IMLebanon

خاص IMLebanon: هل تمرّ الساعات الـ48 على خير وتنجو طرابلس من المخطط الدموي؟

tripoli-new

وأخيراً تمّ الاتفاق مع شادي المولوي وأسامة منصور على إخلاء مسجد عبدالله بن مسعود في باب التبانة، وبالتالي نجحت المساعي في سحب فتيل تفجير خطير كانت طرابلس على موعد معه لو فشل المعنيون في التوصل الى اتفاق.

هل انتهت الأزمة؟ حتماً لم تنتهِ بحسب مصادر مواكبة لتفاصيل ما جرى. ومهلة الـ48 ساعة التي تم الاتفاق عليها لتنفيذ الاتفاق قد تشهد الكثير، وخصوصاً بعد عمليات إلقاء قنابل جرت ليل الأحد على مراكز للجيش اللبناني.

المفارقة بحسب المصادر المطلعة أنّ معظم الاعتداءات على مراكز الجيش في طرابلس لم تنفذها مجموعات تابعة للمولوي ومنصور بل مجموعات تابعة لـ”حزب الله” في طرابلس. وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من اعتقال شابين من آل شعبان، أحدهما يُدعى ربيع شعبان وثالث من آل موري من المرتبطين بـ”حزب الله” بشكل مباشر مالياً وتنفيذياً، كانا أقدما على تنفيذ عدد من الاعتداءات على مراكز للجيش لإلباسها الى مجموعات المولوي ومنصور وجرّ عاصمة الشمال إثرها الى مواجهات دموية مع الجيش. والواضح بحسب المصادر أنّ “حزب الله” انزعج من التوصل الى اتفاق فتم تنفيذ عملية ليل الأحد على عجل لمحاولة ضرب الاتفاق ومنع تنفيذه.

وتروي المصادر لموقع IMLebanon أنّ الأمور بدأت تتفاعل قبل أكثر من شهر. عندها طُرح الموضوع في اجتماع اللجنة الوزارية الأمنية فعرض وزير العدل اللواء أشرف ريفي للوضع مطالباً قيادة الجيش بالإيعاز لتوقيف المولوي ومنصور وحسم الوضع منذ البداية. لكن بدا واضحاً أنّ ثمة “تريثاً” لدى الأجهزة الأمنية إزاء تنفيذ التوقيف لأسباب لا تزال مجهولة، وخصوصاً أنّ التذرّع بالتخوّف من ردّ فعل في الشارع الطرابلسي بدا في غير محلّه، وخصوصاً بعد توقيف حسام الصبّاغ قبل فترة وبقاء الأمور هادئة جداً.

عندها بدأت محاولات الحل السياسية للموضوع عبر مشايخ باب التبانة الذين بدأوا جولة مشاورات واسعة مع المولوي ومنصور. في الموازاة كان ثمة من يعمل على إفشال أيّ حل عبر افتعال اعتداءات على الأرض من جهة، ومن جهة ثانية عبر الإيحاء للمولوي ومنصور بأنّ الأجهزة الأمنية لن تعتقلهما وذلك كي يستمرا في حركتهما.

وبحسب المصادر فإنّ المفاوضات جرت مع المولوي ومنصور بمتابعة سياسية وأمنية عن قرب، وذلك للتوصل الى الآتي: إخلاء طرابلس من أيّ وجود مسلّح والسماح لهما بمغادرة لبنان. لكنّ المتضرّرين من أيّ تسوية في طرابلس حاولوا المستحيل لعرقلة التوصل الى أيّ اتفاق، وصولاً الى افتعال الاعتداءات حتى بعد إبرام الاتفاق في محاولة لجرّ المدينة الى المواجهة المطلوبة.

وتؤكد المصادر أنّ المتضررين من تنفيذ الاتفاق يرغبون في بقاء المولوي ومنصور والإبقاء على حركتهما لضربها في التوقيت المناسب وجر طرابلس الى معركة عسكرية دموية مع الجيش بما يحقق أهدافاً عدة، وأبرزها:

ـ القيام بعملية إلهاء داخلية عمّا يجري على الحدود الشرقية، وتحديداً في عرسال.

ـ وضع الشارع السنّي في مواجهة الجيش وتصوير المؤسسة العسكرية وكأنّها تستهدف السنّة حصراً من عرسال الى طرابلس.

ـ الاستعاضة عن معركة عرسال الثانية بمعركة طرابلس.

لكنّ مساعي الخير نجحت حتى بعد ظهر الأحد في إنقاذ طرابلس والتوصل الى اتفاق. لكنّ مهلة الـ48 ساعة تقلق المتابعين. فهل تمرّ الساعات الـ48 على خير وتتنفس طرابلس الصعداء، أم أنّ المخرّبين لا يزالون يحتفظون بمخططات بديلة؟