IMLebanon

الخام الأميركي يتكبد أكبر خسارة في 5 سنوات

هوت أسعار النفط الخام الأميركي 10% أمس الأول مسجلة أكبر خسارة يومية منذ أكثر من 5 سنوات ونزل برنت عن 70 دولاراً للبرميل في ظل معنويات مضاربة على الهبوط دفعت السوق لمواصلة الخسائر بعد قرار منظمة أوبك عدم خفض الانتاج.

وقال طارق زاهر المدير لدى تايتش كابيتال أدفايزر في نيويورك «لا أرى مبرراً لشراء النفط الآن. أعتقد أن الناس سيدفعون السعر لمزيد من الهبوط أو سيتركون السوق ببساطة للانهيار.».

وهبط سعر عقد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي الخفيف 7.54 دولارات إلى 66.15 دولارا للبرميل عند التسوية وواصل الهبوط بعدها ليصل لأدنى مستوى في أربع سنوات 65.69 دولارا.

وهذه أكبر خسارة يومية بالنسبة المئوية للسوق منذ مارس 2009.

وأنهى خام برنت التعاملات منخفضاً 2.43 دولار أو 3.3% إلى 70.15 دولارا للبرميل. وأضاف زاهر «لا توجد أنباء جديدة تحرك السوق .. أعتقد أنها مجرد ردود فعل من الناس على كل الأنباء التي تتحدث عن أن السعر الطبيعي للنفط هو دون 60 دولارا.».

وقال ايجور سيتشن الرئيس التنفيذي لشركة روسنفت النفطية الروسية إن سعر الخام قد يهبط إلى 60 دولارا أو أقل بنهاية النصف الأول من العام القادم.

وأظهرت بيانات لسوق عقود الخيارات أن المضاربين يراهنون على سعر 65 دولاراً لبرنت بحلول مطلع العام القادم.

النفط الصخري

ويرى خبراء ان اوبك قد اعلنت الحرب على أسعار النفط الصخري الأميركي خلال الاجتماع الاخير للمنظمة الخميس الماضي حيث يعني الاستمرار في تثبيت سقف الانتاج الحالي وعدم اللجوء الى خفضه صدمة للأسعار وبالتالي تراجع اسعار الخام بما يهدر من جدوى تواصل الانتاج من النفط الصخري الاميركي نظراً لارتفاع تكلفة الاسخراج. وأبلغ وزير البترول السعودي نظراءه من دول أوبك بأن عليهم أن يكافحوا طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة رافضاً خفض انتاج الخام بهدف الضغط على الأسعار وتقويض ربحية المنتجين في أميركا الشمالية.

وقال مندوب لدى أوبك من دولة طالبت بخفض الانتاج «أعتقد أننا اقتنعنا بوجهة النظر التي طرحها وزير النفط السعودي علي النعيمي بشأن عدم اللجوء الى خفض الانتاج من الدول الاعضاء في المنظمة متسائلاً هل كان أمامنا خيار آخر؟».

معركة الحصص

وأكد عبد الله البدري الأمين العام لأوبك فعلياً أن المنظمة بصدد دخول معركة على الحصص بالسوق.

وقال يوم الخميس رداً على سؤال عما إذا كان لدى المنظمة رد على تزايد انتاج الولايات المتحدة «لقد قدمنا الرد. نحن نبقي مستوى الانتاج دون تغيير. هذا فيه رد.».

واتفقت أوبك على بقاء سقف انتاجها البالغ 30 مليون برميل يومياً دون تغيير وهو ما يشمل زيادة لا تقل عن مليون برميل على تقديراتها للطلب على نفطها في النصف الأول من العام القادم.

وقال محللون إن قرار عدم خفض الانتاج في مواجهة الهبوط الحاد للأسعار شكل تحولا استراتيجيا بالنسبة لأوبك.

وقال المندوب لدى أوبك «أوبك فقدت المصداقية. لا أعلم كيف يمكن عمليا السعي لإخراج النفط الصخري من السوق.».

خيبة الأمل

وخرج عدد من وزراء أوبك الذين كانوا يريدون خفض الانتاج من الاجتماع وقد بدت عليهم خيبة الأمل والتزموا الصمت لعدة ساعات برغم أنهم قالوا عندما تحدثوا لاحقا إنهم قبلوا القرار.

وقال رفاييل راميريز وزير خارجية فنزويلا رداً على سؤال عما إذا كانت هناك حرب أسعار داخل أوبك «نحن متحدون.».

واضاف «تتصارع أوبك دوما مع الولايات المتحدة لأن الولايات المتحدة تعلن أنها دائما ضد أوبك … النفط الصخري كارثة من حيث وسيلة الانتاج … لكنه أيضا باهظ التكلفة. وسوف نرى ما سيحدث بشأن الانتاج.».

وقال مندوب خليجي لدى أوبك إن النعيمي طمأن الأعضاء بأن سعر الخام سيتعافى لأن الطلب سينتعش في نهاية المطاف. لكنه أصر على أنه إذا خفضت أوبك الانتاج فسوف تفقد حصة بالسوق.

القرار النهائي

قال مندوب خليجي آخر «التوصل إلى قرار نهائي تطلب وقتاً طويلاً لإقناع الآخرين.».

وأشار عدد من المحللين إلى أن ظهور تأثير على انتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة سيحتاج شهوراً طويلة.

بل إن بعض المندوبين الخليجيين قالوا إنهم غير مقتنعين بأن رهان النعيمي سيربح. وقال أحدهم إذا كانوا يستهدفون النفط الصخري الأميركي حقاً .. فإلى أي مدى سيبطئ إبقاء سقف الانتاج دون تغيير (المنتجين الأميركيين)؟