IMLebanon

شهر المونديال ينجح بإنعاش وتحريك الدورة الإقتصادية في لبنان؟

Liwa2

هل حرّك مونديال البرازيل الدورة الاقتصادية في لبنان، وهل صحيح بأن هذا الحدث الذي يطل علينا مرة كل أربع سنوات استطاع أن يكسر حالة الجمود التي كانت تعاني منها العديد من القطاعات، لا سيما السياحية؟..
تلك الأسئلة كانت إجاباتها الإيجابية واضحة، لا سيما من خلال رصد حركة المقاهي، سواء في بيروت أو المناطق، فعند كل مباراة من مواجهات المونديال التي امتدت على مدى شهر كامل، بالكاد يجد أي زبون مقعداً شاغراً، هذا برغم كثرة المقاهي التي زادت اعدادها بشكل مطرد، علماً انه وقت المباريات الحساسة، فان الراغب بحجز مقعد عليه حجز مكانه قبل 24 ساعة، وأحياناً قبل 48 ساعة، كما يؤكد خليل جبارة أحد مديري المقاهي بمحيط العاصمة، إذ يؤكد بأن اللبنانيين عند الذروة غالباً ما يتسابقون للحصول على ما يرغبون من أماكن.
أما ما لم يتوقعه حتى أشد المتفائلين من أصحاب الشأن، فكان ازدهار تجارة بيع اللواقط الأرضية «انتان»، وذلك في اليوم الذي تأكد فيه تمكّن «تلفزيون لبنان» من بث مباريات المونديال أرضياً، ويقول مدير بأحد المخازن الكبرى في بيروت والذي لم يفضّل كشف اسمه، انه وفي خلال يومين جرى بيع الآلاف من الأجهزة الأرضية اللاقطة، لدرجة ان الكميات نفذت خلال 24 ساعة، سواء لديه أو لدى جيرانه بمنطقة الجناح، حيث كانت تلك البضاعة مكدسة في المخازن منذ سنوات، وبالكاد كان زبون يسأل عنها، لكن في زمن المونديال «انفرجت».
حتى أصحاب بيع الملابس الرياضية، فيؤكدون بان المبيعات ازدهرت لديهم بشكل أكثر من ملفت، لرغبة كثيرين باقتناء زي خاص بهذا المنتخب أو ذاك، والغريب ان المحلات التي تبيع ملابس غير رياضية، ازدهر سوقها، بعدما أنزل التجار أزياء خاصة بمونديال البرازيل.
ونفس الحال تنطبق على محلات بيع الأعلام وآلات التشجيع، وهي الفئة الأكثر إستفادة من مونديال البرازيل، بحسب ما يؤكد توفيق فتوح، صاحب أحد المحلات المختصة، والذي قال انه اضطر لاقتناء كميات إضافية، بخلاف تلك التي كان استقدمها عشية انطلاق كأس العالم.
أما أصحاب محلات بيع المفرقعات النارية، فأن الأمر لم يختلف لديهم كثيراً كما سواهم، لكن أحد التجار يؤكد ان نسبة المبيع ارتفعت عما كان عليه سابقاً، لا سيما بتلك الفترة من العام.
ويشار انه على مدى شهر كامل، ازدانت العاصمة اللبنانية بيروت بأعلام الدول المشاركة بكأس العالم، ففوق الشرفات وأسطح البنايات، من السيارات وعلى أعمدة الإنارة، تتداخل رايات «الدول المونديالية»، في مشهد كرنفالي، انقسم حوله الشارع المحلي حيث تساءل كثيرون: لماذا المغالاة في إظهار اللبنانيين لميولهم المونديالية؟ علماً ان البعض ومن باب «التنمير» ربما، قام برفع العلم اللبناني وسط كل هذه الزحمة. وفيما رأى البعض في «حرب الأعلام» ظاهرة غريبة، رفض البعض الآخر تحميل المسألة أبعاداً أكثر من حجمهما الطبيعي، معتبراً التظاهرة احتفالية على الطريقة اللبنانية، في بلد يتحمس شعبه لكل شيء، في الرياضة كما في السياسة وباقي الأمور.
ويرى أصحاب هذا الرأي في المونديال، فرصة مؤاتية لشعب اللبناني حتى يتناسى همومه السياسية والاقتصادية والاجتماعية كما المعيشية.
لكن المفارقة اللافتة هي أن البعض لا يجد إجابة مقنعة بموالاته لهذا المنتخب أو ذاك، فالبعض يحب البرازيل لأنها «الأقوى» بنظره، وذلك قبل خروجها المهين، فيما يجذب لاعبو المنتخب الإيطالي إعجاب الفتيات، والذين بكوا بمرارة بعد توديعه الحلبة باكراًِ، أما محبو ميسي فهم بالتأكيد مع الأرجنتين كما يؤكدون، فيما لألمانيا حصة كبيرة من الأعلام المنتشرة على امتداد العاصمة وعرضها.
ويؤكد باعة الأعلام في لبنان، على أن علم الدولة المضيفة البرازيل كان الأكثر مبيعاً، يليه علما ألمانيا ثم إسبانيا والارجنتين، وخلال البطولة تصاعدت اسهم المنتخب الفرنسي، وبشكل لافت لاحقاً المنتخب العربي الجزائري.
تصوير: جمال الشمعة ومحمود يوسف..