IMLebanon

الكلفة الاقتصادية للحرب الإسرائيلية على غزة

IsraelEcon2
عوض الرجوب

قدرت تقارير إسرائيلية أن تكلفة جيش الاحتلال في عدوانه المستمر على قطاع غزة تتجاوز حتى الآن حاجز المليار شيكل (نحو 294 مليون دولار)، مشيرة إلى خسائر أخرى مباشرة وغير مباشرة بملايين الدولارات.
وفضلا عن التكلفة المباشرة للجيش ووسائله القتالية، تتحدث تقارير الصحافة الإسرائيلية عن خسائر أخرى تتركز في قطاعي السياحة والاقتصاد والبنية التحتية لم تصدر تقديرات لها حتى الآن. وتقول صحيفة يديعوت أحرونوت إن تكلفة كل يوم قتال للجيش الإسرائيلي تقدر بنحو 150 مليون شيكل، أي حوالي مليار شيكل منذ بدء الهجوم على غزة حتى اليوم.
وبيّن التقرير أن الخسائر الكبرى كانت من نصيب الفنادق وأماكن الترفيه والمتنزهات. وأشارت الصحيفة إلى تراجع حاد في حجم المشتريات في المجمعات التجارية في الجنوب، وتباطؤ في الإنتاج الصناعي.

تكلفة القبة الحديدية
وذكرت الصحيفة أن كل صاروخ بمنظومة “القبة الحديدية” التي تمولها من الولايات المتحدة يكلف نحو 50 ألف دولار، مشيرة إلى تنفيذ 200 عملية اعتراض، إضافة إلى استخدام صواريخ “باتريوت” تصل تكلفة الواحد منها إلى مليوني دولار.
وذكرت الصحيفة أنه حتى يوم أمس، الثلاثاء، قُدمت 662 دعوى للحصول على تعويضات، فيما ينتظر دعاوى أخرى بشأن خسائر أصحاب المصالح في المستوطنات القريبة من غزة.
وفيما قدرت الصحيفة الخسائر الزراعية بعشرات الملايين من الشيكلات قدرت الخسائر السياحية بنحو نصف مليار دولار.
من جهتها ذكرت صحيفة هآرتس أن جهاز الأمن (الجيش ووزارة الدفاع) طلب قبيل عملياته الأخيرة على قطاع غزة علاوة على الميزانية للعام 2015 نحو 5 مليارات شيكل (نحو 1.5 مليار دولار)، مرجحة أن يطلب الجهاز مبلغا أكبر إذا استمرت الحرب.
وذكرت الصحيفة أن كلفة الساعة لطائرة بدون طيار في الجو تقدر بـ1500 دولار، فيما تبلغ كلفة ساعة الطائرة المروحية في الجو 5000 دولار، وكلفة ساعة الطائرة القتالية في الجو بالمتوسط بنحو 15 ألف دولار.
وتشير الصحيفة إلى أن تكلفة تجنيد كل رجل احتياط تقدر بـ 130 دولارا يوميا. ووفقا لهآرتس حصل الجيش على 8.2 مليارات شيكل بعد حرب لبنان 2006 التي استمرت 34 يوما، فيما كلفت حملة الرصاص المصبوب (2008/2009) 3.8 مليارات شيكل، وحملة “عمود السحاب” نحو ملياري شيكل.
في سياق متصل، ذكرت الصحيفة أن أضرارا بالملايين لحقت بمحطات القطار في القدس، بعد الاحتجاجات الفلسطينية على مقتل فتى من حي شعفاط وحرقه على أيدي مستوطنين، مستبعدة أن يتم تشغليه قريبا في بعض المناطق.

تأثير الخسائر
من جهته يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية أنطوان شلحت إن الخسائر الاقتصادية وتكلفة الحرب تؤثر مباشرة على العمليات العسكرية، وأحيانا على صانعي القرار، موضحا أن استمرار أمد الحرب يكلف ثمنا اقتصاديا واجتماعيا باهظا قد يقود لاحتجاجات في إسرائيل.
وأضاف أن الاحتلال يمتنع حتى الآن عن نشر معطيات رسمية حول تكلفة الحرب والخسائر الناتجة عنها في نهج تتبعه الحكومات الإسرائيلية في كل الحروب، حتى لا تثير انتقادات ضدها، لكن أقل التقديرات تشير إلى خسائر بمليارات الشيكلات.
ومع ذلك أشار في حديثه للجزيرة نت إلى أن صحيفة هآرتس ذات الطابع الانتقادي للحكومة سلطت الضوء على هذه الخسائر، وتحدثت عن خسائر مباشرة وأخرى غير مباشرة.
لكن شلحت يستبعد أن يؤثر نشر التقارير المتعلقة بالخسائر الاقتصادية على صانعي قرار الحرب، ويوضح أنها تؤخذ بعين الاعتبار، مشيرا إلى ما سماه توسل الحكومة بالعودة للتهدئة من خلال تسريبات تزعم أن حماس تحت الضغط وأن حماس تبحث عن التهدئة، مما يدل على رغبتها في إنهاء الحرب.