IMLebanon

صناعة التغليف في الشرق الأوسط… انتعاش يتعزز بزيادة الطلب

PackagingIndustry
تتجه صناعة التغليف في المنطقة، كما في باقي العالم، نحو توفير حلول تغليف فعالة ومستدامة وقابلة للتدوير من أجل تقليل الأثر البيئي والبصمة البيئية. وعن هذا الموضوع ، وأيضا عن هموم وتطلعات هذه الصناعة، يحدثنا عمار زاهد رئيس شركة تتراباك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فقد أخبرنا زاهد أن الشركة أطلقت مؤخراً، علبة كرتونية مصنوعة كلياً من مواد نباتية، كما كانت سباقة في حلول التغليف المعقمة، وتأخذ في الحسبان التغير المناخي ومصادر الطاقة واستخدام الموارد الطبيعية، والتخلص من النفايات. وفي ما يلي نص الحوار مع عمار زاهد.

منذ متى و«تترا باك»تعمل في المنطقة؟ ومن هم أكبر عملائكم؟
نحن متواجدون في المنطقة منذ 48 عاماً، حيث طوّرنا علاقات وطيدة وطويلة المدى مع عملائنا مثل شركة انغرو، وشركة الربيع السعودية للأغذية، ولاكنور. وتعتبر منطقة الشرق الأوسط الكبير وأفريقيا واحدة من أكبر الأسواق بالنسبة إلى «تترا باك» على مستوى العالم، حيث تتيح لنا إمكانات هائلة وواعدة للنمو.

وفقاً لموقعكم الإلكتروني، يشكّل الابتكار أحد الدعائم الأساسية بالنسبة لنمو واستدامة أعمال «تترا باك». ما هي بعض ابتكاراتكم الحديثة، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط الكبير وأفريقيا؟
أطلقنا مؤخراً أول عبوة كرتونية للتغليف وهي Tetra Rex، حيث يتم تصنيعها كلياً من مكوّنات نباتية ومواد تغليف مُتجدّدة. وستتوفر هذه العبوة الجديدة تجارياً مطلع العام المقبل 2015. ولن يشكّل هذا الابتكار مجرّد منتج جيّد بالنسبة إلى البيئة، بل إنه سيُقدّم لعملائنا ميزة تنافسية أكثر من حيث الفوائد البيئية الشاملة لعبوّات Tetra Rex . وتتضمن حلول التغليف الأخرى التي أطلقناها مؤخراً شكلاً جديداً لعبوة Tetra Brik Aseptic Crystal التي تتيح فرصا أكبر لتمييز العلامة التجارية على رفوف المنتجات، وبما يواكب التصاميم الفنية العصرية.

ما هي التوجّهات والابتكارات الحالية في صناعة معالجة الأغذية والتغليف عالمياً؟
وفقاً لأحدث مؤشراتنا لصناعة الألبان، من المقرّر أن يتجاوز الطلب العالمي على منتجات الألبان مستويات العرض المتاحة حالياً، في حين من المتوقع أن يرتفع معدل استهلاك منتجات الألبان بنسبة 36 % خلال العقد المقبل. ولقد شكّل الطلب المتزايد على منتجات الحليب حافزاً أكبر لشركات الألبان المحلية من أجل زيادة إنتاجها.

وبوجود بلدان مثل المملكة العربية السعودية حيث يتم تلبية نصف الاستهلاك المحلي للحليب عبر شركات محلية، وأيضاً عمليات التصدير الواسعة لدول الشرق الأوسط، تمثّل منتجات الحليب فرصة هائلة بالنسبة إلينا – وفي هذا السياق، فإن توفير حلول تغليف تحمي وتصون الأجيال يعتبر أمراً هاماً للغاية في منظومة المواد الغذائية. إن صناعة الألبان تمضي قدماً نحو مرحلة تغيير جذري بالكامل، حيث ستُصبح مقوّمات تنويع المنتج والابتكار وتمييز العلامة التجارية ركائز حاسمة في تحقيق النجاح.

