهم سامي خضيرة. ويبقى على يواكيم لاف الاختيار بين شورليه كلاعب وسط متقدّم أو مهاجم المنتخب ميروسلاف كلوزة صاحب الـ15 هدفاً في بطولات كأس العالم، فتكون على أساس اختيار يواكيم لاف مهمّة أوزيل بين الوسط والهجوم إلى جانب المهاجم الثابت توماس مولر.

وفي النهاية، لن يكون هناك مرشّح للفوز قبل انطلاق المباراة، خصوصاً وأنّ مكاتب المراهنات أعطت تعادلاً تامّاً بين نسب الفوز عند الفريقين. لذلك، فلننتظر ساعات معدودة، لنكتشف لمن ستكون كلمة الفصل للتقنيّة البرازيليّة أم للصلابة الألمانيّة.