IMLebanon

أصحاب المولّدات الخاصة يبتزّون البقاعيين

Safir
سامر الحسيني

تطلق منطقة البقاع، كما كل المناطق اللبنانية، صرخة جديدة ضد التقنين العشوائي في التيار الكهربائي، والعتمة المفروضة من قبل «مؤسسة كهرباء لبنان»، التي تفاقمت في الأيام الأخيرة من جراء ارتفاع ساعات التقنين إلى حوالي 15 ساعة يومياً.
وتشهد مناطق وقرى في البقاع، تحركات احتجاجية رفضاً للتقنين العشوائي في أكثر من قرية، ويؤكد محتجون لـ«السفير» أن «الوضع لم يعد يطاق في ظل تفاقم الأعباء الشهرية على العائلات، وارتفاع درجات الحرارة»، محذرين المعنيين من غضب شعبي عارم ضد ما يحدث.
عدم التزام التعرفة
لا تقتصر معاناة البقاعيين على العتمة وسطوتها وما يتكبده الأهالي من بدلات قياسية لأكلاف الإنارة من المولدات الخاصة، إنما الأخطر ما تحدث عنه رئيس «جمعية تجار زحلة» ايلي شلهوب الذي يؤكد لـ«السفير» أن القطاع التجاري في المدينة يتعرض لابتزاز واستغلال من قبل أصحاب المولدات الذين رفعوا مؤخراً أسعار بدلاتهم المالية، ولم يلتزموا يوماً بأية تعرفة رسمية صادرة عن وزارة الطاقة والمياه، التي يحمِّلها شلهوب كل مآسي البقاعيين من جراء استمرار إهمالها مشروع الإنتاج الذي قدمته «شركة كهرباء زحلة» الذي يؤمن التيار الكهربائي بمعدل 24 على 24 ساعة في اليوم الواحد.
ويعتبر شلهوب أن «مشروع كهرباء زحلة لإنتاج الطاقة يتكفل بإنهاء هذه المعاناة الاقتصادية، ويخلق دورة اقتصادية، ويعمل على زيادة النمو في هذه المنطقة التي تعاني حالياً من تباطؤ في نموها الاقتصادي وهذا مرده الى الاكلاف العالية للطاقة»، مذكّرا بأن «القطاع الاقتصادي وعد منذ سنوات بهذا المشروع الذي يعمل على خفض أكلاف ومصاريف التجار والمؤسسات التي سترتاح آنذاك من العبء المالي الذي تتكبده من جراء بدلات المولدات».
استنزاف المؤسسات
يلفت شلهوب الانتباه إلى أن أغلب أرباح المؤسسات التجارية في زحلة تستنزف لمصلحة فواتير المولدات، إذ تتراوح فاتورة كل مؤسسة ما بين 750 ألف ليرة وصولا الى مليون ونصف المليون ليرة بحسب قوة التغذية، علماً أن أصحاب المولدات يتقاضون 250 ألفاً بدل تغذية بقوة 5 أمبير.
وفيما يتوقع أن تتوسع حركة الاعتراض البقاعي على العتمة مع ازدياد الحاجة للتيار الكهربائي في الأيام القليلة المقبلة، سجّل في اليومين الماضيين انخفاض في ساعات التغذية التي يؤمنها الاشتراك في المولدات الخاصة أيضاً، وسبب هذا الخفض عجز أصحاب المولدات عن تشغيل مولداتهم بشكل متواصل في ظل تفاقم ساعات التقنين.
من جهة أخرى، يقابل التقنين المفروض من «مؤسسة كهرباء لبنان»، تأكيد مصادر في «شركة كهرباء زحلة» لـ«السفير» بأنها «تعمل ليل نهار من أجل الوصول إلى حلم إنتاج الكهرباء، وإعطاء أهالي منطقة البقاع الأوسط حقهم في الإنارة لا سيما أنهم يدفعون كامل مستحقاتهم المالية بنسبة جباية تصل الى 99 في المئة»، موضحة أنه «في الفترة المقبلة وليست ببعيدة، ستشطب عبارات التقنين والعتمة من قاموس مأساة البقاعيين، وتستبدل بالإنارة على مدار الساعة».
لا تيار منذ 3 أيام
في سياق متصل، غاب التيار الكهربائي عن 8 قرى بقاعية منذ ثلاثة أيام وهي: دورس، حزين، الطيبة الطريق العام، حوش بردى، عقن السوداء، الحم دية، مجدلون والانصار. وناشد الأهالي مدير عام «مؤسسة كهرباء لبنان» كمال حايك تأمين التيار لهذه القرى التي تعتمد على الكهرباء في تأمين مياه الشفة.

تفاقم التقنين في الجنوب والإقليم

تفاقمت ساعات التقنين في التيار الكهربائي في الجنوب واقليم الخروب بسبب عطل طرأ على محول في معمل الزهراني. وأفادت «مؤسسة كهرباء لبنان» في بيان أمس، «أن عطلا طرأ على المحول 220/66 ك.ف. ـ 170 م.ف.أ في معمل الزهراني مساء الأحد الواقع فيه 7/9/2014، ما اضطر الشركة الماليزية المشغلة للمعمل لعزل المحول كليا عن الشبكة، ما أدى إلى انخفاض التغذية بالتيار الكهربائي بشكل ملحوظ في المناطق التي تتغذى من المحطات الرئيسية التالية: الزهراني، صيدا، المصيلح، النبطية وسبلين». ولفتت المؤسسة الانتباه إلى أن «فنيي الشركة المشغلة يعملون حاليا على إجراء التصليحات اللازمة وتكرير الزيت»، متوقعة «وضع المحول المذكور في الخدمة مطلع الأسبوع المقبل، وبالتالي إعادة التغذية الكهربائية إلى طبيعتها».