IMLebanon

الفاعليات التجارية لطرابلس: التعويضات المعنوية قبل المادية ولإنشاء صندوق دعم

tripoli-kobbe-tebbeneh
حسام الحسن
تعرّضت طرابلس اليوم بعد الأحداث التي وقعت في أسواقها القديمة بين الجيش ومسلحين اعتدوا على مراكزه وعناصره الى كارثة اقتصادية جديدة تضاف الى الحملة التي تستهدف المدينة في صميمها وخاصة في مرافقها الاقتصادية، ومنذ عام 2008 جرت في طرابلس أكثر من عشرين جولة من العنف استهدفت أبرز مراكزها التجارية والاقتصادية ان كان في التبانة أي في شارع سوريا والملولة ومن ثم الأسواق القديمة، وكان آخرها جولة العنف الأخيرة التي حصلت في السوق ألحقت أضرارا كبيرة في عشرات المحلات التجارية بشكل مباشر، ومن ثم بكل السوق بشكل معنوي وغير مباشر حيث صوّر البعض ان النزول الى مدينة طرابلس أصبح مغامرة وبالتالي تحرم المدينة من كل روادها وتضرب الحركة الاقتصادية فيها.
وفي كل مرة تحدث فيها جولة للاشتباكات تتبعها عملية اسعافات أولية للجرح الذي أصاب المدينة في تقديم تعويضات مؤقتة للمتضررين وقد يحرم البعض من هذه التعويضات في ظل معادلة المحسوبيات، غير ذلك ويقال ان بعض الأموال تسرق، وغير ذلك وفي كل مرة يغيب النظر عن الضرر المعنوي بشكل كامل وهو الضرر المعنوي الذي يلحق بالتجارة والمؤسسات في طرابلس بعد السمعة السيئة التي تلحق بهذه المدينة وتحت الطاولة وفق الطولة هناك مؤسسات كبيرة في طرابلس تواجه خطر الافلاس ولا حياة لمن تنادي.
إذاً أمام ما يجري مطلوب اليوم تعويض معنوي برفع الظلم عن المدينة وعدم تكرار جولات العنف فيها، وبالتالي رفض كل شيء يسيء إليها. ابان ما يجري التقت «اللواء» عددا من الفعاليات التجارية في عاصمة الشمال وتحدثت معهم عن أوضاع المؤسسات التجارية في طرابلس والذين أكدوا ان ما جرى اليوم ألحق أضرارا كبيرة مادية في الممتلكات إلا ان الضرر المعنوي لا يمكن أن يغض الطرف عنه، وبالتالي يجب التعويض على المتضررين أولا ومن ثم النظر الى الضرر المعنوي الذي فضي الى رفع السمعة السيئة عن عاصمة الشمال وعدم جعلها مكسر عصا في كل مرة ووضع خطة استراتجية تقضي بإنشاء صندوق دعم لطرابلس لبناء مشاريع اقتصادية فيها تؤمّن فرص عمل لأبنائها.
دبوسي
* عضو مجلس بلدية طرابلس عزت دبوسي قال: نحن في المجلس البلدي قد تقدّمنا بكتاب مع عدد من الزملاء ووافق عليه المجلس على إعفاء المناطق المنكوبة والتي تجري فيها الاشتباكات والمناطق المحيطة بها من الضرائب المفروضة وأرسلناها الى الوزارات المختصة وعدنا مجددا بعد الجولة الأخيرة التي حصلت أكدنا على ما أرسلناه سابقا للحكومة، ونحن اليوم نرفض العنف الذي يحصل في طرابلس ونطالب بدور أكبر لغرفة الصناعة والتجارة، ونؤكد وقوفنا الى جانب التجار في هذه الظروف الصعبة التي مروا بها.
الحلوة
* رئيس جمعية تجار طرابلس فواز الحلوة قال: إذا أردنا أن ننطلق من حجم الأضرار فان الضرر الذي لحق بحق طرابلس لا يمكن أن يصدق من تدمير محلات واحراقها واطلاق نار كثيف على المخازن وهناك ستة محلات احترقت بشكل كامل في سراي العتيقة وسوق البازركان وسوق الصاغة، وهذا الضرر مؤذي جدا ولم نشهد مثله في الماضي وحتى في الحرب الأهلية.
وأضاف: هناك مشهد اليوم دائما ومستمر منذ عام 2008 ودائما تتكرر المأساة هناك استهداف كامل لمرافق طرابلس الاقتصادية من مرفأ طرابلس وصولا الى معرضها وغير ذلك، ومن أجل هذا الأمر نريد أن نقول لا نريد أن نسمع الكلام فقط نريد أفعالا. بالأمس جاؤوا ليقولوا لنا هناك 55 مليار ليرة تعويضات لمدينة طرابلس جراء الأحداث الأمنية فيها وبالتحديد في جبل محسن والتبانة وحتى اللحظة ومنذ ثلاث سنوات لم يتم دفعها والتعويض على المتضررين، واليوم يتحدثون عن ثلاثين مليار ليرة والرئيس الحريري قدّم عشرين مليون دولار وبالأمس رصد مبلغ 2 مليار لتاهيل شارع سوريا مع أنه اليوم رجع أسوأ مما كان وكل شيء رمم أصبح خرابا والمشهد في التبانة سيئ جدا والدمار أقوى بكثير من المرات السابقة.
وتابع: بالأمس جاء الرئيس الحريري الى بيروت وحوّل الدمار الى السوليدير وأصبح تحفة سياحية بامتياز، ولماذا اليوم فقط نتحدث عن مؤتمرات طويلة وصغيرة لأجل طرابلس ولكن من دون أي جدوى؟ بعض المناطق في طرابلس تحتاج الى إعادة تأهيل أو إعادة بناء من جديد ويجب أن نضع المدينة تحت العين السياحية ونريد فيها المشاريع ولا يكفي الكلام الجميل بل يجب الأفعال.
