IMLebanon

زغرتا تشتري المياه.. وإهدن عطشى

Safir

حسناء سعادة
لأكثر من شهرين، وأهالي حي العقبة في مدينة زغرتا يشترون المياه للشرب والخدمة، والحاجات المنزلية، ما دفعهم إلى إقفال الطريق التي تربط زغرتا بمجدليا وطرابلس، احتجاجاً، رافعين الصوت لمن يعنيهم الأمر بضرورة معالجة الموضوع، الذي بات يشكل عبئاً اقتصادياً كبيراً على كل العائلات التي تقطن من مستديرة العقبة حتى مجدليا، مروراً بأوتوستراد طرابلس زغرتا.
مشكلة شح المياه في زغرتا لا تطال منطقة دون أخرى إنما بتقنين متفاوت، إلا أن حي العقبة يعاني منذ فترة، بعدما كان الحي الأكثر اكتفاءً بالمياه في قضاء زغرتا، غير أن التعديات على الخط الرئيس من قبل بعض المزارعين، وعدد من الأهالي أدى إلى تحويل المياه عن القسطل الأساسي الذي يغذي المنطقة باتجاه أحياء اخرى مستحدثة ومكتظة بالسكان.
وتؤكد مؤسسة مياه لبنان الشمالية المسؤولة عن مياه زغرتا عبر مصلحة المياه عبر بعض مسؤوليها أنه ستتم المسارعة لمعالجة الموضوع، لافتة الانتباه إلى أن الشح في الأمطار زاد المشكلة، وأن هناك تقنينا للمياه، كاشفة أن موضوع القسطل الأساسي الذي يغذي منطقة العقبة عليه تعديات سيصار إلى رفعها، تمهيداً لإيصال المياه إلى كل المنازل بنسبة عادلة.
ويقول الأهالي إنهم يدفعون يوميا نحو عشرين ألف ليرة ثمنا للمياه، لا سيما أننا في فصل الصيف ويتم استهلاك المياه بغزارة، ما يعني أن راتب مواطن عادي لا يكفي ثمن شراء مياه فقط، ما دفعهم الى قطع الطريق ليشعر المسؤولون بوجعهم وليسارعوا إلى معالجة الأمر بعدما دقوا كل الأبواب من دون جدوى.
هناك نبعان يغذيان زغرتا والقضاء هما نبع رشعين ونبع القاضي، ويعتبر غسان دحدح وهو من سكان العقبة أنه لو تم توزيع المياه بعدالة على الجميع ما كان هناك أي تحرك، لا سيما أن المياه رغم شحها لا تزال تصل إلى المنازل، معتبراً أنه يجب أن تكون هناك معالجة جذرية لموضوع المياه في زغرتا كي لا يبقى هناك صيف وشتاء على سطح واحد، معتبراً أن بعض النافذين عمدوا الى تحويل المياه دون أن يحاسبهم أحد في بداية الأمر، ما دفعهم إلى المزيد من التعديات، لافتاً إلى أن المياه تصل الى كل قضاء زغرتا أما حي العقبة فمحروم منذ أشهر، فيما المياه تهدر في الشارع الموازي له وتذهب هدراً على الطرق، داعياً لترشيد الاستهلاك وحل المشكلة وإلا فسيصار إلى تحرك أوسع.
ليس حي العقبة وحده الذي يعاني من شح المياه، فإهدن أيضا التي تنام على ينابيع ارتفعت الأصوات فيها منادية بضرورة ترشيد استهلاك المياه وتوزيعها بعدالة، ما دفع البلدية المسؤولة عن مياه إهدن إلى وضع برنامج تقنين أراح الأهالي لبعض الوقت بحيث تصل المياه إلى المنازل بمعدل يوم تغذية يقابله يوم انقطاع بمعدل ثلاث ساعات يومياً، غير أن التقنين يخضع ايضا لتقنين والسبب على ما تقول مصادر البلدية شح الينابيع.
ليست المشكلة آنية، يقول الأهالي، بل هي مزمنة وازدادت مع شح المياه بفعل تراجع منسوب الأمطار، مطالبين بوضع جدول تقنين واضح لمدينتي زغرتا وإهدن وأن يكون التوزيع بالتساوي وبعدالة كي يلتزم به جميع المواطنين.
أمام هذا الواقع ارتفع سعر «سيترن» المياه إلى أربعين دولاراً في اهدن، وهيهات أن تجد من يلبي حاجتك، فالطلب كبير والعرض بات خفيفاً، والسبب أيضا شح المياه في الأماكن المخصصة للتعبئة، ما أدى إلى ارتفاع أصوات الأهالي، لا سيما الذين يقطنون في الاحياء المستحدثة البعيدة نسبيا عن وسط البلدة وفي الاحياء التي لا يمكن لـ«السيترنات» الدخول اليها بسبب ضيق الشوارع.
وتؤكد مصادر البلدية أن الوضع لا يزال مقبولا نسبة إلى حجم الشح، وأن المياه وإن كانت خفيفة لكنها لا تزال تصل إلى المنازل، معتبرين أن الاصعب هو مع بداية شهر أيلول حيث سيتزايد الشح وتجف المياه، مؤكدين أن ليس إهدن وحدها التي تعاني بل كل لبنان بسبب قلة المتساقطات.
لا زراعة في إهدن لهذه السنة، فالمزارعون فضلوا ترك أرضهم بورا كون البلدية حذرت من شح المياه، أما الأشجار المثمرة فيحتار المزارع في كيفية تأمين المياه لريها يقول ابو طوني اسكندر، معتبراً أن هناك مغالاة في الحديث عن الشح، لأن المياه تذهب هدرا في أماكن عديدة دون ان تكون هناك دراسة جدية لتخزينها من أجل الريّ أو ترشيد استعمالها، داعياً إلى رفع الصوت عاليا كي لا نصل إلى يوم يقال فيه إن إهدن التي تنام على ينابيع عدة ليس فيها قطرة مياه.