IMLebanon

الحريري: أنا مع حوار جدي من أجل مصلحة لبنان

saad-hariri-4

أكد رئيس “تيار المستقبل” الرئيس سعد الحريري أنّ “من وقف مع الدولة هم أهل طرابلس، وهم رمز الاعتدال”، مشيراً إلى أنّ “كل الشعب اللبناني يعيش هواجس الامنية والاجتماعية والاقتصادية، والبلد يتراجع الى مرحلة مأساوية”.

الحريري، وفي حديث ضمن برنامج “كلام الناس” على قناة الـ”LBCI”، قال: “نحن قادرون على بناء لبنان، ومهما كانت المخاطر ممنوع ان نفقد الأمل”، مضيفاً: “لم أغادر لبنان لأسباب أمنية، بل لمتابعة بعض الأعمال كهبة المليار، وأنا من يقرّر عودتي الى بيروت، وهذه العودة قريبة جدًا جداً”.

وتابع: “مهمّتي البحث عن المصلحة الوطنية، وأنا أتابع موضوع الهبة السعودية للجيش. وقد فتحنا اعتمادات بـ400 مليون دولار للقوى الأمنية، من ضمن الهبة، والباقي قريباً. وسيكون للجيش اللبناني 30 طائرة وذخائر متعدّدة لمكافحة الارهاب”.

وشدّد الحريري على أنّ “لا عمولات في الهبة السعودية، والمملكة حريصة على ان يكون هذا المشروع بموافقة الدولة اللبنانية، وهي تقدم الخير للبنان”، لافتاً إلى أنّه “يجب ان نقول شكراً للسعودية، لانّ هذه الهبة ستكون بخدمة كل اللبنانيين”.

ورأى أنّ “اهم هبة يمكن ان تعطيها ايران للشعب اللبناني والجيش هي ان تدعو لـ”حزب الله” للخروج من سوريا”، مشيراً إلى أنّه “حريص على أن لا يكون هناك عمولات، وان يكون هناك شفافية في موضوع الهبة السعودية”.

وأكد الحريري أنّ “العلاقات مميزة مع كل الحلفاء”، موضحاً أنّ “الحوار مهم، ولدينا مشكلة اساسية مع “حزب الله”، وهي التدخل في سوريا، ولن اغير موقفي من هذا الموضوع”.

وقال: “لا نريد الفراغ، ولهذا ذهبنا الى التمديد. وأنا مع المواقف التي تخدم المصلحة الوطنية، وليس المواقف الشعبوية”، مضيفاً: “انا مع حوار جدي مع “حزب الله” لمصلحة البلد، وأنا جدي بطروحاتي، وأريد انتخاب رئيس وأن يزدهر إقتصاد لبنان”.

ولفت الحريري إلى أنّه “إذا أراد “حزب الله” رفع يده عن المجرمين المطلوبين بالخطة الأمنية، يمكنه فعل ذلك”، مشيراً إلى أنّ “الحوار يجب أن يشمل الانتخابات الرئاسية وقانون الانتخاب والحكومة وعدداً من الخطوات السياسية التي تحمي البلد”.

وأوضح أنّ “هدف الحوار ليس اختيار رئيس للجمهورية”، لافتاً إلى أنّ “مرشحنا للرئاسة هو الدكتور سمير جعجع، وليس لدينا ايّ فيتو على أحد، ونسعى لرئيس توافقي”.

وأكد الحريري أنّ “لا موعد محدداً لانطلاق الحوار مع “حزب الله”، وقال: “نسعى للإتيان برئيس توافقي، وفي الحوار لن نتناول أسماء، بل يجب أن نقول بأنّ الرئيس التوافقي هو الحل للبنان”.

وأضاف: “نحن تيار عابر للطوائف، ولم نحمل السلاح أبداً، ونهجنا وتفكيرنا هو الاعتدال منذ أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري”، معتبراً أنّ “هناك فصيلاً لبنانياً ورّط نفسه بالحرب الاهلية السورية، وهو “حزب الله”.

وأوضح الحريري “أنّنا مع المعارضة السورية من باب انساني، وعندما تقوم المعارضة بأيّ خطأ سأنتقده، وعندما تمس مصلحة لبنان لن اسكت”، مشدّداً على أنّ “أهم أسباب الحوار هو احتواء ايّ احتقان سنّي ـ شيعي”.

وأكد “أنّنا مستعدون لأيّ نوع من الحوار، وإن بدأ ثنائياً، ونحن مع أيّ تواصل يصب في مصلحة اللبنانيين”، وقال: “الرئيس نبيه بري يسعى لتحضير أجندة الحوار، ولا لقاء قريباً مع الامين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله “بعد بكير كتير”، مضيفاً: “أحيي الرئيس تمام سلام على الإنجازات التي قام بها، ولن أزيح عن مصلحة لبنان”.

