IMLebanon

مرفأ بيروت يغرد خارج سرب الاقتصاد ويحقق أرقاماً قياسية في النصف الأول

AlMustakbal

الفونس ديب

رغم تراجع اداء معظم القطاعات الاقتصادية في لبنان، استمر مرفأ بيروت يغرد خارج السرب مسجلاً ارقاماً ايجابية في النصف الاول من العام 2014، الا ان اللافت تسجيل المرفأ رقماً قياسياً كبيرا في حزيران الماضي عند 123 الف حاوية نمطية مقابل 106 آلاف حاوية هو آخر رقم قياسي حققه في تداول الحاويات.

الا ان الخبر الايجابي هو ما كشفه رئيس غرفة الملاحة الدولية بيروت ايلي زخور لـ»المستقبل» حول موافقة كل النقابات والهيئات المتعاملة مع المرفأ على تنفيذ مشروع توسعة محطة الحاويات لجهة الغرب وتحديدا الحوض الرابع، لافتاً الى ان الموافقة جاءت استناداً الى تفاهم حول تنفيذ المشروع على مرحلتين بما يضمن استمرار العمل في الحوض الرابع لاستيراد كافة البضائع لا سيما البواخر المحملة بالحديد.

وشدد زخور على ضرورة البدء بتنفيذ مشروع توسعة محطة الحاويات لجهة الغرب لتفادي عودة الازدحام، مبررا ذلك بجدوى الاقتصادية والعملية لارصفة الحاويات، وقال «انها نموذج معتمد عالميا، وهي اثبتت انها عملية اكثر بكثير من الاحواض التقليدية».

الارقام

وأظهرت الارقام الصادرة عن المرفأ، انخفاض عدد البواخر التي رست داخل المرفأ في حزيران الماضي بنسبة 4 في المئة الى 164 باخرة مقارنة مع 171 باخرة في حزيران 2013، وانخفض الشحن العام بنسبة 5،2 في المئة الى 687 الف طن مقابل 725 الف طن في حزيران 2013.

وبالنسبة للسيارات المستوردة عبر المرفأ، فقد انخفض عددها بسنبة 25،8 في المئة الى 6 آلاف و363 سيارة مقابل 8 آلاف و581 سيارة، كما انخفض عدد المسافرين عبر المرفأ بنسبة 67 في المئة الى 191 مسافرا مقابل 579 مسافرا في حزيران 2013.

أما الحاويات، فسجلت ارتفاعا نسبته 18،4 في المئة الى 123 الفا و501 حاوية مقابل 104 آلاف 289 حاوية سجلها المرفأ في حزيران 2013، وانخفضت عائدات المرفأ خلال هذا الشهر بنسبة 8 في المئة الى نحو 17،3 مليون دولار، مقابل 18،8 مليونا في حزيران 2013.

وفي النصف الاول من 2014، أظهرت الاحصاءات انخفاض عدد البواخر التي رست في المرفأ بسنة 5،4 في المئة الى 1001 باخرة مقابل 1058 باخرة في الفترة نفسها من 2013، في حين ارتفع الشحن العام بنسبة 3،9 في المئة الى 4 ملايين 251 الف طن مقابل 4 ملايين و91 الف طن.

وبالنسبة لعدد السيارات، فانخفض عددها بنسبة 3 في المئة الى 44 الفا و590 سيارة مقابل 45 الفا و982 سيارة حتى حزيران 2013، فيما انخفض عدد المسافرين الذين عبروا المرفأ خلال هذه الفترة بنسبة 38 في المئة الى 763 مسافرا مقابل الف و240 مسافرا في افترة نفسها من العام 2013.

أما الحاويات، فارتفع عددها في النصف الاول من العام الجاري بنسبة 9،2 في المئة الى 609 آلاف و589 حاوية، مقابل 558 الفا و162 حاوية، فيما انخفضت عائدات المرفأ بنسبة 0،63 في المئة الى نحو 105 ملايين دولار.

