IMLebanon

نحو خطة وطنية لإنقاذ لبنان من العطش!

Liwa2

المهندس ألبير متى
لبنان جنة سماوية، يقل فيها الماء…
إن في الأمر غرابة لأن الوضع صعب أن يصدق!
الغريب العجيب في الأمر، هو أن يعطش لبنان ويصيب الهلع الحكومة والمسؤولين والخبراء المائيين، الذي يجب أن نعمل سريعاً لإنقاذ لبنان من هذه المحنة القاسية التي تضربه هذه السنة بسبب الجفاف وقلة الأمطار التي انحدر منسوبها هذه السنة الى ما دون ربع المعدل العام للمتساقطات.
ليس الغريب ان تتبدل أحوال الطقس وتنحسر الأمطار ويغيب الثلج عن جبال لبنان وتجف الينابيع، بل الغريب والمستهجن، أن تجد الدولة نفسها امام أزمة مياه خانقة وقاتلة، من دون أن يكون عندها خطة إنفاذ مائية، او أن تشكل خلية أزمة لمواجهة هذا الوضع الخطير بيئياً وصحياً واجتماعياً.
المشكلة عندنا هي غياب التخطيط  وغياب التنسيق بين الوزارات والمؤسسات المعنية، فلقد كان حريّاً بوزارة الطاقة واللجنة النيابية للأشغال والطاقة ان يضعا خطة استدراكية لإنقاذ لبنان من العطش!
ولأن الوقت هو للعمل، يهمني كرئيس للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، وانطلاقاً من خبرتي  الواسعة في مجال الهندسة والجيولوجيا، أن أقدم اقتراحاً للدولة اللبنانية، بمثابة خطة عمل فورية ، للتخلص من خطر الجفاف والعطش، لأن الإمعان في تجاهل الأمر سيعرض الإقتصاد السياحي اللبناني الى خطر مؤكد، فضلاً عن التأثيرات المعيشية على الناس.
وانني على يقين علمي أن الشاطئ اللبناني غني بالينابيع المائية العذبة التي تذهب هدراً ولا قدرة لأحد الإستفادة منها، بفعل الجهل وقلة التخطيط  وعدم السعي لإيجاد مصادر بديلة للينابيع البرية التي ضربها الجفاف من جهة، والسرقة ووضع اليد من جهة أخرى، مما جعل ينابيع لبنان ملكيات خاصة ومجالاً للهدر والفوضى في الإستهلاك غير المنظّم لهذه الثروة التي تضاهي الثروة النفطية قوة حيوية واقتصادية.
فالمطلوب أولاً وبأسرع وقت، تشكيل خلية أزمة لمعالجة قضية مياه لبنان، ومن ثم المباشرة بوضع دفتر شروط وفق مواصفات عالمية، للشروع بتلزيم استخراج المياه العذبة من الينابيع البحرية وهي موجودة بكثرة على الشاطئ اللبناني على مستوى يتراوح بين ثلاثين وأربعين متراً وفق ما جاء في الإعلام، علماً بأن كلفة استخراج الماء من البحر اقل بكثير من كلفة استجرارها من تركيا ودول أخرى.
ومن شأن تنفيذ هذا المشروع الإنمائي والحيوي أن يعيش لبنان في كفاية مائية دائمة، تزيد من قدراته وإمكان ازدهاره المستدام.
ومن الممكن تشكيل وفد حكومي وتكنوقراطي للقيام بجولة على دول الخليج والمؤسسات المانحة لتقديم المساعدات اللازمة في هذا الموضوع، علماً بأن الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، بما تملك من قدرات وصداقات على استعداد للإسهام بإنقاذ لبنان واللبنانيين من خطر العطش القاتل، ونحن على استعداد لأن نأخذ على عاتقنا اطلاق حملة اكتتاب واسعة بين المغتربين لتأمين الأموال اللازمة لذلك.
نعم، نداؤنا الى دولة الرئيس  الصديق تمام بك سلام والوزراء المعنيين، أن يسرعوا الى تحقيق هذه الخطوة، لأنه من المعيب أن يعطش لبنان…
والعيب الأكبر أن نشتري الماء من الخارج، وينابيعنا تضيع في البحر…