IMLebanon

خطّان للتفاوض بين الدولة وخاطفي العسكريين وجدية قطرية غير مسبوقة

makhtoufin-4

ذكرت صحيفة “السفير” أن رسائل فرنسية وأميركية وصلت مؤخراً إلى القيادة القطرية بوجوب التحرك سريعاً على خط ملف العسكريين اللبنانيين لدى “جبهة النصرة” و”داعش”، خصوصاً في ظل تجديد الإرادة الدولية بنزع أي فتيل تفجير في الداخل اللبناني، وهي الإرادة التي ترجمت بالحسم السريع لمعركة طرابلس.

وعلى أساس هذه الوجهة، برزت جدية قطرية في التعامل مع ملف العسكريين غير مسبوقة على مدى ثلاثة أشهر من عمر قضية العسكريين،اذ ان القطريين، وفي خضم اشتباكهم المفتوح مع السعودية، كانوا يسألون عن مصلحتهم بطي ملف ستصب نتيجته في مصلحة ما يسمونها “تركيبة السعوديين اللبنانية”.

وأشارت الصحيفة نفسها إلى أن الضغط الأميركي من جهة وحاجة القطريين من جهة ثانية إلى “تبييض سجلهم” وإعادة تلميع صورتهم في الغرب بأنهم لا يدعمون تنظيمات مصنفة إرهابية في المنطقة، ساهم في إعطاء دفع سياسي لملف العسكريين من خلال إعادة تزخيم المبادرة القطرية.

ووفق المعلومات المتداولة، فإن الوسيط القطري يفترض أن يحمل معه للمرة الأولى مطالب كل جهة من الجهتين الخاطفتين، بالإضافة إلى لوائح اسمية بالعسكريين لدى كل منهما، وكل ما قيل سابقاً عن مطالب أرسلها الخاطفون “غير صحيحة نهائياً”، وأن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أبدى انفتاح الجانب اللبناني على خوض مفاوضات حقيقية وجدية بعيداً عن الإعلام على غرار مفاوضات أعزاز وراهبات معلولا، بما في ذلك التفاوض مع الخاطفين مباشرة برعاية القطريين، خصوصاً أن الأتراك حسموا أمرهم بعدم الدخول على خط الوساطة في هذا الملف نهائياً.

وكشفت المعلومات بعد زيارة الوسيط القطري، أن “النصرة” قد جمّدت أية أعمال قد تهدّد حياة العسكريين، وأن التفاوض مع هذا الفصيل يكتسب مرونة مختلفة عن التعامل مع “داعش”، لكن لا يمكن الركون إلى أية وعود لا من هنا ولا من هناك، بسبب ارتباط هذا الملف بمعطيات أمنية متحركة على الساحة اللبنانية.

في سياق متصل، ذكرت صحيفة “النهار” انه كمبادرة حسن نية من اللواء ابراهيم، وبعد موافقة خلية الأزمة، أرسل ابراهيم الى مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال قافلة من ست شاحنات محملة بمواد غذائية وبطانيات للشتاء نقلها الموفد القطري معه الى عرسال بمواكبة من ضباط من الأمن العام اللبناني، قبل ان يتوجه الأخير الى الجرود لمتابعة عملية التفاوض مع “جبهة النصرة” و”داعش”.

من جهتها، لفتت صحيفة “الجمهورية” الى انّه من المحتمل أن تستغرق مهمة الموفد القطري يومين، على ان يبقيَ ابراهيم خطّه مفتوحاً معه طوال عملية التفاوض.

الى ذلك، أكدت مصادر أمنية وسياسية لصحيفة “الأخبار” أن المساعدات الغذائية والطبية التي أدخلت الى عرسال ” ستصل حصراً إلى النازحين السوريين”، لكن مصادر مطلعة على مسار المفاوضات لفتت الى أن هذه المواد ستتسّرب إلى المجموعات الخاطفة التي تحتل جرود عرسال.

وكشفت “الأخبار” انه تم نقل في الأسبوعين الماضيين الى الخاطفين مبالغ مالية كبيرة، اذ أشارت مصادر معنية إلى أن مصدر الأموال قطري، بينما أشارت مصادر أخرى الى أن مصدر الأموال لبناني، موضحة أن الأموال فدية طلبها الخاطفون للتراجع عن ذبح أحد المخطوفين.

كما نقلت الصحيفة نفسها أنه بات هناك خطّان للتفاوض بين الدولة وخاطفي العسكريين، أحدهما يقوده اللواء إبراهيم، وآخر يتولاه وزير الصحة وائل أبو فاعور.

ودائمًا في ملف العسكريين، ذكرت صحيفة “اللواء” أن رئيس الحكومة تمام سلام كان قد صارح الوزراء قبل أن يلتقي وفد الأهالي، أن ما من شيء جديد في ما خص ملف العسكريين المخطوفين، غير أن مساعيه لن تتوقف لتحريرهم.

وأكّد مصدر دبلوماسي لـ”اللواء” أنه يتوقع انفراجاً على صعيد المخطوفين التي تبدي مرونة في المفاوضات، لكنه اعتبر أن الوضع مختلف تماماً مع تنظيم “داعش” الذي يعمد الى تغيير المسؤولين بصورة مستمرة عن التفاوض، ولا يبدي جدية لمعالجة متطلبات عمليتي التفاوض والتبادل.