IMLebanon

عض أصابع بين «الكهرباء» والمياومين.. والتقنين يتفاقم

Safir
كامل صالح
دخل اعتصام مياومي وجباة الاكراء في «مؤسسة كهرباء لبنان» يومه العشرين أمس في بيروت والمناطق، احتجاجا على ملف المراكز الشاغرة في ملاك المؤسسة، الذي رفعه مجلس الإدارة إلى مجلس الخدمة المدنية، حتى يصار على أساسه إجراء المباراة المحصورة للعمّال، وفق ما نص عليه القانون الذي أقرّه مجلس النواب في نيسان الماضي.
وفيما لا تزال لعبة «عض الأصابع» بين المؤسسة والعمال المعتصمين على حالها، دخل على الخط منذ أيام وضع التيار الكهربائي، إذ تفاقمت ساعات التقنين في المناطق كافة، وبالتالي ارتفعت شكاوى المواطنين وصرخاتهم، مطالبين بوضع حد لأزمة الكهرباء المتواصلة منذ انتهاء الحرب الأهلية في أواخر القرن العشرين الماضي.
أمام هذا الوضع تلقى وزارة الطاقة وإدارة الكهرباء مسؤولية تفاقم التقنين على اعتصام المياومين، غير أن المياومين يرفضون هذه التهمة، وجديد ذلك، ما أوضحته «لجنة العمال المياومين وجباة الاكراء في مؤسسة كهرباء لبنان»، أمس، إذ أكدت أن «العطل الحاصل في العاصمة بيروت، هو من مسؤولية مديرية النقل في مؤسسة كهرباء لبنان».
وردا على ما جاء في بيان سابق للمؤسسة، أكدت لجنة المياومين انه «لم يتم التواصل معها من أجل إخراج المعدات اللازمة لإصلاح عطل الأونيسكو (توتر 66)»، مشيرة إلى أن «المياومين يصلحون كل الأعطال التي هي من اختصاصهم في المناطق اللبنانية كافة والتي تطرأ على الشبكة من دون استثناء والتي هي من ضمن صلاحيات عملهم».

هجمة شرسة

ولفتت اللجنة إلى أن «المياومين يتعرضون لهجمة إعلامية شرسة يشنها عليهم بعض المستفيدين لتشويه صورتهم أمام الرأي العام اللبناني، ولحرف مسار اعتصامهم العمالي النقابي السلمي والحضاري»، مستغربة «الخطوة التصعيدية التي قامت بها المؤسسة بسحب عمال (التنسيق والعمليات) التابعين للمؤسسة»، مشيرة إلى أنها «كانت ولا تزال تؤمن دخولهم وخروجهم إلى المؤسسة بكل احترام وتقدير».
وشددت اللجنة على أنها «لن تسمح لأي كان بحرف هدف الاعتصام عن غايته في أحقية تثبيت المياومين والجباة في ملاك المؤسسة وفق مباراة محصورة، للحفاظ على ديمومة عملهم ومستقبل أولادهم».

مفوضية العمل

على صعيد متصل، زار رئيس «اتحاد نقابات العمال والمستخدمين» كاسترو عبدالله أمس، مكان اعتصام المياومين للتضامن معهم في وقفتهم العمالية.
كما أكدت «مفوضية العمل في الحزب التقدمي الاشتراكي» في بيان، تضامنها وتأييدها لمطالب المياومين، متوقفة «أمام ما وصلت إليه الأمور من تطورات خطيرة تهدد بتعطيل وشل مرفق رئيسي عام في البلد. كما تهدد في نفس الوقت مصير المئات من العمال ولقمة عيشهم وعيش عائلاتهم».
وأبدت خشيتها من أن «تأخذ الصراعات والتجاذبات السياسية المطلب الحيوي للعمال بتثبيتهم في كهرباء لبنان، إلى أمكنة أخرى لا دخل ولا مصلحة للعمال بها»، محذرة من مغبة ومخاطر الاستمرار في التعنت، ومن «التمادي في أسلوب توجيه الانذارات وتهديد العمال بالصرف»، ومن «خطر الوصول إلى التعتيم الكامل في ما لو استمر تهجير الإدارة والموظفين من المؤسسة».
وناشدت مفوضية العمل «الحكومة أن تضطلع بمسؤوليتها وتحزم أمرها وتضع الحل العادل للازمة تطبيقا للقانون وللعدالة الاجتماعية في آن».

بيان للشركة الوطنية

من جهة ثانية، ردت «الشركة الوطنية للخدمات الكهربائية»، وهي إحدى «شركات مقدمي الخدمات»، على «المذكرات الصادرة عن إدارة مؤسسة كهرباء لبنان في الأسبوعين الماضيين»، فاعتبرت الشركة في بيان أن «ما يسمى بلجنة المياومين وجباة الإكراء لا تتمتع بأية شخصية أو صفة قانونية تجاه الشركة، وهي على حد علم الشركة تتابع قانون تثبيت المياومين وجباة الإكراء السابقين لدى مؤسسة كهرباء لبنان، وهي بالتالي غير مخولة بالتفاوض مع الشركة أو إدارتها بشؤون الموظفين. وعليه فإنها غير معنية بأي قرار أو بيان يصدر عن هذه اللجنة».
وطلبت من موظفيها «ضرورة التقيد بالقوانين والأنظمة المرعية الإجراء، وإلا ستضطر آسفة لاتخاذ الاجراءات القانونية المناسبة، بما في ذلك تحميل المخالفين كل التبعات القانونية والجزائية، وذلك حرصا على موظفيها وعمالها من جهة، وحرصا على التزاماتها القانونية والتعاقدية من جهة أخرى، لا سيما مع مؤسسة كهرباء لبنان».