* تحدث الوزير رشيد درباس عن مشروع سكة الحديد لانشاء سكة حديد بين لبنان وسوريا ولكن 50 مليون دولار بدل أن نضعهم في هذه السكة لماذا لا نستثمرهم في مشاريع لأجل طرابلس وأن تحوّل الأموال الى مشاريع داخل المدينة مع أخذ الاعتبار ان أهل طرابلس يعانون الكثير ويجب أن يهتموا بها، أسواقها تعاني من جمود كبير بسبب الفقر، كل المؤسسات التجارية في الأسواق القديمة وشارع عزمي وشارع سوريا في التبانة الى الوراء ولا حياة لمن تنادي، مأساة كبيرة وأهم التجار في طرابلس مهددون بالافلاس أمر مرفوض، لماذا الى هذا اليوم الاستهتار؟ الى متى ستبقى المؤسسات التجارية مهددة بالافلاس؟ والى متى التجارة في تراجع دائم بسبب سوء الأوضاع المعيشية؟
ورأى الحلوة ان المطلوب اليوم خطة أمنية تنهي مشهد العنف في طرابلس وعدم تكرار الاشتباكات في عاصمة الشمال وإيجاد حل نهائي ينهي الوضع الشاذ في طرابلس، ونشد على يد الجيش والأجهزة الأمنية الذي يجب أن يحفظ أمن المدينة، وبالتالي إيجاد فرص عمل عبر تأمين المشاريع الانمائية وإيجاد صندوق لدعم طرابلس يشارك فيه الجميع، المصارف والمتموّلين الكبار وغيرهم من معنيين، وعلى السياسيين الذين يدفعون الأموال على المحسوبيات أن يقوموا بانشاء مشاريع لأجل طرابلس تؤمّن فرص عمل للناس وتؤمّن لهم ايضا الربح.
حمزة
* عبد اللطيف حمزة رأى ان أضرارا كبيرة أصابت السوق خلال المعارك. وهي نوعان الأولى خسائر مادية وهي تقدّر بحوالى 2 مليون ونصف دولار ما بين محلات مهدمة ومحروقة وغير ذلك. والثانية خسائر معنوية غير المنظورة هي الوقت الذي يلزم السوق حتى يعود الى طبيعته وتعود الحركة الى ما كانت عليه من أجل أن تعود الدورة الاقتصادية وهذا لا يمكن التعويض عليه.
وأضاف: الزبائن التي كانت تأتي أسواق طرابلس متى ستعود إليه؟ هذا يحتاج الى وقت طويل والى خطة استراتيجية وخطة إعلامية تواجه الإعلام الذي يصوّر طرابلس وكأنها تورا بورا.
واليوم نرى ان أحداث أمنية كبيرة حصلت في بقية المناطق اللبنانية لم يتم تسليط الضوء عليها كما يحصل في طرابلس التي يلبسونها لباس الارهاب، بل هي على العكس فطرابلس ليست مدينة الارهاب والقتل والاقتتال وطرابلس لا يمكن أن تحضن التطرف وهي مدينة العلم والعلماء وبالأمس ظهر منها فتى عبقري بمسابقة حساب عالمية وهو محمد المير هذا الطفل الذي يعبّر عن تطلعات أهل المدينة.
ونرفض كل محاولات التشهير التي تستهدف المدينة من قبل وسائل الإعلام ويجب أن يحاسبوا على الظلم الذي يستهدفون به المدينة.
وتابع حمزة: المسألة ليست مسألة التعويض، فان الأضرار الذي لحقت بالأسواق أصابت في صلب اقتصاد المدينة وعلى الجميع أن يجتمعوا من أجل إعادة الاعمار لهذه المدينة ورفع سمعة السيئة التي ألبسوها إياها وبالتالي الكل يتحمّل والجميع. واليوم مظلتنا هي غرفة الصناعة التجارة وهناك مشاريع واجتماعات نجريها في الغرفة ومع رئيسها السيد توفيق دبوسي ونحن نعد ورقة عمل سنتجه بها الى كل سياسي وكل نائب وكل مسؤول وكل من يستطيع أن يساعد وعندما يجدُّ الجد يجب على الجميع أن يعمل لأجل المدينة والكل في مجاله يجب أن تحظى المدينة بالاهتمام من كل النواحي وأن لا تكون صندوق بريد ومكسر عصا بكل فترة.
وختم حمزة: المطلوب اليوم خطة عمل تبعد هذه النقطة السوداء عن عاصمة الشمال وعدم جعلها صندق بريد للخلافات السياسية.
حسون
* من جهته علي حسون رأى انه في كل مرة تدخل طرابلس في مغامرة كبيرة تدمّر اقتصادها وتقضي على الحركة الاقتصادية فيها، واليوم المدينة أصيبت بأضرار معنوية أكثر ما هي مادية بكثير والثقة بطرابلس انعدمت. واليوم نحن في الأسواق واجهنا معركة كبيرة وانتهت ولكن من سيرجع الثقة بهذه المدينة والكل يرى من الخارج المدينة ان المجيء الى طرابلس أصبح مغامرة.
وأضاف: طرابلس عاصمة ثانية وتفقد في كل مرة رونقها وتصيب الأضرار في صلب مرافقها الاقتصادية ولا يمكن أن تبقى كما هي عليه، المطلوب عدم جعل طرابلس صندوق بريد وجعلها مدينة نموذجية وإبعاد هذا الظلم عنها.