IMLebanon

تجمّع طالبي حزبي في الحدث يهدّد عميد العلوم الإقتصادية: إستنكار وتأجيل إمتحان الماستر 2

lebanese-university-hadath

كتب إبراهيم حيدر في “النهار”:

لم يكن ما حصل الجمعة في كلية العلوم الاقتصادية وادارة الاعمال في مجمع رفيق الحريري للجامعة اللبنانية في الحدت، مجرد حادث عابر. فالعراضة الحزبية وبيانات التهديد للعميد الدكتور غسان الشلوق، والتي عطلت امتحان الدخول الى الماستر 2 الذي كان مقرراً أمس، أظهرت ما يريده البعض للجامعة ان تكون مجرد مؤسسة للمحسوبيات.

كان التحضير لامتحان الدخول الى الماستر 2 في كلية العلوم الاقتصادية وادارة الاعمال باشراف عميدها الدكتور غسان الشلوق يسير في شكل طبيعي. وخلال انعقاد مجلس الوحدة اي مجلس الكلية في مجمع الحدت، فوجيء اعضاء المجلس ببيان يوزعه عدد من الحزبيين في الجامعة ومعهم طلاب محسوبون على طرف سياسي له وزنه وكلمته في الحدت. والبيان المفاجئ تضمن كلمات نابية وتهديدات طالت عميد الكلية المشهود له بكفاءته الاكاديمية وتواصله مع كل الاطراف. وفي البيان الموزع: “نحن الاحزاب، ونحن الطلاب، نحدد ما هو القرار المناسب ونعد العميد بشلّ الجامعة ابتداء من الاحد (أي يوم الامتحان امس) وفي حال اجري الامتحان، فإن ذلك سيكون بداية الحرب وليس نهايتها”.

اضاف البيان: “بعد ذلك من سيداوم في الجامعة. اجراء الامتحان يساوي في المقابل اقفال الجامعة ومنع الدخول اليها”.

وترافق توزيع البيان مع تجمع كبير أمام مكتب عميد الكلية، لحظة اجتماع مجلس الوحدة، واطلق المشاركون فيه، والذين ينتمي جزء كبير منهم أو محسوب على “حزب الله”، كلاماً لا يليق بطلاب جامعيين ولا بالمستوى الاكاديمي، في حق العميد مع تهديدات مباشرة.

ولمنع تفاقم الوضع، جرت اتصالات مباشرة بين عميد الكلية ومجلس الوحدة ورئيس الجامعة الدكتور عدنان السيد حسين، الذي ابلغ بما حصل، وبعد اتصالات اجراها مع أكثر من طرف سياسي وعدد من المعنيين، تفرّق الطلاب المجتمعون أمام مكتب العميد وعادت الأمور الى طبيعتها.

وقد أدى ذلك الى حال من التوتر في الجامعة وفي الكلية تحديداً. فقرر مجلس الكلية او الوحدة تأجيل امتحانات الدخول الى الماستر 2 التي كانت مقررة أمس الاحد الى موعد يحدد لاحقاً، فيما اصدر مجلس الوحدة بياناً أعلن تضامنه مع العميد غسان الشلوق، رافضاً الكلام الوارد في البيان ومستنكراً التهديدات، وقرر اتخاذ كل الاجراءات القانونية لملاحقة الفاعلين.

وقال العميد الشلوق لـ”النهار” إن ما حصل غير مقبول، وهو ليس شخصياً بقدر ما هو موجه ضد مجلس الكلية والجامعة.

والمعروف عن عميد الكلية انه استاذ في الكلية في فرع الاشرفية. وعندما عيّن عميداً أصرّ على ان يكون مكتبه في مجمع الحدت، انطلاقاً من اقتناعه بضرورة التواصل والانفتاح على الجميع لرفع مستوى الكلية الاكاديمي والعلمي.

على ان الحادث شكل مفاجأة لدى عميد الكلية ومجلس الوحدة. فوفق المعلومات، اتخذ العميد قراراً في شهر ايلول الماضي، عبر مشاورات مع الطلاب من كل المناطق والاتجاهات ومع المعنيين والاكاديميين والاساتذة، في خصوص الانتقال من مرحلة الاجازة “L” الى مرحلة الماستر 1 “M1″، من خلال صيغة تنص على قبول 25% من الطلاب الاوائل من دون امتحان دخول في مرحلة الـM1، والطلاب الباقون يخضعون لامتحان دخول وفق حاجات الكلية في اختصاصاتها المختلفة، فيتم اختيار الافضل بمشاركة الجميع وقبل موعد الامتحان للانتقال من الاجازة الى الماستر 1، تبين ان اعداد الطلاب قليلة فتقرر قبول الجميع باستثناء الآتين من الجامعات الخاصة الذين يخضعون لامتحان قبول. لكن تبين في المقابل ان اعداد الطلاب المتقدمين الى الماستر2 كبير جداً، فتقرر اجراء الامتحان الذي كان مقرراً امس، فحصل التجمع الاعتراضي الحزبي الذي هدد العميد، علماً ان الدكتور غسان الشلوق ومجلس الوحدة، مصران على اجراء الامتحان للانتقال من الماستر1 الى الماستر 2، بسبب العدد الذي لا يمكن استيعابه، وأيضاً لتحديد الحاجات الاكاديمية والمستوى المطلوب من الطلاب.

وقد تواصلت الاتصالات أمس أيضاً، ليتحمل الجميع مسؤوليته، علماً ان اتصالات جرت مع قيادات من “حزب الله” واطراف سياسية اخرى لضبط الوضع واعادة الأمور الى نصابها، وما اذا كان هناك غطاء سياسي للمتسببين بالحادث.