IMLebanon

رئيس البنك الدولي: لهذا يهتم المديرون التنفيذيون للشركات الكبرى بتغير المناخ

WorldBankPresident1
الدكتور جيم يونغ كيم

إنني استمع من قادة الأعمال على مدى الأشهر القليلة الماضية عن التأثير الذي يمكن لتغير المناخ أن يحدثه في صناعاتهم والسلع والخدمات التي نعتمد جميعاً عليها. وهم قد لا يتحدثون كثيراً عنه على الملأ، ولكنهم على دراية جيدة بالمخاطر التي يشكلها ارتفاع درجة حرارة الأرض على سلاسل توريدهم ومصانعهم والقوى العاملة لديهم.
ويمثل فقدان إمدادات المياه أحد المخاطر الكبيرة التي تلوح في الأفق، ليس فقط لشركات المشروبات ولكن أيضاً لمنتجي الطاقة، والصناعات التي تضم معدات للتبريد، وبالنسبة لكامل سلسلة الإمدادات الغذائية عندما يواجه المزارعون توقعات بانخفاض هطول الأمطار أو عدم هطولها على الإطلاق. وعندما تقل إمدادات المياه أو ترتفع درجات الحرارة، فإن ذلك يؤثر أيضاً على صحة القوى العاملة وإنتاجيتها. وهذا له تداعيات شديدة على سلسلة التوريد.
والمثير في الأمر هو كيفية إيجاد قادة الأعمال للفرص رغم الظروف الصعبة. وقد وجهت شركة ساب SAP (e) لبرمجيات الأعمال إحدى تجاربها نحو الحد من استهلاكها للطاقة، وطورت نظاماً جديداً لحساب التكاليف الخاصة بذلك والأثر البيئي له وهو يساعد عملاءها على إجراء تقييمات مماثلة لخفض التكاليف.
واستثمرت شركة ألستوم Alstom، (e) وهي شركة متعددة الجنسيات للطاقة، في مجال الابتكار لمساعدة صناعاتها على التكيف وخفض الانبعاثات. إنها تعمل على تقنيات احتجاز وتخزين الكربون التي تهدف إلى الحيلولة دون إطلاق غازات الدفيئة في الغلاف الجوي. كما تستثمر شركتي اينل Enel (e) وجي دي إف سويز GDF Suez (e) وشركات أخرى رائدة في قطاع الطاقة في مجال خفض الكربون والطاقة المتجددة لتلبية احتياجات عملائهم اليوم وفي المستقبل.

هذه الشركات وشركات أخرى تٌعلي من صوتها بشان دعوتهم من أجل سياسات متسقة ومتوائمة من شأنها أن تساند الابتكار من أجل مستقبل أنظف. لقد انضموا إلى المئات من الشركات الأخرى قبيل قمة الأمين العام للأمم المتحدة عن قيادة المناخ في الإعلان عن مساندتهم لتسعير الكربون.

وهذا أمر مهم. فالحكومات لا يمكنها أن تحل أزمة المناخ وحدها. إننا بحاجة إلى استثمار وابتكار القطاع الخاص – هذا هو ما يُزيد من كفاءة التكنولوجيا القديمة ويقفز إلى خيارات جديدة، وأفضل، وأنظف.

والشركات أيضاً بحاجة إلى الحكومات كي تكون داعمة لهذا التوجه. فتسعير الكربون يقدم اليقين بشأن السياسات التي يحتاج إليها قادة الأعمال لإعادة تقييم الكفاءة وتحويل أولوياتهم نحو نمو أكثر نظافة، كما وجدت مايكروسوفت (e) عندما استحدثت سعر “افتراضي” للكربون يحاكي تسعير الكربون.

وتساعد “رسوم الكربون” الداخلية لمايكروسوفت (e) وحدات أعمال الشركة على التركيز على كفاءة استخدام الطاقة، وتوفير المال. ويستخدم اليوم أكثر من 150 من الشركات الكبرى (e) تسعيرة الكربون الداخلية في عملية صنع القرار للمساعدة على توفير صورة أوضح عن المخاطر التي تواجهها والمساعدة في إيجاد الفرص.

والشركات تقول لنا إنها تبحث عن اتساق ومرونة السياسات بشأن كيفية الحد من انبعاثاتها. وسياسات تسعير الكربون تسمح لهم بالابتكار وإيجاد أنجح الحلول لصناعاتهم.

وفي الأساس، فإن تسعير الكربون يحول تكلفة الأضرار التي تتسبب فيها الانبعاثات إلى مصادر هذه الانبعاثات، وهي تكاليف يتحملها الجميع اليوم في شكل التكاليف الخاصة بالصحة العامة والأضرار الناجمة عن العواصف وتطرف درجات الحرارة. وهذا التحول يفتح الباب أمام بدائل أنظف وأكثر صحة.

يمثل تغير المناخ تحدياً عالمياً لا مثيل له على نطاق لم تشهده البشرية من قبل. إنه يؤثر علينا جميعاً. وأمامنا جميعاً فرص – وعلينا مسؤولية نحو الأجيال القادمة – كي نفعل شيئاً حيال ذلك. ومن المثير أن نرى الشركات تأخذ بزمام المبادرة.