IMLebanon

عاد المموّلون…عامت الأندية… فاشتعلت البطولة

basket-ball

تقرير خالد مجاعص

مع بدء العدّ العكسيّ لانطلاق بطولة لبنان لكرة السلّة، وبعد تحديد الاتّحاد اللبنانيّ تاريخ 5 كانون الأوّل 2014 موعداً لإطلاق مرحلتها الأولى، كان لافتاً جدّاً تحديد الفرق المشاركة بثمانية أندية هي: الرياضي، الحكمة، المتّحد، الشانفيل، التضامن، الهومنتمن، بيبلوس والهوبس. فهي المرّة الأولى في تاريخ كرة السلّة اللبنانيّة، التي يكون فيها العدد ثمانية فرق فقط، بعدما كان في السنوات السابقة العدد عشرة، وقبلها 12 فريقاً.

فالعامل الإيجابيّ الوحيد في السيناريو المذكور هو أنّ كلّ الفرق المشاركة أو أكثريّتها الساحقة تمكّنت بسحر ساحر أن تؤمّن ميزانيّات ضخمة تسمح لها بالمنافسة. فالميزانيّات التي طرحتها الأندية في سوق الانتقالات والتعاقدات هذا الموسم وصلت على أقلّ تقدير إلى ما أنفقته تلك الفرق في الموسم الماضي مع فرضيّة أن تكون اجتازت أرقام الموسم الماضي، وفي بعضها بفارق كبير.

فما الذي حدث، بعدما كانت أغلبيّة فرق البطولة تعاني من ديون وغياب لرعاة وهجرة لاعبين وحتّى إداريّين؟ لمعرفة كلّ ما يجري، علينا العودة إلى الوراء عندما بدت الأجواء ضبابيّة جدّاً طوال فصل الصيف الماضي، مع إعلان رئيس الحكمة نديم حكيم اعتكافه أيّ عمل إداريّ، ووضع استقالته في تصرّف المطران بولس مطر، وثمّ إعلان نادي عمشيت انسحابه من بطولة الدرجة الأولى قبل أن يتبعه لاحقاً فريق المركزيّة. وفي تلك الفترة، كانت فرق أخرى كالمتّحد طرابلس، الشانفيل والهوبس، وبدرجة أقلّ نادي بيبلوس، متّجة إلى بناء فرق متواضعة، خصوصاً مع تبنّي الاتّحاد صيغة البقاء على أجنبيّين، ممّا اعتبرته تلك الأندية ضربة لطموحاتها في منافسة الرياضي أو الحكمة، مع تجنيس النجم المصريّ اسماعيل أحمد، واحتسابه لاعباً لبنانيّاً مقابل اكتساب عملاق الحكمة اللاعب الأستراليّ، اللبنانيّ الأصل جوليان خزوع (لاعب المترين و11 سنتمتراً) لجنسيّته اللبنانيّة، فتعتبر تلك الأندية أنّ للرياضي والحكمة أفضليّة كبيرة لبنانيّاً على الفرق الأخرى.

بقيت هذه المقولة مستمرّة إلى فترة ما قبل أسبوعين، أي قبل مغادرة الحكمة إلى الكويت، حيث شارك الفريق الأخضر في بطولة القادسيّة، وأحرز لقبها فاندفع رئيس الحكمة نديم حكيم إلى حسم كلّ الأمور الإداريّة والماليّة العالقة، وتأمّنت ميزانيّة ضخمة بدعم كبير من جورج شلهوب (ابن رئيس الحكمة السابق هنري شلهوب) وبيار كخيا، وبمساعدة من أمل أبو زيد، وأتبعها بإعادة التعاقد مع جميع نجوم الفريق من دون استثناء، وفي مقدّمتهم الثلاثيّ جوليان خزّوع، إيلي رستم ودانييل فارس، وبالمحافظة على بقيّة النجوم وفي مقدّمتهم قائد الفريق رودريك عقل وزميله إيلي إسطفان. فسنحت الفرصة للمدرّب فؤاد أبو شقرا بمتابعة تفاصيل انتقاء اللاعبين الأجانب، حيث وقع اختياره على الأميركيّ ديسمند بينيغر، كركيزة أولى للفريق. عودة الحكمة خلطت الأمور رأساً على عقب، حيث أيقظ أوّلّاً عملاق بطولة لبنان الرياضيّ النائم على أمجاد بطولة الـ2014، فبدأ عمليّة إعادة رسم لمسات لفريق لا يقهر.

وبدءاً من تلك المعطيات، كرّت السبحة كليّاً مع عودة الشانفيل إلى الواجهة، عبردخول رجل الأعمال أكرم الحلبي إلى هذه الرياضة، كرئيس فخريّ للنادي وداعم أساسيّ، إلى جانب وزير التربية الياس بو صعب. وكانت أولى ثمار دخول الحلبي إلى اللعبة، وسرعته في التحرّك، إعادة تنظيم إداريّ لهيكليّة النادين وإعادة المدرّب الوطنيّ غسان سركيس إلى عرينه مصطحباً معه نواة فريق عمشيت، والتعاقد مع أحد أبرز نجوم اللعبة باسل بوجي، إضافة إلى نجم التضامن نديم سعيد، وبدء بناء فريق منافس في أيّام معدودة.

لم يقف بيبلوس مكتوف الأيدي، فأطلق إلى الواجهة قوّته الضاربة المخبّأة، محافظاً على جميع نجومه، لا بل مدعومة بأسماء رنّانة جديدة على فريق جبيل، وكذلك نادي التضامن الذي دخل بقوّة بميزانيّة تجاوزت المليون دولار أميركيّ، بعدما كان يشيع بأنّ ميزانيّته ستكون متواضعة. فما كان من المتّحد المنعكف إلى أنّ أطلّ ليدخل إلى سوق الانتقالات، ولو متأخّراً، فأطلّ معه الهومنتمن، متمسّكاَ بنجمه العملاق جو فوغل. فاشتعلت البطولة بثمانية فرق في منافسة ستكون للمرّة الأولى متوازية في مستوى لاعبيها، ممّا قد يجعلها البطولة الأقوى في تاريخها. وسوف يخصّص موقعنا ابتداء من يوم الإثنين المقبل فقرة يوميّة عن قوّة كلّ فريق بالأسماء والأرقام، مع نقاط قوّته وضعفه وحظوظه في المنافسة. تابعونا…

November 17, 2014 01:01 PM