IMLebanon

«نوكيا» تبدأ انطلاقة جديدة من وادي السليكون

nokia-new
دانييل توماس

تريد «نوكيا» إعادة بناء أعمالها التي كانت يوما ما متفوقة عالميا في التكنولوجيا، لتكون حاضنة للجيل المقبل من الأجهزة الاستهلاكية الذكية، وذلك باستخدام ابتكارات مثل الواقع الافتراضي وأجهزة استشعار الكربون منخفضة التكلفة.

وساعدت المختبرات التقنية التابعة للمجموعة الفنلندية على استحداث بعض من الأجهزة الأكثر شعبية في العالم على مدى العقدين الماضيين، لكن مع بيع قطاع أعمال الهاتف إلى مايكروسوفت في نيسان (أبريل)، كانت هناك تساؤلات حول ما إذا كانت نوكيا ستستمر في لعب دور في سوق التكنولوجيا الاستهلاكية. الآن، رمزي هيداموس، رئيس نوكيا للتكنولوجيا، الذي يريد من المجموعة أن تصبح “الرائدة في مجال التكنولوجيا” مرة أخرى، يعكف على نقل الإدارة العليا للقسم إلى وادي السليكون لتحقيق ذلك.
وقال هيداموس لـ “فاينانشيال تايمز”، في أول مقابلة له منذ انضمامه للشركة قبل ثلاثة أشهر “إن المختبر يدور حول إحداث اضطراب حقيقي”. وأضاف “لا يوجد كثير من هذه المختبرات، لكن لدينا عدد قليل منها. لقد رأيت بعض الأشياء المجنونة التي لست متأكدا حتى ما إذا كان يسمح لي أن أتحدث عنها”. ومن بين المجالات القليلة التي هي قيد التطوير، هناك الأعمال المتقدمة حول معدات الواقع الافتراضي والجرافين، وهي مادة يمكن أن تستخدم لتصنيع أجهزة الاستشعار خفيفة الوزن ومنخفضة التكلفة، التي من شأنها أن تجعل من الممكن تصنيع أدوات التكنولوجيا العالية “التي يمكن التخلص منها بعد الاستعمال”.

ووصف إيان فوج، المحلل في شركة إي إتش إس للتكنولوجيا، هذه الخطوة بأنها “جريئة للغاية”. وكتب في مذكرة “في مايكروسوفت سيكون هناك أشخاص يدهشون من سرعة وجرأة استراتيجية نوكيا. لا ينبغي أن يكونوا كذلك، نوكيا لديها تاريخ طويل من التحركات الاستراتيجية الجريئة”.

وكان قد تم الكشف عن النتائج الأولية للشركة أخيرا، مع إطلاق جهاز لوحي يحمل العلامة التجارية لنوكيا صنعته فوكسكون الصينية. وقال فوج “عندما تتناول الجهاز اللوحي الموجود في المتجر، سيبدو من حيث المظهر والإحساس وكأنه منتج نوكيا”.

صفقة فوكسكون والجهاز اللوحي ليسا سوى بداية سعيها مرة أخرى لإنتاج الأجهزة الاستهلاكية، وكلاهما تحت العلامة التجارية الخاصة بها، لكن أيضا عن طريق استخدام مختبرات لتطوير التكنولوجيا “الجاهزة”. هذا النهج يعكس الأنموذج المستخدم من قبل آرم، الشركة البريطانية المصممة للرقاقة التي تتيح لمنافسيها استخدام مخططاتها بموجب ترخيص.

وأشار هيداموس إلى أن الشركة أبقت على معظم أفضل المهندسين لديها، على الرغم من بيع أعمالها في مجال الأجهزة. وقال “اعتقد الجميع أنهم انتقلوا جميعا من شركتنا” عندما انتقل 35 منهم فقط إلى مايكروسوفت.

وكانت نوكيا متقدمة على “أبل” في فكرة الهاتف الذكي، مثلا، واحتفظت بنظام التشغيل الذي تم تطويره داخليا لفترة طويلة بعد تاريخ البيع النهائي. وقال هيداموس إن نوكيا ترغب في أن تكون “الرائدة في مجال التكنولوجيا” في وادي السليكون، مع وجود خطط لتجنيد وبناء فريقها في ولاية كاليفورنيا. وستبقى ثلاث مجموعات للبحث والتطوير في فنلندا، التي ستظل مقرا للمجموعة، وسوف تكون هناك مجموعة أخرى في المملكة المتحدة للعمل على جلب التكنولوجيا القائمة على الجرافين إلى السوق.

وسيبقى قسم التكنولوجيا صغيرا، إلى جانب قسم أعمال الشبكات الأساسي لنوكيا، الذي يولد نحو 90 في المائة من إيرادات المجموعة. لكن القسم يفخر بأن لديه دخلا ثابتا باعتباره موطن براءات الاختراع التابعة لنوكيا، بما في ذلك التراخيص الأساسية لكل صانع كبير للهواتف المحمولة.