IMLebanon

مزارعو تفاح البترون في حرب مع «فأر الحقل» لإنقاذ محصولهم

AppleHarvest
سؤال واحد وطلب واحد لدى كل مزارعي التفاح في المنطقة الجبلية من قضاء البترون :«اين الدولة من مشاكلنا ومعاناتنا؟ نريد دولة وحكومة تقف الى جانبنا وتتطلع الى مشاكلنا».

فمعاناة المزارع موجعة والحسرة على الانتاج لا توصف. ضربات تلو الاخرى، عوامل طبيعية، مشكلة تصريف وتسويق وتبريد. والمشكلة الاضافية هي فئران الحقل التي تسرح وتمرح في بساتين التفاح تبدأ من القشرة الى الجذع الى الأغصان والخير آت في فصل الشتاء.

منطقة تنورين وغيرها من البلدات والقرى المجاورة معروفة بتفاحها المميز ومعروفة أيضا بغناها بهذه الزراعة حيث يتزايد الانتاج عاما بعد عام والى ارتفاع مع الاقبال على الزراعات الجديدة لنصوب التفاح بكافة أنواعه. وبالنسبة لأبناء المنطقة الجبلية من منطقة البترون، تشكل زراعة التفاح مصدرا رئيسيا للعيش والبعض يعتمد عليها كمصدر رزق وحيد يعيل منها عائلته. الا أن العوامل الطبيعية والتحولات المناخية وما ينتج عنها من أمراض وقلة مياه وأمراض وحشرات وحيوانات كفأر الحقل حولت حياة المزارع الى جحيم. وهذا ما يؤكده أحد المهندسين الزراعين الخبير بزراعة التفاح الذي يرد سبب الامراض الى الشتاء الدافىء المنصرم. وها هي فئران الحقل الى تزايد كبير لتلحق الاضرار بالشجر والثمر ويحاول المزارعون في سباقهم معها أن ينقذوا انتاجهم.

الا أن هناك مشكلة أخرى تظهر وكما كل عام وعند كل موسم قطاف، هي مشكلة التسويق وتصريف الانتاج حيث أن آفاق التسويق لتفاح تنورين محدودة وغالبا ما يقع المزارعون ضحية مخططات التجار الذين يعرفون متى يحضرون الى البساتين ليضمنوا الموسم وهم الذين يحددون الأسعار التي يجب دفعها بشكل مسبق وبالطريقة التي ترضيهم وترضي جيوبهم وحساباتهم في المصارف ولا يسددون ثمن التفاح الا بموجب شيكات مؤجلة الى ما بعد رأس السنة .

ورغم كل هذا، لا حل أمام المزارعين الا انتظار التجار لشراء الانتاج ولو بأسعار محروقة وبموجب شيكات مؤجلة. واللافت ان التجار، ومع حلول كل موسم قطاف، يتأخرون للحضور والتخمين حتى يكون المزارع محروقا لكي يبيع في ظل اهمال فادح وعدم وجود برادات واسواق تصريق.

«حتى اليوم لم يأت التجار الى هنا ليضمنوا الانتاج او يشترونه»، يقول المزارع ريمون سركيس، الذي أشار الى «تكاثر الفئران في الحقول نتيجة الطقس الذي حل في فصل الشتاء الماضي ولكنها حتى الآن لم تبدأ بالأكل ولكنها بالطبع ستفتك بالاشجار خلال فصل الشتاء لأنها متكاثرة في أوكارها تحت الأرض. وللأسف الموسم ممتاز ولكن التسويق والتصريف سيء والتجار لم يحضروا حتى يتمكنوا من حرق الاسعار وإتمام الاتفاقات باسعار بالأرض». وتمنى على الدولة أن «تهتم بمزارعي التفاح كما تفعل مع باقي المزارعين. على دولتنا أن تتصرف كما الدول العظمى فتأخذ الانتاج وتهتم بالتسويق والتصريف الى الخارج عندها لا يعود بامكان التاجر أن يتحكم بنا.»

المزارع نجيب طربيه يقول: «نحن في هذه الأيام في حال حرب مع الفئران المنتشرة في بساتين التفاح، أعداد هائلة تسرح وتمرح في أراضينا ، غدا يأتي فصل الشتاء وتبدأ بأكل الجذع والقشرة والجذور، وما يحصل هو أن هناك بساتين تتم مكافحة الفئران فيها والعقارات المجاورة تبقى خارج المكافحة ورش الأدوية ما يؤدي الى انتقال الفئران من حقل الى آخر. أنا عندي 4 دونمات قمت بوضع شبك حول الجذوع ولكن الفئران تصعد الى الورقة والى الثمر ولا معالجة فعلية والري على الجر يؤدي الى تسرب المياه الى أوكار الفئران لتفتحها. الخراب هو واقع البساتين والفئران تجرح القشرة من يؤدي الى انتشار المن القطني.»

في ظل انتشار موجة الفئران نشطت المبادرات الفردية لمواجهة هذه المشكلة، فلجأ عدد من المزارعين الى اختراع وسائل ميكانيكية كصناعة الأفخاخ لمحاربة الفئران ومنهم من بدأ بالتفكير بتربية القطط والثعالب لمواجهة انتشار الفئران والحد من انتشارها.