IMLebanon

اتجاهات الأسواق – تراجع طفيف لبورصة بيروت في سوق هزيلة

Nahar
ايلي قهوجي

تجاهلت الاسواق المالية اللبنانية أمس انعقاد الجلسة الحادية عشرة التي دعي اليها مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد مضي ثلاثة اشهر ونيف على خلو هذا المنصب لاعتقاد المتعاملين انها لن تفضي الى أي نتيجة كسابقاتها لعدم اكتمال نصابها الدستوري. وهكذا ظل اهتمامهم منصباً على مصير العسكريين اللبنانيين الذين اختطفتهم الجماعات الارهابية من عرسال وهي تضع للافراج عنهم شروطاً تعجيزية بعد تسليم جثة احدهم الى السلطات المختصة، في تطور عزز القلق على الجنود الآخرين، وذلك في ظل استمرار المواجهات مع الارهابيين في اماكن وجودهم. لذا لم يكن مستغرباً ان يأتي اداء بورصة بيروت هزيلاً لتعذر التقاء العروض والطلبات التي تناولت عدداً من الصكوك المالية المدرجة على لوائحها الا لماماً حتى في معرض سعي البعض الى تزود سيولة بيعاً لكميات محدودة منها كلما وجد من يشتريها بالاسعار المعروضة بها. وأفادت من هذه العمليات أمس “سوليدير” وبعض المصارف، فراحت اسعار اسهم هذه الشركة المنوط بها اعادة اعمار وتطوير الوسط التجاري لبيروت في التقلب ضمن نطاق ضيق بين 12,67 دولاراً و12,50 في مقابل 12,53 أول من أمس (ناقص 0,15 في المئة) والفئة “أ” بـ12,51 دولاراً ايضاً، دونما تغيير، وقد تراجعت اسعار أسهم “بنك عودة” المدرجة من 6,09 دولارات الى 6,01 (ناقص 1,31 في المئة) وارتفعت أسعار أسهم “بنك بيبلوس” العادية من 1,62 دولار الى 1,63 (زائد 0,61 في المئة) وأسعار أسهمه التفضيلية – 2008 من 100,50 دولار الى 100,60 (زائد 0,09 في المئة).

وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية بتراجع طفيف مقداره 1,90 نقطة ونسبته 0,16 في المئة على 1184,29 نقطة، في سوق خاملة تبودل فيها 54957 صكاً قيمتها 576039 دولاراً، في مقابل تداول 105892 صكاً قيمتها 1,020,844 دولاراً أول من أمس.

استمرار الضغوط على الأورو وتباين البورصات
في الخارج، استمرت الضغوط على الأورو في أسوقا القطع العالمية دافعة به نزولاً فترة نحو عتبة الـ 1,31 دولار (الى 1,3110) تحسباً من المستثمرين المؤسساتيين لإقدام المصرف المركزي الأوروبي غداً على زيادة إجراءاته النقدية التحفيزية للاقتصاد في منطقته في مناسبة اجتماع هيئة حاكميته تجنباً لوقوعه في انكماش الاسعار (deflation) المسيء جداً الى النمو. ومما عزز هذه التوقعات إعلان مكتب الاحصاء في هذه المنطقة “أوروستات” أن أسعار الانتاج فيه تراجعت في تموز بنسبة 0,1 في المئة في مقابل ارتفاع نسبته 0,1 في المئة في حزيران وبوتيرة سنوية نسبتها 1,1 في المئة، في تطور لم يعد معه مستبعداً استمرار تراجع أسعار الاستهلاك الاكثر تعبيراً عن ضعف التضخم الذي يؤسس لظاهر انكماش الأسعار. الى ذلك، جاء صدور بيانات احصائية أميركية داعمة للدولار ليضغط بدوره على العملة الأوروبية الموحدة. وفي هذا المجال، توقف المستثمرون أيضاً عند إعلان مديري المشتريات في الولايات المتحدة أن مؤشرها الخاص بقطاع الصناعة فيها (ISM) ارتفع من 57,1 نقطة في تموز الى 59,00 نقطة في آب، ليؤكد مدى متانة الاقتصاد فيها، وخصوصاً بعدما تبيّن أن الانفاق على البناء فيها ارتفع بنسبة 1,8 في المئة في تموز في مقابل تراجع نسبته 0,9 في المئة في حزيران ليبلغ نحو 981 مليار دولار بوتيرة سنوية بما يعكس مدى متانة هذا القطاع الذي يشكل القاطرة لغيره من القطاعات. الا ان تحسب المستثمرين لما سيفضي اليه اجتماع المركزي الأوروبي غداً جعلهم يحجمون عن المضاربات، فأقفل الأورو في نيويورك بـ1,3126 دولار في مقابل 1,3135 أول من أمس في لندن، الأمر الذي أضعف المعادن الثمينة، فأٌقفلت أونصة الذهب بـ1265,25 دولاراً في مقابل 1287,00 وأونصة الفضة بـ19,17 دولاراً في مقابل 19,50 في الفترة عينها.
وتباين اتجاه الأسهم الأوروبية بين متوسّم خيراً في اعتماد المركزي الأوروبي سياسة تحفيزية للاقتصاد في منطقته ومتأثر سلباً بالحديث عن عمليات استحواذ بين شركات كبيرة للرعاية الصحية مثل “استرازينيكا” و”بفايزر” وغيرهما، فأقفل عدد من البورصات بارتفاع راوح بين 0,3 في المئة في فرانكفورت و0,08 في المئة في مدريد وبتراجع بين 0,37 في المئة في لشبونة و0,03 في المئة في باريس. كذلك بالنسبة الى الاسهم الاميركية التي لقي البعض منها دعماً من الاساسيات الاقتصادية الجيدة التي صدرت أمس، فيما عانى بعضها الآخر ترقّب ما سيتضمنه الـ Beige Book الذي سيصدره اليوم الفيديرالي الأميركي عن وضع الاقتصاد في الولايات المتحدة. وفي انتظار ذلك أقفل مؤشر داو جونز الصناعي متراجعاً 30,89 نقطة على 17067,56 نقطة، ومؤشر ناسداك مرتفعاً 17,92 نقطة على 4598,19 نقطة.