IMLebanon

117 مليار دولار القيمة السوقية لشركات الاتصالات الخليجية

?????????
أحمد رمزي

تشهد مسيرة قطاع الاتصالات في المنطقة العربية أحداثا متسارعة مع تطور وتزايد كبير في قوة الشركات الخليجية التي بسطت سيطرتها على مجمل مفاصل هذا القطاع استثماريا وتشغيليا، مع ازدهار كبير يتحقق على مستوى قواعد المستخدمين وأنماط استهلاكهم. وأظهر تحليل للوحدة الاقتصادية بجريدة «الشرق الأوسط» لشركات قطاع الاتصالات المدرجة أسهمها في أسواق المال الخليجية أن «متوسط مكرر الربح المجمع للقطاع بلغ 8.36 مرة».

وتمثل مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة نسبة 4.4 في المائة، إلى 122 مليار دولار خلال عام 2013. واشترك أكثر من نصف سكان الدول العربية في خدمات الهاتف المتحرك، حيث بلغ عددهم 195 مليون مشترك بنهاية عام 2013 بمعدل انتشار يبلغ 53 في المائة من مجموع السكان، فيما سجل القطاع 404 ملايين اتصال بحسب تقرير صادر عن رابطة «جي إس إم إيه».

ويعتمد هذا النمو على تنامي انتشار تقنيات الاتصال المتحرك، حيث يتزايد الطلب على التطبيقات والخدمات التي تتطلب «إنترنت» عريض النطاق، ويتزايد الضغط على القطاع لتوفير خدمات إنترنت متحرك سريع عالية الجودة، مرتكز على تبني منهجية مناسبة لتخصيص موجات الطيف الترددي، وتطوير الشبكات التقليدية والنظم الخدمية، وتقديم خدمات مكملة بأسعار تنافسية.

وكشفت بيانات جمعتها الوحدة الاقتصادية بجريدة «الشرق الأوسط» عن وصول إجمالي القيمة السوقية لقطاع الاتصالات بدول الخليج لنحو 117 مليار دولار بنهاية تداولات الخميس 6 نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، بما يمثل 9 في المائة من إجمالي القيمة السوقية لـ14 سوقا عربية حققت 1.3 تريليون دولار.

وكافأت شركتان فقط في القطاع إجمالي القيمة السوقية لـ5 أسواق عربية، حيث بلغ إجمالي قيمة شركتي الاتصالات السعودية واتصالات الإمارات 62.55 مليار دولار، بما يزيد على إجمالي 5 أسواق عربية، وهي سوق دمشق وسوق فلسطين وسوق تونس وسوق بيروت وسوق البحرين التي بلغت إجمالي قيمتها السوقية 52.61 مليار دولار.

واستحوذت شركة الاتصالات السعودية على 32.5 في المائة من إجمالي قطاع الاتصالات الخليجي، حيث بلغت قيمتها السوقية 38 مليار دولار، تلتها شركة «اتصالات الإمارات» بنسبة 21 في المائة من إجمالي القيمة السوقية للقطاع، حيث بلغت قيمتها 24.5 مليار دولار بنهاية إغلاق يوم الخميس 6 نوفمبر 2014.

وأظهرت البيانات المالية التي جمعتها الوحدة الاقتصادية لشركات قطاع الاتصالات المدرجة أسهمها في أسواق المال الخليجية أن متوسط مكرر الربح المجمع للقطاع بلغ 8.36 مرة بناء على نتائج الأشهر الـ9 الأخيرة من عام 2014 معدل لكامل العام.

وتم استثناء شركة «زين السعودية» و«فودافون قطر» من متوسط القطاع نظرا لتحقيقهما خسائر على مدار الأشهر الـ9 الأولى من العام الحالي، وشركة «اتحاد عذيب» لاختلاف موعد نتائجها المالية وارتفاع مكرر أرباحها بشكل كبير.

وبمقارنة مضاعف ربحية قطاع الاتصالات بمضاعف أسواق المال الخليجية يظهر انخفاضه بشكل كبير عنها، حيث أظهرت النتائج أن مكرر أرباح سوق البحرين سجل 10.6 مرة، ثم سوق مسقط وسوق أبوظبي وسوق دبي، وكانت أكبر الأسواق من حيث مضاعف الربحية السوق الكويتية.

وكانت أكثر الشركات جاذبية وأقلها مضاعفا للربحية بقطاع الاتصالات سهم شركة «عمانتيل» التي بلغ مكرر أرباحها 9.74 مرة، وذلك بعد تحقيقها نموا في صافي الأرباح بمقدار 7 في المائة لتصل إلى 95.9 مليون ريال عماني بنهاية الأشهر الـ9 الأولى من عام 2014، مقارنة مع 89.6 مليون ريال عماني في الفترة نفسها من العام الماضي.

ويعود هذا الارتفاع في أرباح «عمانتل» بشكل رئيس إلى قدرتها على إدارة المصروفات، فحسب البيانات التي تم إعلانها ارتفعت إيرادات الشركة بنسبة 2 في المائة لتصل إلى 357.6 مليون ريال عماني في الأشهر الـ9 الأولى من العام، بينما لم ترتفع المصروفات سوى 0.2 في المائة لتصل إلى 257.6 مليون ريال، الأمر الذي انعكس على صافي أرباح الشركة بشكل إيجابي.

