IMLebanon

“السياسة”: هذا ما يفعله “حزب الله” في البقاع

hezbollah-syria

 

كشفت أوساط روحية مسيحية لبنانية في باريس عن وجود استياء لدى قيادة الجيش اللبناني من عدم مشاركة عناصر “حزب الله” المنتشرين في جرود عرسال وبريتال في البقاع قرب الحدود مع سوريا، في تعقب أماكن اختباء مجموعات “داعش” و”النصرة”، مشيرة إلى استغراب الجيش من نأي الحزب بميليشياته عن محاولات إنقاذ العسكريين المخطوفين، في حين يدعو ليل نهار إلى عدم التفاوض والمقايضة لإطلاق سراحهم.

وحضت الأوساط في حديث لصحيفة “السياسة” الكويتية، العماد ميشال عون، الذي وصفته بـ”منفذ أوامر “حزب الله” في شتى المجالات”، على التدخل لدى الحزب لحمل عناصره الـ 600 المنتشرين فوق عرسال وحولها، على مشاركة قوات الجيش في تعقب المسلحين والاشتباك معهم لإنقاذ الأسرى الرهائن بالقوة، لاسيما أن ميليشيات الحزب تشارك جيش النظام السوري في مقاتلة هؤلاء المسلحين في مرتفعات وقرى في القلمون يومياً، ولكن من دون الاقتراب من أماكن مقاتلي “النصرة” و”داعش” الذين اعتدوا على لبنان بسبب ضلوع الحزب في الحرب ضدهم.

ونقلت الأوساط عن أحد الأجهزة الأمنية اللبنانية تأكيده ان الحزب فاوض “النصرة” و”داعش” و”الجيش السوري الحر” أكثر من مرة في أنحاء مختلفة من سوريا، لإطلاق سراح عدد من أسراه في أيدي هؤلاء، وان بعض تلك المفاوضات نجح فيما فشل البعض الآخر، في حين يرفض تفاوض الجيش مع خاطفي جنوده في عرسال، أملاً منه في أن يقضي مقتل بعض المسلحين بمدافع الجيش أو بصواريخ “حزب الله” على هؤلاء المخطوفين، كي يجعل قيادة الجيش في الواجهة على الحدود مع سوريا ويزجها في مواجهة من يصفهم بالتكفيريين والارهابيين.

وقالت الأوساط ان كل ما جرى حتى الآن بين القطريين وجبهة “النصرة” لم يكن تفاوضاً بالمعنى الحقيقي وإنما جس نبض قام به مدير الامن العام اللواء عباس ابراهيم، بطلب من مسؤول الأمن في الحزب وفيق صفا، كاشفة أن الوسيط القطري أبلغ رئيس الحكومة تمام سلام وقوى “14 آذار” أنه ذهب الى المفاوضات خاوي الوفاض من دون ان يكون لديه أي شيء يبادل به المخطوفين.

وأكد الجهاز الأمني اللبناني ان مقاتلين من “حزب الله” في مرتفعات عرسال وحولها يتحصنون على بعد ميلين فقط من مكان احتجاز العسكريين، انسحبوا من مواقعهم الى الخلف، كلما كان الجيش يشتبك بالمدافع والصواريخ مع الخاطفين، ما يؤكد لعبة الحزب في جر الجيش وحيداً إلى المعركة مع المسلحين لزج المؤسسة العسكرية بكاملها في تمسيح أوساخ انغماسه الكلي في الحرب على أحرار سوريا.

وفي السياق نفسه، أكد أحد مسؤولي المعارضة السورية في عمان للصحيفة، ان مسؤولين من “حزب الله” في عمان والقاهرة وأنقرة، يحاولون عقد لقاءات مع قيادات المعارضة من الائتلاف وغير الائتلاف، كان آخرها الجمعة الفائت في العاصمة الأردنية، من أجل التفاهم على علاقات مستقبلية، ولوضع خريطة طريق مع ميليشيات الحزب وجماعات الاستخبارات السورية في بيروت تحدد خطوط تلك العلاقات لصالح البلدين، إلا أن أياً من قادة المعارضة لم يوافق حتى على التحدث بالهاتف مع قيادات “حزب الله” التي كانت تحاول الاتصال بهم في فنادقهم بالخارج.