IMLebanon

نصراني أو مسيحي؟ الفرق عقائدياً…

noune

بعد تهجير المسيحيين قسرياً من الموصل من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” المعروف بـ”داعش”، برزت إشكالية بين مفهومي “نصراني” و”مسيحي”، ما دفع موقع قناة “نورسات” إلى توضيح الفرق العقائدي بين “النصرانية” و”المسيحية”.

إذ أشار الموقع، رداً على كل من يتهم المسيحيين بأنّهم نصارى، إلى أنّ “النصرانية” هي فئة من اليهود المتنصرين (الإبيونيون)، الذين إلتحقوا بالمسيح ورأوا فيه نبياً عظيماً من الأنبياء. لا يعترفون بألوهيته ولا ببنوته لله، بل يقولون بأنّه رجل كسائر الرجال جاءه الوحي بعد معموديته على يد يوحنا المعمدان، أو بالأحرى أنّ المسيح المبدأ الأزلي دخل يسوع يوم عماده وفرقة يوم إستشهاده. تكون رسالته على التعليم والتبشير دون الفداء والخلاص. يقبل الأبيونيون إنجيل متى وحده، ويسمونه “الإنجيل بحسب العبرانيين”، وهو نفسه إنجيل متى الأرامي ولكنّه ناقص ومحرف ومزيف، كما يشهد أبيفانوس. “النصرانية” عقيدة لا تمّت بصلة من قريب او بعيد للديانة المسيحية، بل ابغضتها وحاربتها بشدة حتى قضت عليها. وعادة ما يحدث إختلاف في لفظ الكلمتين الناصري والنصراني او الناصرة والنصرانية او بين المسيحية والنصرانية ووجه الخلاف بينهما عميق ولا يمّت بصلة بينهما سوى في حروف الكلمات العربية فقط دون اللغات الاخرى، وشتان الخلاف بينهما فهو بمثابة الفرق بين الايمان والالحاد. وتبعد عن بعضهما كبعد السماء عن الارض. كلمة ناصري او ناصريين أطلقت على السيد المسيح، لأنّه ينتمي إلى بلدة الناصرة (تعني الزهرة او البرعم المتفتح) وتعبر عن المكان او البلد، او الجنس. وكلمة ناصري كلمة تطلق على البشر الذين ولدوا أو عاشوا في بلدة الناصرة الجليل ويمكن هنا تسميتهم ناصريين او جليلين أيّ أنّ الناصرين ينتمون إلى مكان أو منطقة أو بلدة، وكانوا يطلقون عمن يتبع المسيح “شيعة الناصريين (أع 24: 5) وقد اختفت هذه الشيعة أو أنقرضت بعد ان تم تدمير الهيكل اليهودي فى العام السبعين للميلاد حسب نبؤة السيد المسيح واختفى تماماً لقب ناصريين الذى أطلق على المسيحيين نسبة الى بلدة الناصرة اليهودية.

ولفت الموقع إلى أنّ “المسيحية” هم المسيحيون الذين يؤمنون أنّ الكتاب المقدس موحى به من الله، وأنّه كلمة الله التي بلا عيب، وأنّ تعاليم الكتاب المقدس هي السلطة العليا لحياة المسيحي. (تيموثاوس الثانية 16:03، وبطرس الثانية 20:1 – 21). وأيضاً يؤمن المسيحيون بأنّ الله واحد ويظهر لنا شخصه من خلال الثالوث الأقدس: الآب، والأبن (يسوع المسيح)، والروح القدس. بإختصار هذا هو المعتقد المسيحي. وما يميّز المسيحية عن جميع الأديان الأخرى هو أنّها تعتمد على العلاقة مع الله وليس على مجرد ممارسة طقوس معينة للعبادة. وبدلاً من اتباع ما هو محلل وما هو محرم، فإنّها تركز على بناء وتوطيد علاقة حقيقية مع الله الآب. وهذه العلاقة ممكنة بسبب عمل يسوع المسيح، وبسبب تواجد الروح القدس في حياة المسيحي المؤمن. (كورنثوس الأولي 1:15 – 4) يقول: “علي أنّي أذكركم، أيها الأخوة بالأنجيل الذي بشرتكم به، وقبلتموه وما زلتم قائمين فيه، وبه أيضاً أنتم مخلصون، ان كنتم تتمسكون بالكلمة التي بشرتكم بها، الا اذا كنتم قد آمنتم عبثاً فالواقع أني سلمتكم، في أول الأمر، ما كنت قد تسلمته، وهو أنّ المسيح مات من أجل خطايانا وفقاً لما في الكتاب”. “تعرفون الحق والحق يحرركم”.