زخور

وفي هذا الاطار، أكد رئيس غرفة الملاحة الدولية بيروت ايلي زخور ان مرفأ بيروت يسجل نموا مطردا في حركته، مستفيدا من عوامل عدة ابرزها تفعيل حركة المسافنة البحرية، وارتفاع حجم البضائع المعدة للاستهلاك الداخلي نتيجة وجود نحو 1،5 مليون نازح سوري.

واشار الى ان المرفأ سجل رقما قياسيا في تداول الحاويات في حزيران الماضي، من الصعب تسجيله مرة جديدة في المدى المنظور، وهو نحو 123 الف حاوية نمطية، مقارنة مع الرقم القياسي السابق والبالغ 106 آلاف حاوية، لافتا الى ان السبب يعود الى تحويل بعض البواخر المحملة بالحاويات من مرفأ بور سعيد الى مرفأ بيروت لتعذر تفريغها لاسباب مناخية.

ولفت الى ان عدد الحاويات حقق ارتفاعا ملحوظا في حزيران الماضي، ان كان بالنسبة للحاويات المعدة للاستهلاك الحملي او الحاويات المعدة للمسافنة، متوقعا ان يستمر هذا الامر في الاشهر المقبلة نتيجة ارتفاع الطلب الداخلي المرتبط بوجود النازحين السوريين، وكذلك فتح المجال امام الشركتين الملاحيتين اللتين تعملان في مجال المسافنة لزيادة عملياتهما بعد انتهاء عملية توسيع محطة الحاويات.

وبالنسبة لمشروع توسعة محطة الحاويات لجهة الغرب، اي الحوض الرابع، توقع زخور ان يبدأ المشروع في القريب العاجل بعد موافقة كل النقابات والهيئات المتعاملة مع المرفأ، ما عدا نقابة واحدة التي يعمل على تذليل بعض النقاط العالقة معها، خصوصا ان الرصيف الجديد سيكون معدا للتعامل مع بواخر الحاويات والبواخر المحملة بمختلف البضائع وكذلك البواخر المحملة بالحديد، موضحا ان عمق الحوض سيكون 16،5 مترا وهذا يسمح لبواخر محملة بما يفوق الـ100 الف طن من الحديد، في حين يوجد اليوم الرصيف رقم 12 وهو مؤهل للتعامل مع مع سفن ناقلة للحديد لا تتجاوز حمولتها الـ50 الف طن.

واشار زخور الى ان موافقة النقابات والهيئات المتعاملة مع المرفأ على المشروع جاء بعد اجتماعات عدة عقدت مع وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر بحضور رئيس مجلس ادارة المرفأ حسن قريطم، وهذا الاتفاق يقضي بتنفيذ المشروع على مرحلتين: الاولى، بناء نصف الرصيف وتجهيزه وانشاء باحة جانبية معدة لاستيعاب الحاويات، على ان يستمر عمل النصف الثاني من الحوض كالمعتاد، اما المرحلة الثانية، فتقضي بمباشرة بناء النصف الثاني من الرصيف بعد اطلاق العمل بالنصف الاول، لافتا الى ان هذه الآلية وافق عليها رئيس الحكومة تمام سلام في بدء الامر، ومن ثم وافق عليها وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر.

وقال زخور «لوضع حد للترويج والشائعات عن ان مرفأ بيروت لن يتعامل مع البضائع العامة والحديد، اتخذت ادارة المرفأ عدة قرارات لتفعيل وتحسين الخدمات المقدمة التي تتعامل مع هذه البضائع. وبدأت بتنفيذها، ومن اهمها تنظيف الحوضين الثاني والثالث واعادة تأهيل الارصفة وانارة الرصيف 12، وانشاء اربعة قبابين»، مشيرا الى ان «تنظيف الحوضين سيمكنهما من استقبال بواخر محملة بنحو 50 الف طن من الحديد، في حين ان القبابين ستساعد في تسريع عمليات اخراج البضائع من المرفأ لتسهيل امور تجار الحديد«.