IMLebanon

وسط مخاوف من شتاء أوروبي شديد البرودة…العطش إلى الطاقة يغذي سياسة روسيا إزاء الغرب

bayan emerates
لبنى صلاح الدين

يلعب الدب الروسي على احتياج دول الاتحاد الأوروبي إلى الغاز، إذ لا تزال تلك الورقة الرابحة في جعبة موسكو لم تستخدم بعد في الصراع الجاري حالياً بين المعسكرين على خلفية الأزمة الأوكرانية. ونحن على أعتاب فصل الشتاء، الذي قد يكون الأكثر برودة في تاريخ أوروبا المتعطشة إلى الطاقة تعلم روسيا جيداً السقف الذي ستقف عنده تلك العقوبات.

ورغم كل المؤشرات بشأن اتجاه أسعار النفط للتراجع الفترة الحالية نتيجة زيادة المعروض، وقلة الطلب العالمي بحسب ما نشرت وكالة الطاقة الدولية فإن هذا لن يخفف من قسوة الموقف الأوروبي حال قطعت الدولة الشيوعية إمداداتها عبر الخط المار بأوكرانيا.

وجاء تحذير، توني هيوارد، الرئيس التنفيذي السابق لشركة بريتش بتروليوم، أكبر شركات النفط البريطانية، مدعما لهذا الأمر، إذ طالب الاتحاد الأوروبي بتوخي الحذر من إصدار أي عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا حتى لا ينقلب الوضع ضده بدلاً من صالحه.

وقال في حوار له مع صحيفة «الفايننشال تايمز» البريطانية، إن وقف التعامل مع ثالث أكبر منتج للنفط في العالم يعد مخاطرة كبيرة، مشيراً إلى أنه لا ينبغي الاطمئنان إلى زيادة المعروض من النفط الأميركي في الأسواق الدولية، لأن هذا الأمر لن يستمر طويلاً.

وتابع هيوارد، الذي يرأس حالياً شركة نفط بالعراق، إن إنتاج النفط أصبح معقداً سواء جيولوجياً أو سياسياً، وهو ما يجعل أسعار البترول تحوم حول الـ100 دولار لبرميل سواء أقل بضعة دولارات أو أزيد، إلا أنها تظل قرب هذا المستوى، وأصبح من الصعب الآن التحدث عن «عصر الوفرة» في الطاقة، وهو ما يجب أن يأخذ بعين الاعتبار عند التعامل مع أي قضية لها مردود مباشر أو غير مباشر على أسواق النفط.

وأضاف هيوارد أن أكبر الدول المنتجة مثل العراق وإيران وفنزويلا لم تشهد زيادات في الإنتاج لأسباب أمنية وسياسية، ومنذ 2005 كل الزيادة في إنتاج النفط عالمياً جاءت من الولايات المتحدة فقط.

وتابع أنه بالنظر إلى المستقبل القريب فإن شيئاً لن يتغير، إذ سيستمر الطلب العالمي للطاقة في الزيادة على المدى الطويل مع نمو الأسواق الناشئة، فيما لن يوكب المعروض من الطاقة سرعة الزيادة في الطلب.

وأفادت وكالة الطاقة الدولية عن أن الفترة من 2012 حتى 2018 فإن الزيادة في المعروض من الطاقة سيتم تحقيقها من خلال العراق والبرازيل، بعد الولايات المتحدة وكندا، إلا أننا بالنظر إلى الوضع الحالي نجد أن شركات النفط البرازيلية تعاني من مشكلات تقنية وتحديات فنية لوجود أغلب الاحتياطات بالمياه العميقة، والعراق مازال في فوضى، وكلا الدولتين لن تستطيع تجاوز تلك المعوقات في وقت قريب.