IMLebanon

خرق ايجابي قد يفضي الى اطلاق العسكريين.. وسلام: نفاوض بسرية

tammam-salam-security-coucil

 

اتجهت الانظار مجددا الى عرسال حيث سجلت ليلا مفاجأة تمثلت في اطلاق المعاون اول كمال الحجيري الذي كان اختطف قبل اسبوعين من مزرعة العائلة في خراج البلدة، وسلمه الموفد القطري الى الامن العام اللبناني.

وكانت ظهرت مؤشرات لخرق ايجابي قد يفضي الى اطلاق عسكريين عشية عيد الاضحى، عقب توجه الموفد القطري، وهو ضابط استخبارات، الى جرود عرسال امس ولقائه ممثلين لـ”النصرة” و”داعش”. وهي المرة الاولى يتم تواصل مباشر مع ممثل لتنظيم “الدولة الاسلامية” بعد انقطاع سجل منذ فترة حتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد عاد الموفد القطري، الذي رافقه ضابطان في الامن العام الى مسافة محددة حيث تسلمته جهات على صلة بالخاطفين، الى بيروت ليلاً لينقل مطالب الجهات الخاطفة الى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم على ان يعود اليوم الى عرسال لابلاغ الجواب اللبناني. وتوقعت مصادر تطورات ايجابية اضافية في غضون ٤٨ ساعة.
وأبلغ مصدر وزاري “النهار” ان لا خلاف داخل مجلس الوزراء على التفاوض مع الخاطفين، مؤكدا ان القتل توقف وأعيدت الدينامية الى الملف، وان التنسيق قائم بشكل قوي مع اللواء ابراهيم وبسرية تضمن التوصل الى نتائج مرضية.

صحيفة “السفير” اعتبرت أن جهود الوسيط القطري الموجود في لبنان، أثمرت ليل الثلثاء، بالتعاون مع الامن العام، إفراجاً عن المعاون أول في الجيش كمال الحجيري الذي كانت قد اختطفته «جبهة النصرة» منذ قرابة أسبوعين في جرود عرسال.
وقال الرئيس تمام سلام لـ«السفير» إن التفاوض بدأ يسلك مجراه، كما أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لـ«السفير» إن إطلاق سراح العسكري “هي بداية وضع الملف على السكة الصحيحة، على أن يلي ذلك ما يليه”.
وكانت قد سُجلت الثلثاء مواجهة هي الاولى من نوعها بين أهالي المخطوفين والقوى الأمنية التي استخدمت القوة لإجبار المعتصمين على إخلاء طريق المصنع الدولية، بعد إقفالها لبعض الوقت، في حين بقيت طريق ضهر البيدر مقطوعة.
وتعليقاً على هذه الأجواء، قال سلام لـ«السفير»: إذا أراد الاهالي والقوى السياسية إخضاعنا لهذا الإرهاب فلن تنتهي مشكلة العسكريين، وسيتحول العسكريون الأبطال الى سلع رخيصة في بازار المزايدات والخلافات والترهيب.

واعتبر انه من المأساوي أن يتحول الخاطفون الى ضمانة للأهالي وتصبح الدولة هي المتهمة والقاتلة فتشنّ عليها الحملات، تحت وطأة تهديد الخاطفين بقتل الرهائن.
واكد سلام ان الحكومة تفاوض بسرية تامة ولا يجوز في تفاوض حساس ودقيق كهذا ان يعلم العالم كله بتفاصيله، وان يتحول الى بازار بين مقايضة من هنا او قمع من هناك او حسم من هنالك.
وقال: “هناك آلية طويلة ستأخذ مجراها في التفاوض، والجانب التركي وعدنا بعد لقائي مع الرئيس رجب طيب اردوغان ببذل الجهود، وكذلك الجانب القطري، وقد وصل المفاوض القطري الى لبنان منذ يومين، كما باشر المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم تحركه.

إلى ذلك، قال سلام انه لمس في نيويورك وجود تفاهم دولي على القضاء على الارهاب، “لكن كيف والى أي نتيجة يمكن ان يصل العالم في هذه المهمة؟ هذا الامر غير واضح، حتى ان الاميركي لا يملك حتى الان تصورا كاملا لكيفية القضاء نهائيا على الارهاب في العراق وسوريا.