ومضاعف – مكرر الربحية هو نسبة مالية تستخدم في تقييم وقياس السعر المدفوع مقارنة بالأرباح المحققة لدى الشركة. ويعبر عن المبلغ الذي يتعين على العميل دفعه للحصول على دولار واحد من الأرباح في شركة محددة، وكلما ارتفع مكرر الربحية لسهم ما دل ذلك على أن المستثمرين يدفعون سعرا أعلى مقابل كل وحدة ربح، والعكس بالعكس أيضا.

وبلغ إجمالي أرباح قطاع الاتصالات في دول الخليج خلال الأشهر الـ9 المنتهية 30 سبتمبر (أيلول) 2014 نحو 6.69 مليار دولار، مرتفعا بذلك عن الفترة نفسها من العام الماضي بنسبة 10 في المائة التي بلغت فيها أرباح القطاع 6.1 مليار دولار.

وكانت شركة «الاتصالات السعودية» هي أكثر الشركات نموا في أرباح الأشهر الـ9 الأولى من العام، حيث ارتفعت بنسبة 34.6 في المائة لتصل إلى 8.6 مليار ريال، مقارنة مع 6.4 مليار ريال.

وترجع هذه الزيادة في صافي أرباح الشركة إلى تحقيقها مبلغا غير نقدي وغير متكرر قدره 1.1 مليار ريال نتيجة إعادة تقييم استثمارات الشركة في آسيا، ومبلغ 500 مليون من شركة ايرسل، بالإضافة إلى تصنيف الاستثمار في شركة أكسيس بوصفها أصولا محتفظا بها للبيع خلال الربع الثاني من عام 2013، وقيام المجموعة بإعادة قياس صافي الأصول المتعلقة بالاستثمار بالقيمة العادلة. وخلال الربع الثاني من عام 2013، تم تسجيل خسائر غير نقدية وغير متكررة ناتجة عن أصول محتفظ بها للبيع قدرها 604 ملايين ريال متعلقة بشركة أكسيس (إندونيسيا).

وقالت «الجزيرة كابيتال» في تقرير لها إن الشركة فاجأت السوق بقوة أدائها بوصفها نتيجة رئيسة لعملياتها، حيث ارتفع الربح التشغيلي بسبب الكفاءة في إدارة التكلفة، حيث استطاعت الشركة تحسين هوامش الربحية على أثر نجاحها في ضبط التكاليف، الأمر الذي سيشكل ميزة مستمرة لها.

وقالت «البلاد المالية» إن فتح السوق للمؤسسات المالية الأجنبية في النصف الأول من العام المقبل، سيضع سهم الاتصالات السعودية ضمن الأسهم المستهدفة بشكل كبير من المؤسسات؛ وذلك بالتوازي مع عملية إعادة الهيكلة لبعض استثماراتها والتحسن في نتائج الأعمال.

واتفقت «السعودي الفرنسي كابيتال» مع «البلاد» في أهمية ترشيد العمليات الدولية، الأمر الذي سيكون حافزا لارتفاع السهم، فبالرجوع للأداء التاريخي للشركة فإن المستثمرين قد يتفاعلون بإيجابية مع أي ترشيد إضافي في العمليات الدولية.

وتلت «اتصالات السعودية» الشركة «العمانية القطرية للاتصالات» التي ارتفع صافي أرباحها بنسبة 27.7 في المائة إلى 29.5 مليون ريال عماني في الأشهر الـ9 الأولى من العام الحالي، مقارنة مع 23.1 مليون ريال عماني في الفترة نفسها من العام الماضي.

ويعود هذا الارتفاع، حسبما أظهرت القوائم المالية للشركة، إلى نمو المصروفات بنسبة أقل من نمو الإيرادات، حيث ارتفعت المصروفات بنسبة 7 في المائة لتصل إلى 132.57 مليون ريال عماني في الأشهر الـ9 الأولى من العام مقابل 123.51 مليون ريال عماني في الفترة نفسها من العام الماضي، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 11.2 في المائة لتصل إلى 166.34 مليون ريال عماني.

وترجع هذه الزيادة في إيرادات الشركة إلى نمو إيرادات النطاق العريض للهاتف الثابت والمتنقل، وكذلك إيرادات المكالمات الدولية، حيث ارتفعت إيرادات حركة الاتصالات 15 في المائة لتصل إلى 153.72 مليون ريال عماني في الأشهر الـ9 الأولى من العام الحالي. وحلت في المركز الثالث «اتصالات» الإماراتية التي ارتفع صافي أرباحها بنسبة 20 في المائة لتصل إلى 6.75 مليار درهم في الأشهر الـ9 الأولى من العام الحالي، مقارنة مع 5.6 مليار درهم في الفترة نفسها من العام الماضي.

وترجع الزيادة في ارتفاع الأرباح خلال الفترة الحالية مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2013 إلى نمو الربح التشغيلي بنسبة 20 في المائة ليصل إلى 7948.8 مليون درهم مقارنة بـ6596.9 مليون درهم خلال الفترة نفسها من العام الماضي. كما أظهرت البيانات ارتفاع إيرادات التمويل والإيرادات الأخرى خلال الأشهر الـ9 الأولى 2014 إلى 2486.4 مليون درهم، مقابل 318.3 مليون درهم خلال الفترة نفسها من العام السابق.

وذكرت الشركة أن الإيرادات الأخرى تضمنت ربحا قدره 290.2 مليون درهم نتيجة للتخلص الكامل من الاستثمارات المحتفظ بها للبيع.

وحصدت مؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات) لقب أفضل مشغل ومزود خدمات في منطقة الشرق الأوسط لعام 2014 وفق إعلان تيليكوم وورلد الشرق الأوسط خلال المؤتمر السنوي الذي عقد في دبي أخيرا.