IMLebanon

سيمون بدوي إلى الحياة من جديد!

simon-badwi

ها هي الحقيقة التي تُثبت أن الأرقام والأموال ليست حاجزاً بين الإنسان والحياة. فيوم أمس، كان للشاب المسعف سيمون اسطفان بدوي، يوم أول في حياة جديدة، إذ بمشيئة الله وانتقال السيّدة العذراء إلى السماء، انتقل سيمون من معاناة متواصلة إلى أمل جديد مليء بالحياة بعدما خضع لعمليّة زرع نقي العظم في الجامعة الأميركية في بيروت.

وكان موقع “النهار” نشر في 12 أيار الفائت موضوعاً بعنوان: “سيمون بدوي… المسعف الشاب الذي يحتاجنا الآن”. يكفي التذكير بقصة شاب مثابر صاحب قلب كبير ملؤه العاطفة والرغبة في العطاء، أمضى سنوات من عمره يسعف الناس ويساعدهم متطوعاً في الصليب الأحمر، إلى حين أصيب منذ 4 سنوات بمرض اللوكيميا الذي انهك جسده واضطره الى ملازمة المنزل، كما روت لـ”النهار” والدته عايدة.

ومع تدهور حال سيمون الصحية، توصل الأطباء قبل نحو اشهر إلى اقتناع بضرورة إجراء عملية زرع نقي العظم، والتي تبلغ كلفتها 96 الف دولار اميركي. اما المتبرع فهو شقيقه بيار ابن الـ21 سنة.

في ذلك الوقت، برزت المعضلة في تأمين المبلغ المطلوب، لكن من قال إن أصحاب القلوب الخيّرة لم تتجاوب مع الحملة التي قامت بها “النهار”، كما الرعيّة في بلدته البترون، وموقع “فايسبوك” وغيره لإنقاذ حياته؟ فاق عدد المتبرعين كل التوقعات…

وبعدما علمت “النهار”، أن سيمون إبن الـ23 سنة، خضع لعملية أمس، اتصلنا بوالدته عايدة التي تحدّثت من غرفة ابنها العازلة في المستشفى وقلبها يخفق بالفرح والأمل والرجاء، آملة في ان تكون عملية نجلها تكللت بالنجاح. وهي تشكر عبر “النهار” كل من وقف إلى جانب سيمون والعائلة، “وتحديداً وزارة الصحة العامة ومركز “سان جود” وكل من ساهم مادياً لإجراء العملية وإنقاذ إبني من الموت”.

وكشفت عايدة أن سيمون سيبقى في المستشفى مدة شهر في الغرفة العازلة لمراقبة بلاكيت الدم والمناعة، “لكن الأطباء متفائلون بأن سيمون سيتعافى بإذن الله. إلا أن النتائج النهائية ستظهر بعد أسبوعين”. لا تكف الوالدة عن الحديث عن إيمان سيمون واصراره على الحياة وتشبثه بها، وعن بسمة لا تفارق وجهه وارتياح يوّلده السلام الداخلي.