تتحرك شاحنات نقل الحاويات بين أرصفة ميناء مومباسا مضيئة بأنوار مصابيحها الأمامية مساء كينيا. وقال أحد مشغلي الرافعات بالميناء ويدعى هنري إنه يعمل في هذه الوظيفة منذ أكثر من 10 سنوات في كابينة الرافعة المرتفعة عن الأرض على الرصيف رقم 19 الذي أنشأته الشركة الصينية للطرق والجسور، مشيرا إلى أنه يحب عمله في أكبر ميناء بشرق إفريقيا الذي يقدم خدماته على مدار اليوم.
ويؤدي ميناء مومباسا دورا مهما في منطقة شرق إفريقيا حيث تتم من خلاله نقل الحاويات للعديد من الموانئ في تنزانيا وأوغندا وجنوب السودان ورواندا وبوروندي وبلدان أخرى.
وسجل التاريخ رحلة الملاح الصيني العظيم تشنغ خه خلال فترة حكم أسرة مينغ إلى كينيا ومقايضة الخزف والحرير بالأخشاب والتوابل الكينية. وبعد مرور 600 عام جاءت الشركة الصينية للطرق والجسور لتضع بصمة جديدة في كينيا، حيث وقعت اتفاقية مع هيئة موانئ كينيا عام 2010 لإنشاء الرصيف رقم 19 على طول 240 مترا وساحات لتخزين الحاويات على مساحة 69 ألف متر مربع.
وبلغ حجم الشحن والتفريغ الأصلي لميناء مومباسا 22 مليون طن، ومن المتوقع أن يسجل زيادة بنسبة 25% بعد الانتهاء من بناء الرصيف رقم 19. وكانت الشركة الصينية قد وفرت أكثر من 250 فرصة عمل للمواطنين المحليين خلال مراحل تنفيذ المشروع كما تولت تدريب مجموعة من الفنيين المحليين. وقال الرئيس الكيني أوهورو كينياتا إن ميناء مومباسا جزء مهم للغاية من تنمية منطقة شرق إفريقيا، وإن الحكومة الكينية ستعمل على تحويل الميناء ليصبح الأكبر والأكثر ملائمة في شرق القارة، مشيرا إلى أن مشروع بناء الرصيف رقم 19 سيساعد في تحقيق هذا الهدف.