IMLebanon

مستقبل الضنية الاقتصادي مرتبط به … جرد مربين جنة طبيعية بحاجة لمبادرات حقيقية

Liwa2
نظيم الحايك
قد يكون جرد مربين في الضنية من المناطق القليلة التي ما زالت تحافظ على جمالها الطبيعي ولم تعبث بها أيادي الشر البشرية التي أساءت الى كل المناطق المأهولة دون إستثناء، وهذه المنطقة يمكن اعتبارها مستقبل الضنية السياحي والزراعي، ومن واجب أبناء الضنية سواء كانوا يملكون أراضٍ فيها أو لا المحافظة قدر الامكان على التنوّع الطبيعي الموجود والذي لا يمكن توفره في منطقة أخرى. وقد زاد اهتمام الناس بجرد مربين عقب الانتهاء من الطريق التي تصل الضنية بالهرمل في قسمها الأول الممتد من نبع السكر باتجاه محافظة البقاع، وبعد انجاز طريق المزرعة بهبة من الرئيس سعد الحريري وأولى نتائجها المباشرة ارتفاع سعر متر الأرض من 5 دولارات الى حوالى 100 دولار وأكثر.
السياحة البيئية
لم تصل السياحة التقليدية في الضنية الى مرحلة من التطوّر الفعلي لأسباب عديدة، ولكن الاهتمام بالسياحة البيئية لم يكن بالمستوى المطلوب الذي يؤدي الى النتائج المرجوّة التي قدّمتها السياحة البيئية الى كثير من المناطق اللبنانية التي قدّمت السياحة البيئية على السياحة التقليدية واهتمت بها بطريقة مقبولة. ولمن لا يعلم ما هو جرد مربين، يصفه المختار غازي شوك بأنه «مساحات شاسعة من الأراضي غير المأهولة ومن الجبال والأودية، وهي لا تزال مجهولة أمام عدد كبير من اللبنانيين ومن أبناء الضنية أيضاً، وتعيش حالة من الموت السريري حرمتها بشكل كبير من لعب دور فعّال وحيوي في الحياة العامة والخاصة لأبناء الضنية وربما الشمال عموماً».
ومنطقة جرد مربين التي تمتد الى حدود محافظة البقاع ويقع ضمن نطاقها القرنة السوداء، أعلى قمة في لبنان والشرق العربي، يقول شوك بانها تضم «غابات من الأشجار النادرة أهمها حرج نجيب حيث أشجار الأرز المعمّرة والملول واللزاب النادر الذي لا يتواجد في المناطق اللبنانية الأخرى، بالنسب ذاتها الموجودة في الضنية، رغم تعرّضه في بعض الفترات وخصوصاً أثناء الحرب لحملة كبيرة من القطع العشوائي بغرض التدفئة، إضافة لما قام به الفرنسيون أيام الإنتداب من قطع لأشجار الأرز لاستخدامها في صناعة السفن. وبرغم شح المياه الحاصل، فان المياه في جرد مربين ما زالت موجودة بنسب مقبولة تكفي حاجات المزارعين والبرك الاصطناعية المموّلة من المشروع الاخضر ما زالت تعمل بشكل طبيعي ولم تتأثر بقلّة المياه التي أصابت لبنان عموما».
ويرى محمد سعيد رشيد ان «إقامة المنتجعات السياحية في جرد مربين هو إستثمار ناجح خصوصا ان المنطقة ما زالت عذراء ونسبة التلوث فيها لا تذكر وكل شيء فيها طبيعي، ويمكن لمحبي هواة السياحة البيئية قضاء أوقات ممتعة بين أعلى قمة في القرنة السوداء وأعمق وادي هو وادي جهنم. وهاتان الميزتان قلّما تجتمعان في منطقة واحدة.
الزراعات الطبيعية
إضافة لمقوّمات السياحة البيئية فان مستقبل الزراعة هو في هذه المنطقة خصوصا مع انتشار البناء العشوائي بشكل كبير في القرى والتي تقضي تدريجيا على المساحات المزروعة وتحوّلها الى أحجار من الباطون غير المنظم، لذلك فان مستقبل الزراعة مرتبط بجرد مربين بشكل كبير وهو يضم حاليا بستانا متنوّعا من الزراعات الطبيعية وبنسبة أقل الأشجار المثمرة. وكثيرون باتوا يقصدون الجرد لشراء ما يحتاجونه مباشرة من المزارعين. واللافت ان معظم المزارعين يعتمدون على وسائل ري حديثة، وقد ساعدهم في ذلك اهتمام المشروع الأخضر المتزايد في السنوات القليلة الأخيرة وتحديدا بعد تسلم المهندس مروان غوش مسؤولية مكتب الشمال والذي ساوى بين جميع المناطق ويعمل جاهدا لإيصال الحقوق لمستحقيها. وتتعدد الزراعات الطبيعية أو العضوية الخالية من السموم أو المواد الكيماوية «الكوسا، البندورة، الخيار، اللوبيا، البازلاء، البصل، البطاطا وغيرها العديد من الزراعات الأرضية الصيفية، وتطوّرت هذه الزراعات مؤخرا لتشمل الأشجار المثمرة وأهمها التفاح والكرز. ومع ازدياد نسبة التلوث في المجتمعات والمناطق اللبنانية يبقى اللجوء الى جرد مربين وغيره من المناطق المماثلة أحد الحلول التي يمكن أن تفتح مستقبلا متألقا يستفيد منه جميع اللبنانيين وأبناء الضنية بشكل خاص.