IMLebanon

كتّاب «الضمان الاجتماعي»: ناجحون مع وقف التنفيذ

Akhbar
فاتن الحاج
ملف بعض الناجحين بوظيفة كاتب في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ليس منفصلاً عن «النكايات» بين اللاعبين المتحكمين في إدارة الصندوق بشأن تعيين مديرين وتفعيل نظام المياومين. ليست المشكلة في حاجة ملاك الصندوق إلى هذه الوظيفة المندرجة في الفئة السادسة، بل في التوازن الطائفي غير المتحقق في العدد الباقي من الناجحين.

وكان مجلس الخدمة المدنية قد أجرى لمصلحة الصندوق مباراة لملء المراكز الشاغرة لوظيفة كاتب، بلغ عدد الناجحين فيها 310 مستخدمين من أصل 10812 مرشحاً، عُين منهم 202 مستخدمين على دفعتين، إذ ضمت الدفعة الأولى 180 مستخدماً، والثانية 22 مستخدماً، وبقي 103 مستخدمين ينتظرون مصيرهم، بعدما تخلّف 5 مستخدمين، وسط دهم موعد انتهاء مفعول نجاحهم في كانون الأول المقبل. لا يسع هؤلاء إلّا الضغط باتجاه تعيينهم، وهذا ما نصحهم به أيضاً المدير العام للصندوق محمد كركي بعيد اعتصام نفذوه أمام مقر الصندوق في وطى المصيطبة. ونقل المعتصمون عن كركي قوله إنّ «هناك نية لاستيعابهم مقابل توظيف 150 مياوماً لتأمين الحاجات». الناجحون التقوا نائب رئيس مجلس إدارة الصندوق غازي يحيى الذي بعث فيهم تطمينات بأنّ «موضوعهم محق وعلى نار حامية وبات قاب قوسين أو أدنى من الإقرار بالتصويت عليه في مجلس الإدارة، لكن الإقرار سيكون ضمن سلة واحدة من القرارات». المعتصمون قرروا الاعتصام كل يوم خميس، متعهدين اللجوء إلى كل الوسائل القانونية الممكنة التي تحفظ حقوقهم قبيل سقوط نتائج المباراة. ويسألون: «ما الذنب الذي اقترفناه لننتظر 22 شهراً قبل تعيننا، والحبل على الجرار؟».

وقد انضم إلى الاعتصام السابق رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين كاسترو عبد الله، مطالباً بإنصافهم، وخصوصاً أنهم خضعوا لمباراة قاسية، وهم من «أصحاب الكفاءات الذين لا نريد أن ندخلهم في زواريب طائفية».
وبالنسبة إلى الحاجات، فقد وافق مجلس شورى الدولة على قرار مجلس إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الرقم 863 بتاريخ 20/3/2014 الذي قضى بتعديل ملاك الفئة السادسة في ملاك أمانة سر الصندوق، بحيث يصبح عدد المستخدمين فيها 584 بدلاً من 478 مستخدماً، ما يعني امكان استيعاب الناجحين الباقين. وكان مجلس الإدارة قد طلب من إدارة الصندوق تقدير حاجات المكاتب من المستخدمين، فكان الرد أن تأخير انجاز المعاملات في بعض المكاتب أصبح غير مقبول، بسبب تراكم المعاملات عن السنوات السابقة نتيجة عدم وجود العدد الكافي من المستخدمين. إلى ذلك، فإن عدداً كبيراً سوف يبلغ السن القانونية خلال هذه السنة والسنة المقبلة، فيما باتت استمرارية العمل في بعض المكاتب غير ممكنة نظراً إلى حدة الشغور فيها. لذا رأت الإدارة تعيين من بقي على لائحة الناجحين وتوزيعهم وفقاً لحاجات المكاتب كالآتي:
الدورة، برج حمود، الكهرباء، بتغرين (26 مستخدماً)، الأشرفية، بيروت، بدارو، طريق المطار (26 مستخدماً)، جونيه، جبيل (15 مستخدماً)، شكا، أميون، البترون (5 مستخدمين)، طرابلس (15 مستخدماً)، صور (مستخدمان اثنان)، زحلة (مستخدمان اثنان)، المديريات والوحدات المركزية (12 مستخدماً)، فيكون بذلك المجموع 103 مستخدمين. يذكر أن الإدارة طلبت أن يوقع الناجحون في المباراة الأخيرة لوظيفة كاتب والذين سيعينون في هذه الوظيفة، تعهداً بعدم تقديم طلب نقل أي منهم قبل مرور خمس سنوات على توزيعهم، بحسب حاجات المناطق. وتشرح إدارة الصندوق أننا «أدخلنا وسائط عمل حديثة في أداء الصندوق (برامج كومبيوتر وأجهزة)، ما طوّر العمل في مديريات ومكاتب الصندوق كافة وخفض الحاجة إلى بعض الفئات التي لم تعد تمثل ضرورة كبيرة كوظائف الفئة السابعة أ (حافظ مطبقة، حافظ مستندات، عامل على الآلة الحاسبة والستانلس)، والسابعة ب (حاجب، موزع، حارس وسائق)، وازدياد الحاجة إلى الوظائف المنتجة كوظيفة كاتب في الفئة السادسة. وفي جلسة مجلس إدارة الصندوق في 6 شباط الماضي، يشير كركي إلى أن تعديل ملاك الفئة السادسة نوقش مرات عدة في هيئة مكتب الصندوق، والاحتياجات ما زالت قائمة، فقد بقي على لائحة الناجحين نحو 100 مستخدم تجد الإدارة ضرورة تعيينهم، إذ إنّ الصندوق أنفق على المباراة 300 مليون ليرة للمراقبة والتصحيح، وأُخذت الكفاءات ممن تقدموا لخوضها حيث إنه من أصل 10800 مرشح فاز نحو 310، وهذا يدل على المستوى الذي أجريت المباراة على أساسه»، لكن في الجلسة نفسها هناك من عارض التعيين ممن بقي، باعتبار أننا «أجرينا مباراة وعين الناجحون، وفي حال الحاجة إلى مستخدمين يمكننا إجراء مباراة جديدة، وطالما أنه لا يمكن إجراء مباراة حالياً عبر مجلس الخدمة يمكننا أن نعيد النظر في نظام الدوامين وأن نسد الاحتياجات من خلاله».