IMLebanon

عراجي: الحوار بغياب رئيس ماروني قد يتسبب بردات فعل مسيحية

asem-araji

رأى عضو كتلة المستقبل النائب عاصم عراجي ان قيام الحوار بين المستقبل و”حزب الله” يشوبه الكثير من المعوقات الأساسية التي تحول دون انتقال الطرفين الى الجلوس على طاولة واحدة، وأهمها الاختلاف الجذري حول مفهوم الدولة ودور المؤسسة العسكرية، خصوصا ان التجارب الحوارية السابقة غير مشجعة لجهة انقلاب حزب الله على مقرراتها والتي كان آخرها إعلان بعبدا، مستدركا بالقول ان تيار المستقبل يمد يده للجميع دون استثناء انطلاقا من إيمانه بأهمية الحوار بين اللبنانيين، شرط ان يكون حوارا عقلانيا تحت سقف الدولة والمؤسسات ومع فريق يمتلك قراره ويلتزم بتنفيذ ما يتقرر على الطاولة.

ولفت عراجي في تصريح لصحيفة «الأنباء» الكويتية الى ان مساعي الرئيس بري لإنضاج الحوار بين المستقبل وحزب الله مازالت في بداياتها ولم تكتمل عناصرها بعد، فما يحكى عن وجود إيجابيات بنسبة 50% يقابلها سلبيات بالنسبة ذاتها، ما يعني ان الأمور مازالت تراوح بين الأبيض والأسود، نظرا لعدم وجود أرضية صالحة لمد جسور الثقة بين حارة حريك وبيت الوسط، خصوصا ان مشاركة الحزب في الحرب السورية وبقرار إيراني، تشكل العنصر الأكثر تعقيدا بين مفهومين متناقضين في كيفية حماية لبنان وإبعاده عن النار الإقليمية، ناهيك عن الاختلاف الكبير بين الجهتين حول الأولويات الوطنية والتي تبدأ من وجهة نظر المستقبل بانتخاب رئيس للجمهورية.

وردا على سؤال، أعرب عراجي عن اعتقاده ان الحوار بين المستقبل وحزب الله دون وجود رئيس ماروني للجمهورية، قد يتسبب في ردات فعل سلبية في الشارع المسيحي الذي سيسأل حتما عن دوره كشريك أساسي في تقرير مصير البلاد، بمعنى آخر يؤكد عراجي ان القاعدة الثابتة والمثالية لانطلاق حوار بناء ومنتج بين المستقبل وحزب الله، هي انتخاب رئيس للجمهورية يرعى شؤونه ويشرف على جلساته وتطبيق مقرراته، وما دون ذلك سيعتبره المسيحيون حوارا فئويا، علما ان تيار المستقبل ملتزم بالحفاظ ليس فقط على مصلحة وحقوق حلفائه المسيحيين في قوى 14 آذار، إنما على مصلحة كل المسيحيين في كل لبنان، إيمانا منه بالشراكة الكاملة بين المسلمين والمسيحيين.

وحول ما اذا كان المراد من الحوار بين المستقبل وحزب الله هو ان يكون حوارا مصغرا وغير مباشر بين السعودية وايران على الأراضي اللبنانية، اكد عراجي ان تيار المستقبل يتعاطى مع المملكة العربية السعودية على انها دولة صديقة وشقيقة تحترم سيادة لبنان وتساعد اللبنانيين ماليا ومعنويا على الخروج من أزماتهم والنهوض ببلدهم، وهو بالتالي (أي المستقبل) يفصل بين علاقاته مع الفرقاء اللبنانيين وسعيه لتطويرها على قاعدة الوحدة الوطنية، وبين العلاقات السعودية ـ الإيرانية، ايا تكن درجة توترها، بدليل ان «المستقبل» يتعاطى مع مساعي الرئيس بري لإطلاق حوار بين المستقبل وحزب الله انطلاقا من الإشارات الإيجابية التي بعث بها السيد نصرالله باتجاه الرئيس الحريري ليلة العاشر من محرم، وليس انطلاقا من إشارات إقليمية بين السعودية وايران على الرغم من عدم وجودها، معتبرا بالتالي ان ما يقال عن حوار سعودي ـ إيراني مصغر في لبنان مجرد تحاليل صحافية لا تمت الى الحقيقة بصلة.