وتابع الحريري: “نحن حاورنا العماد ميشال عون، ولكن هل “حزب الله” حاور سمير جعجع؟ نحن مع “اتفاق الطائف”، وخضنا معارك للحفاظ عليه، وأيّ دستور يصاغ في أيّ بلد يتطلب تفاهم القوى السياسية حوله”، مشيراً إلى أنّ “الخلاف في 14 أذار حول شخصية عون، ولا توافق بين 8 آذار على جعجع”.

ولفت إلى أنّ “جعجع قال إنّه مستعد للانسحاب من أجل رئيس توافقي”، مشدّداً على أنّ “علاقتنا تاريخية مع بكركي، والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي قال إنّ النواب خونة، لأنّ النواب الذين اجتمعوا للتمديد باستطاعتهم الاجتماع لانتخاب رئيس”.

وقال الحريري: “فلنذهب الى رئيس توافقي، طالما ليس هناك توافق على عون او جعجع، وعيب علينا ان لا ننتخب رئيس للجمهورية”، مشدّداً على أنّ “السعودية لم تتدخل في لبنان إلا مرة واحدة في “إتفاق الطائف”.

وأضاف: “السعودية لا تضع فيتو على أحد، وكل الدول تريد ان يتفق المسيحيون على اسم للرئاسة. ومرشحنا اليوم سمير جعجع، لكن أيّ شخصية أخرى من 14 اذار تتمكن من المجيء بـ70 أو 72 صوتاً لن يحزن جعجع”، لافتاً إلى أنّ “فريقنا حاور 8 آذار حول الرئاسة، فيما فريق 8 آذار لم يحاورنا حول الرئاسة”.

وأشار الحريري إلى أنّ “عون ربط نفسه عضوياً مع “حزب الله”، وهذا ما صعّب الأمور بموضوع التوافق على الرئاسة، ولكن عون له الحق بأن يرشح نفسه”، مؤكداً “أنّنا نريد مرشحاً باستطاعة الجميع التوافق عليه لينهض بالبلد”.

وأوضح أنّه “خلال اللقاء مع عون منذ سنة، لم نتحدث في الموضوع الرئاسي، بل قلنا نريد محاولة تقريب وجهات النظر”، معتبراً أنّ “نظام الرئيس السوري بشار الاسد غير موجود، وهو يستعين بغيران التي تساهم بالحرب الاهلية داخل اليمن والعراق، ونتمنى ان يتغير الدور الايراني في المنطقة”، وأضاف: “إيران اصبحت الشريك الاساسي في الحروب الاهلية، وبشار الاسد لن يكون في مستقبل سوريا”، معتبراً أنّ “من أنتج “داعش” هو النظام السوري، ولولا هذا النظام لما أتى “داعش”، ولولا الرئيس العراقي السابق نوري المالكي في العراق لما أتى “داعش”، والناس تعلم ذلك”.

وبينما أكد في ما خصّ قانون الانتخابات النيابية الجديد التزامه بالمشروع المتفق عليه مع «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي»، لفت الحريري في ما يتصل بقضية العسكريين المخطوفين والمستجدات الأخيرة لا سيما مسألة المقايضة التي أجراها «حزب الله» لتحرير مقاتله في سوريا إلى أنّ «أهم ردّ على هذه المقايضة أتى من أهالي العسكريين»، وأردف: «أنا أقف وراء الحكومة في كل ما تقرره في سبيل تحرير العسكريين».

وفي موضوع الاعتدال السني، ذكّر الحريري بأنّ أهل صيدا وعرسال وطرابلس أثبتوا زيف الاتهامات التي وجهت لهم بأنهم يشكلون بيئة حاضنة للإرهاب، وشدد على أنّ «أهل السنّة هم تاريخياً أهل اعتدال»، متوجهاً بتحية خاصة في هذا المجال إلى «مفتي الاعتدال المفتي عبد اللطيف دريان».

وتعقيباً على قول جنبلاط عبر «تويتر» على هامش المقابلة: «الحريري الليلة رجل دولة أظهر عمق الاهتمام باستقرار لبنان»، أجاب الحريري: «أحيّي وليد بك وأشكره على هذه الكلمات. أعلم أنه يسعى دائماً إلى مصلحة لبنان. قد لا نتفق معه أحياناً، لكنه في داخله ومن صميم قلبه يريد أن يرى لبنان كما كان يراه رفيق الحريري».

November 28, 2014 12:10 AM