ايلي قهوجي
التوافق السياسي على اقرار سلسلة الرتب والرواتب للعاملين في القطاع العام، الى غير ذلك من المواضيع المالية، لم يلق أي تجاوب من هيئة التنسيق النقابية التي اعتبرته مجحفاً في حق المعلمين وغيرهم من أصحاب الحقوق ودعت الى اضراب احتجاجي اليوم دعماً لمطالبها بالتزامن مع انعقاد مجلس النواب لهذه الغاية، وقت يستمر أهالي العسكريين اللبنانيين، الذين اختطفتهم جماعات ارهابية من عرسال، في تصعيد تحركاتهم بقطع مزيد من الطرق الدولية لحمل الحكومة على التفاوض مع خاطفيهم لاطلاقهم بأي ثمن… وأدى ذلك أمس أيضاً الى طغيان الضبابية على الوضع الداخلي، وخصوصاً مع عودة أعمال العنف الى بعض أحياء طرابلس مع ما ينطوي عليه هذا التطور من مخاطر محدقة بالبلاد وبمناخ الأعمال فيها. لذا، لم يكن مستغرباً مواصلة المتعاملين في بورصة بيروت التزام جانب الحيطة والحذر في مقاربة الصكوك المالية المدرجة على لوائحها في كل ما يتعدى تلبية حاجات البعض من السيولة بيعاً لكميات محدودة منها كلما وجد من يشتريها بالأسعار المعروضة بها كما عكسته حركة العرض والطلب عليها الى ما قبيل الظهر عندما خرقت هذه الرتابة على جاري العادة منذ قرار “بنك عوده” زيادة رأس ماله (بما قيمته 300 مليون دولار منها 240 مليوناً مخصصة لحاملي أسهم هذا المصرف وشهادات الايداع العائدة اليه و60 مليوناً أخرى لمؤسسة التمويل الدولية) صفقة خاصة أخرى تناولت أمس تبادل 17٫500٫000 سهم مدرج من أسهم هذا المصرف بسعر تحدد بالتراضي بين الجهتين البائعة والشارية بـ 6٫00 دولارات للسهم الواحد دفعة واحدة بما مقداره 45 مليون دولار، اتبعت بعملية صغيرة تناولت تبادل 400 سهم وفقاً لقاعدة العرض والطلب بسعر 5,99 دولارات للسهم الواحد سرعان ما الحقت بأخرى على 17000 سهم بسعر 6,00 دولارات للسهم الواحد، وهو السعر الذي اقفل به (دونما تغيير) في قطاع المصارف الذي شهد استقراراً أيضاً لاسعار اسهمه التفضيلية – E على 101,50 دولار وF على 100,50 دولار ولأسعار شهادات الايداع العائدة اليه على 6,20 دولارات، وارتفاعاً لاسعار اسهم “بنك لبنان والمهجر” المدرجة من 8,75 دولارات الى 8,81 (زائد 0,68 في المئة) وتراجعاً لاسعار اسهم “بنك بيبلوس” التفضيلية – 2008 من 101,00 دولار الى 100,70 (ناقص 0,29 في المئة).
وفي قطاع اعادة الاعمار والتطوير العقاري، ارتفعت اسعار اسهم “سوليدير” بفئتيها “أ” من 11,84 دولاراً الى 11,99 (زائد 1,26 في المئة) و”ب” من 11,92 دولاراً الى 12,00 (زائد 0,67 في المئة).
وتبعاً لذلك، اقفل مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية بارتفاع مقداره 3,39 نقاط ونسبته 0,29 في المئة على 1174,13 نقطة، في سوق اكثر نشاطاً، تبودل فيها 7,583761 صكاً قيمتها 46,014,538 دولاراً، في مقابل تداول 1,994,218 صكاً قيمتها 12,343,024 دولاراً أول من أمس.
في الخارج،اتجه الاورو نزولاً في اسواق القطع العالمية ليكسر عتبة الـ1,26 دولار، الى 1,2580 دولار فترة، بعدما اظهرت بيانات اقتصادية في منطقته مزيداً من التباطؤ في التضخم السنوي الى 0,3 في المئة في ايلول بعد 0,4 في المئة في آب وتموز بما يؤكد وقوع الاقتصاد فيها في انكماش الاسعار (déflartion) المسيء كثيراً الى النمو مما سيحتم اقدام المصرف المركزي الاوروبي غدا على تسيير سياسته النقدية اكثر واعتماد معدلات فائدة قريبة جداً من صفر في المئة لدى اجتماع مجلس حاكميته. ومما عزز هذا الاعتقاد بقاء معدل البطالة فيها مرتفعاً على 11,5 في المئة في آب كما في تموز في تطور حجب ارتفاع مبيعات المفرق في المانيا بنسبة 2,5 في المئة في آب واستقرار البطالة في اكبر اقتصاد اوروبي على 6,7 في المئة في ايلول. الا ان الضغوط على الاورو تلاشت قليلاً بعد صدور بيانات اقتصادية اميركية غير داعمة للدولار بدءاً بتراجع مؤشر ثقة المستهلكين الذي يعده مجلس المؤتمر Conference Board من 93,4 نقطة في آب الى 86,00 في ايلول وصولاً الى انخفاض مؤشر مديري المشتريات الخاص بقطاع الصناعة في شيكاغو من 61,5 نقطة الى 60,50 في الفترة عينها مروراً بتراجع اسعار المنازل بنسبة 0,50 في المئة في تموز في مقابل 0,20 في المئة في حزيران. وقد تداخلت كل هذه الاعتبارات لتحد من خسائر الاورو الذي اقفل في نيويورك بـ1,2630 دولار في مقابل 1,2685 اول من امس، في تطرو ضغط على الذهب اذ اقفلت الاونصة منه بـ1209,00 دولارات في مقابل 1216,50 في الفترة عينها.
وارتفعت اسعار الاسهم الاوروبية بدعم من البيانات الضعيفة عن التضخم في منطقة الاورو التي رجحت فرص اقدام المركزي الاوروبي على اتخاذ اجراءات تحفيزية للاقتصاد غداً، فاقفلت البورصات فيها بارتفاع راوح بين 1,78 في المئة في ميلانو و0,55 في المئة فرانكفورت. الا ان الاسهم الاميركية افتقرت الى اتجاه واضح على رغم البيانات الاقتصادية غير المشجعة التي صدرت امس بدليل تردد المستثمرين في معرض البيع كما في معرض الشراء الى حين صدور ارقام البطالة في الولايات المتحدة بعد غد، فاقفل مؤشرا داو جونز الصناعي وناسداك بتراجع 28,32 نقطة على 17042,90 نقطةن و12,46 نقطة على 4493,39 نقطة توالياً.