وقال: “هم يريدون اقتلاع قوى الارهاب لكن ليس لديهم بديل على الارض، فهل المطلوب تدمير المنطقة العربية لترتاح اسرائيل؟ لذلك مطلوب من القوى الاقليمية المؤثرة ان تتماسك وتتفاهم لا سيما السعودية ودول الخليج ومصر وايران وتركيا من اجل المساهمة في معالجة ازمات المنطقة كلها، لان الدول الاخرى تدفع ثمن خلافاتهم غاليا ومنها لبنان”.
اضاف سلام: “لمسنا حصول تقدم ما في العلاقة بين السعودية وايران ووزير خارجية ايران محمد جواد ظريف سيزور السعودية، لكن الامور قد تحتاج لبعض الوقت لترتيب الامور بين البلدين”.
ورأى سلام ان القلق موجود على مصير سوريا بسبب الغموض الذي يكتنف هذه الحرب العالمية على الارهاب، وقال ان الاهتمام منصب حاليا على اعادة “تجميع” العراق كدولة ومؤسسات بعدما مزقته حرب “داعش”، واشار الى أن التسوية التي حصلت في العراق بتشكيل حكومة حيدر عبادي الجديدة تسهل اعادة وحدة العراق، بدعم سعودي وايراني ودولي. لكن في سوريا هناك تفكير بمحاولة التوصل الى مرحلة انتقالية، وهذا مرهون باتفاق اميركي – روسي اولا، لكن الى أي مدى يمكن ان يتحقق هذا الامر.. لا نعرف.
اضاف: “الغرب لا يعلم الى اين يذهب في الحرب على “داعش”، وهذا يعني عمليا اذا استمر الوضع طويلا على حاله فإن عملية السلام في المنطقة العربية لن تستمر، فكل ما يجري هو لمصلحة اسرائيل وهي المستفيدة من فشل عملية السلام، خصوصا في ظل الخلافات العربية – العربية أو العربية – الايرانية.
وحول ما سمعه في لقاءاته بالنسبة لدعم لبنان، قال سلام: “سمعنا من دول العالم كلاما متقدما جدا عن دعم لبنان امنيا وسياسيا واقتصاديا، خصوصا من المشاركين في اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان وقد قدم المشاركون فيه عبارات اطراء ومديح ودعم، في مجالي مكافحة الارهاب ومعالجة ازمة النازحين السوريين، لكن المجتمع الدولي توصل الى قناعة ان حل المشكلة لا يتم فقط بدعم النازحين والمجتمع الذي يحضنهم، بل بدعم الحكومات والدول التي تستضيفهم.
اضاف: “ان الدعم الدولي لموضوع النازحين سيترجم عمليا في مؤتمر لمجموعة الدعم الدولية سينعقد نهاية شهر تشرين الاول في برلين، وسأحضره انا والوزيران جبران باسيل ورشيد درباس، كما سألتقي خلال زيارتي المستشارة الالمانية انجيلا ميركل بناء لطلبها، وسنضع في هذا المؤتمر آلية لمتابعة الدعم المالي واللوجستي والامني، ليصار بناء عليها الى تقديم الدعم اللازم عبر الصندوق الائتماني الذي انشأه البنك الدولي لهذه الغاية.
وحول موضوع اقامة مخيمات لايواء النازحين وما يترتب عليه من خلافات داخل الحكومة اولا؟ قال سلام: “ان الهم الاول الان هو ايجاد حل لمخيمات النازحين في بلدة عرسال التي باتت جزءا من مشكلة البلدة، ولكي يطمئن اهلها والمحيط بعد الذي جرى، وهناك اقتراحات ستبحث، وسنحاول التوصل الى حل لها. لكن المشكلة انه لم نحدد بعد المكان الذي سنقيم فيه هذه المخيمات، خصوصا في ظل رفض بعض القوى السياسية وبعض المناطق لاقامة المخيمات بجوارها لاسباب امنية أو اجتماعية.
وعن هبة المليارات الثلاثة السعودية للجيش، قال سلام: “ان هبة الثلاثة مليارات “لها ظروفها غير الواضحة بعد، لكن هبة المليار دولار المستعجلة بدأت تأخذ طريقها الى التنفيذ من خلال دفعات السلاح والعتاد الاميركية التي وصلت وترقب الاتفاق على سلاح روسي للجيش وللقوى الامنية الاخرى، ويتولى الرئيس سعد الحريري تسديد المال من مبلغ المليار الموضوع بحسابه الخاص، وبإشراف مباشر على التنفيذ من الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز”.
وعما توصل إليه في لقاءاته لتفعيل المساعي لتحرير العسكريين المخطوفين؟ قال سلام: “لقد اصبح من المأساوي ان يتحول الخاطفون الى ضمانة للاهالي وتصبح الدولة هي المتهمة وهي القاتلة فتشن عليها الحملات، وذلك تحت وطاة تهديد الخاطفين بقتل الرهائن. هذا التباس خطير لا يجوز ان يستمر، في ظل الانقسام السياسي الذي يشل البلد ويمنعه من اتمام استحقاقات مهمة كرئاسة الجمهورية وتفعيل المجلس النيابي وكذلك ممارسة دورنا كما يجب كحكومة”.
اضاف: “نخشى ان يكون الدوران التركي والقطري في موضوع العسكريين قد ضعف بسبب مشاركتهما في الحرب الدولية ضد “داعش” و”النصرة”، وان يخف تأثيرهما على الخاطفين، عدا عن أن مطالب الجهتين الخاطفتين ليست واحدة وكل منهما يريد التفاوض منفردا. لذلك علينا ان ننتظر ما سيحصل من تحركات واتصالات، والمهم ان تساعدنا الاطراف الداخلية في منع حصول الفتنة المذهبية، التي كادت تتسبب بها عمليات الخطف التي حصلت مؤخرا.