IMLebanon

الائتلاف الدولي ورأس “داعش” أم… بشار الأسد! (بقلم رولا حداد)

 

da3ech-katibe

 

طبول الحرب بدأت تقرع في المنطقة. الائتلاف الدولي بدأ يتجمّع للقضاء على “داعش” ويذكرنا بالائتلاف الدولي لتحرير الكويت في العام 1991، مع فارق أساسي وهو أن في البيت الأبيض باراك أوباما وليس جورج بوش الأب.

لكن المفارقة الأهم تكمن في أن من طبخ سمّ “داعش” يبدو أنه بدأ يتحضّر لتجرّعه. فنظام بشار الأسد الذي تعمّد إخراج كل المجرمين والإرهابيين من سجونه بتكرار إصدار مراسيم العفو العامة في عزّ الحرب السورية، هذا النظام الذي كان يرسل الانتحاريين الى العراق، وظنّ أنه بإخراج “بعبع” الإرهاب الى العلن في سوريا سيجعل العالم يفضّل بقاءه على التسليم بالخطر الإرهابي، هذا النظام يصرخ اليوم حتى لا يقوم الائتلاف الدولي بضرب هذا البعبع فيسقط من وراءه!

لم يكن غريباً أن يصرّح وزير الخارجية السوري وليد المعلّم أن “لا مبرّر لأي عدوان على سوريا من دون التنسيق معنا”. فالنظام الأسدي يمارس العدوان على سوريا وعلى الشعب السوري منذ حوالى الـ45 عاما، وهو يمارس الإجرام المتمادي منذ آذار 2011، وهو يريد أن يوجه أي عدوان إضافي باتجاه ضرب الجيش السوري الحر الذي يشكل الخطر الحقيقي على مستقبل النظام، لا أن يقوم الائتلاف الدولي بضرب “داعش” التي لم تقصفها طائرات الميغ والسوخوي السورية ولو لمرة واحدة!

“داعش” هي الطفل المدلّل لبشار الأسد، فمن يريد القضاء عليها؟ “داعش” هي التي غطت جرائمها على جرائم بشار الأسد بفعل الوحشية الشكلية المفرطة. فالعالم الغربي يتأثر بمشهد ذبح انسان أكثر بكثير من رؤية مئات الجثث المكدسة بفعل استعمال بشار الأسد أسلحته الكيماوية!

و”داعش” التي تذبح بالسكين أنست العالم ذبح المعارضين بالمنشار الكهربائي ودفن البشر أحياءً. و”داعش” التي تقتل باسم الله أسقطت من أرشيف الرأي العام من كان يقتل وهو يطلب من ضحاياه أن يعلن أن بشار الأسد هو إلهه!

لكل ذلك يبدو بشار الأسد اليوم قلقاً من إسقاط ورقة التين الأخيرة التي اسمها “داعش” عن فظائع ما بقي من نظامه، وهو لذلك جنّد أركان محوره من طهران الى موسكو لرفض قيام الائتلاف الدولي بضرب “داعش” في سوريا!

ووصل به الأمر الى استلحاق محاولة وزارة الخارجية اللبنانية بهذا المحور الرافض، رغم التصريحات الأولية لوزير خارجيتنا جبران باسيل المؤيدة لقيام الائتلاف والمتحمسة لمشاركة لبنان. فإذا بباسيل يتراجع خطوات الى الوراء مطالباً بقرار من مجلس الأمن وبالعمل تحت ستار الأمم المتحدة، وهو ما لم يطلبه حافظ الأسد من جورج بوش الأب يوم تحرير الكويت، ولم يطلبه بشار الأسد من جورج بوش الابن يوم اجتياح العراق وإسقاط صدام حسين.

من يراقب بشار الأسد اليوم يدرك جيداً أنه بدأ يتحسّس رأسه. فالدب الروسي لديه ما يكفيه من المشاكل في أوكرانيا ولن يكون في وارد الاستماتة للدفاع عن نظام البعث السوري، والإيراني ليس في وارد التشويش على علاقاته المستجدة مع الغرب على هامش المفاوضات النووية التي أبعدت الكأس المرّ عنه، ويعرف الأسد جيداً أن طهران وموسكو ستكتفيان بالمواقف المبدئية وأنه لن يحلم برؤية الأسطول الروسي يتحرّك مجددا نحو ميناء طرطوس.