IMLebanon

المزارعون اللبنانيون: لدعم الأعلاف والمعدات…وتخفيض كلفة الفحص البيطري التي وصلت الى 100 دولار!

Safir
فاديا دعبول

تعتمد فدوى طالب في معيشتها وعائلتها على تربية الأبقار في أجدعبرين، لا سيما بعدما أنتجت لها البقرة الوحيدة، التي كانت تملكها، خمس بقرات وعجلاً واحداً، بعد مرور تسع سنوات من العناية.
تسعى طالب لتطوير مزرعتها الصغيرة، إلا ان الألم الذي تعانيه في يديها جراء حلب البقرات يمنعها من ذلك، لا سيما أن لا قدرة مالية لها على شراء «حلابة» تخفف عنها عناء التعب والألم.
حال فدوى هو حال غالبية أصحاب المزارع الصغرى في الكورة وقد تخطى عددهم العشرين، بحيث انهم يُجمعون على مطالبة وزارة الزراعة بتأمين حلابات لهم، إضافة الى مساعدتهم في شراء الاعلاف والادوية وتخفيض كلفة الاطباء البيطريين.
يوضح جورج كرم، صاحب أربع بقرات في مزرعة في بخعون، لـ«السفير» أن لا أرباح كبيرة ترتد عليه من تربية الأبقار، لا سيما في حال نفوق إحداها، مؤكداً أن «لا أحد يعوض الخسارة».

عبء فاتورة الأدوية

ويشير يعقوب فجلون الى ارتفاع فاتورة الطبيب البيطري، وهو كثيرا ما يستدعيه لتلقيح أبقاره أو معالجتها، إضافة إلى عبء فاتورة الادوية التي «كثيراً ما تكون غير صالحة». ويعتبر أن «الدولة اللبنانية مقصرة جداً في تقديم المساعدات للمزارع، مقارنة مع الدول الأخرى التي تخصّص ما يفوق الـ40 في المئة من مداخيلها لدعم الزراعة».
من جانبه، يتمنى جرجس الخوري أن ترسل وزارة الزراعة طبيباً بيطرياً بشكل دوري الى مزارع الأبقار لفحصها وتقديم المشورة لصاحبها، تجنباً للخسارة التي يتعرّض لها المالك جراء مرض أبقاره أو نفوقها، لافتاً الانتباه إلى أن «كل الأرباح تذهب للطبيب الذي لا يقل أجره عن مئة دولار، وللأدوية». ويطالب الوزارة بتأمين أبقار «مؤصلة» وبيعها بالتقسيط.

دعم الحليب

أما رامونا يعقوب (تساعد زوجها المريض في مزرعة الابقار)، فتبرز أهمية «دعم الحليب الذي يُباع الكيلو منه بالمفرق بـ1200 ليرة في برسا». وتلفت النظر الى أن «المعامل لا تقبل الشراء الا إذا ارتفعت الكمية اليومية عن مئة كلغ».
مع شح الأمطار في الشتاء الماضي وتقنين المياه، تزداد المطالبة بضخ آبار للمياه وتأمينها لمزارع الأبقار لحاجتها الكبيرة لها. كما ان غالبية الملاكين يناشدون وزارة الزراعة حماية مزارعهم في المناطق المصنفة زراعية من شكاوى الاهالي، منعاً من إزالتها، وإقفال باب رزقهم. وتجاه النقص في المساعدات المقدمة لمزارع الابقار، يؤكد كابي عبدو (صاحب مزرعة تضم حوالي 40 رأس بقر) أن «الدولة غائبة. وهناك استنسابية في تقديم المساعدات، وأسماء المزارعين في الكورة تسجل ويستفيد على حسابها مزارعون في أقضية أخرى».
ويركز سمير فاخوري على أن اكثر ما يحتاج اليه من دعم في مزرعته، العلف و«حلابة» وطبيب يشرف على الأبقار.

المراقبة والوقاية

تجاه كل هذه المطالب يفيد مصدر معني بالملف «السفير» أن «مهمة وزارة الزراعة الأساسية المراقبة والوقاية. ولها مهمات دورية أخرى للكشف على مزارع الابقار وتطعيمها وتحصينها من الامراض، ومشاريع يتم تنفيذها بناء لبرامج ممولة من الخارج».
ويعد مشروع الأعلاف المخصص للأبقار من أهم المشاريع الذي تعمل عليه الوزارة منذ ما يقارب ثلاث سنوات، الا انه غير ثابت ويعمل لفترات ويتوقف في فترات أخرى. أما مشروع توزيع المساعدات على أصحاب مزارع الابقار فتقوم به «الفاو» وفق معايير ترتكز على فقر الحال.
وتوضح رئيسة المركز الزراعي في الكورة المهندسة مروى حمود لـ«السفير» انه «تم توزيع قسائم بالأعلاف مطلع العام، وأقيمت ندوة منذ أربعة أشهر مخصصة لأصحاب المزارع في تلقيح الابقار».

أسعار بخسة

وفي حين ان تربية الابقار تشكل مورداً مالياً مهماً في حال حسن إدارتها، الا ان تكاثر الاوبئة والأمراض، جراء الاهمال غير المتعمّد في تأمين النظافة للمزارع والحلابات وضرع الأبقار، يؤدي في أحيان كثيرة للتخلص من البقرة المصابة ببيعها للذبح، بأسعار بخسة جداً لا تتعدى 500 ألف ليرة، وهي في حالتها الطبيعية تباع بخمسة ملايين.
من هنا عمدت وزارة الزراعة عبر مركزها في الكورة، بالتعاون مع بلدية اميون، الى تنظيم ندوة علمية تحت عنوان «نظافة مزارع الأبقار» للمساعد الفني البيطري فرانسوا الشدياق، في مركز المطالعة والتنشيط الثقافي في اميون شارك فيها إضافة الى المسؤولة عن المركز جويل الحاج عبيد، عدد كبير من أصحاب مزارع الأبقار في المنطقة بشكل غير مسبوق، بحيث أبدوا اهتماماً بالغاً في معرفة أساليب العناية والنظافة الخاصة في المزارع والحلابات وضرع البقرة، لا سيما ممن كانوا يعتقدون أن النظافة تقتصر على الاهتمام برفع مخلفات الأبقار المرئية من الاوساخ. وعمل المركز الزراعي على توزيع منظفات ومعقمات للمشاركين في الندوة، اضافة الى كتيب ارشادي عن «كيفية إنجاح زراعة واستعمال الأعلاف الشتوية في تغذية الأبقار الحلوب».