وهناك أيضاً توجّه متنامٍ نحو توفير حلول تغليف فعّالة ومستدامة وقابلة للتدوير، لا سيما وأن الشركات باتت تدرك تماماً أهمية تقليل بصمتها وأثرها البيئي. ولقد أطلقنا مؤخراً أول عبوة كرتونية للتغليف في هذا القطاع مصنوعة بالكامل من مكوّنات نباتية ومواد تغليف متجدّدة. وبوجه عام، فإننا نلمس طلباً كبيراً على جوانب الابتكار، حيث تنتقل العديد من الأسواق باتجاه المنتجات ذات القيمة المضافة. وحالياً، يتّسع نطاق ما نوفره من منتجات ليشمل حلول تغليف لفئات أكثر، بما في ذلك الإضافة الحديثة لمشروبات الحلوى. ولا شك في أن هناك طلب كبير للفئات الأخرى من المنتجات السائلة، ونحن نعمل دائماً من أجل تلبية هذه المتطلبات.

نسمع أن هذه المنطقة تستورد الكثير والكثير جداً. هل تعتقد أن هذا صحيح؟
في الحقيقة فإن نسبة كبيرة من المنتجات التي نقوم بتغليفها يتم إنتاجها محلياً. والأهم من ذلك هو أن المنتجات الغذائية والمشروبات طازجة وآمنة، وليس هناك حل أفضل من حلول التغليف المعقّمة من «تترا باك». إن ما نوفّره من حلول معقّمة لمعالجة الأغذية وتغليفها تمتاز بمستوى لا يُضاهى من الحماية؛ فهي لا تحمي فقط من أضرار الأشعة والأكسجين حيث أن عبوات التغليف غير نافذة ولا يمكن أن تتلوّث، بل إنها تضمن الحفاظ على القيمة الغذائية لمحتويات العبوة، ولا تتطلب إضافة أي مواد حافظة. ولقد كان لشركة «تترا باك» السبق والريادة في ابتكار حلول التغليف المُعقّمة، وهي مستمرة في الحفاظ على مكانتها الريادية عالمياً حتى يومنا هذا. وجدير بالذكر أن عمليات التغليف التي توفّرها «تترا باك» تحظى باعتماد وموافقة الجهات التنظيمية في شتى أنحاء العالم.

أسعار الغذاء تسير نحو الارتفاع حول العالم، ما مدى تأثير ذلك على صناعة التغليف؟
نحن ننظر إلى ذلك الجانب على أنه فرصة بالنسبة إلى ابتكارات «تترا باك» المواتية للتكاليف، لتصبح في طليعة ما نقدّمه لعملائنا من حلول، مثل تطوير أنظمة الأتمتة، وزيادة سرعة خطوط الإنتاج، والتوفير في معدلات استهلاك المياه والكهرباء اللازمة لعمليات معالجة الأغذية والتغليف، بالإضافة إلى تزويد العملاء بعبوات تغليف جديدة تتمتع خصائص عملانية أفضل، وبدون أي زيادة في التكلفة.

كم طناً من المنتجات المغلّفة تأتون بها إلى المنطقة كل عام؟
لا نعتمد قياس الأطنان في «تترا باك»، إذ ينصب تركيزنا على عدد عبوّات التغليف التي نعمل على توفيرها للعملاء. ففي العام الماضي، قمنا بتوفير 28 مليار عبوّة تغليف لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، ما يعادل كمية هائلة واستثنائية من المنتجات الغذائية السليمة والمشروبات الطازجة والآمنة والمُغذّية للعدد المتنامي من السكّان في هذه المنطقة.

ما مدى سهولة إعادة تدوير عبوة تغليف من «تترا باك»، مع العلم أنها تتضمن العديد من العناصر؟
هذا أسهل مما قد يتصوّره المرء. فاليوم، يوفر محتوى الألياف بنسبة 75 % قيمة جيّدة لصناعة الأوراق. وبينما تتحسّن التقنيات الخاصة بتدوير العناصر المتبقية من عبوّات التغليف – بما فيها البلاستيك والألمنيوم – فقد أصبحت ذا قيمة أكبر وعلى نحو متزايد لصناعات أخرى مثل الصناعات البلاستيكية والمواد العازلة، وقطاع الإنشاءات.

وتبحث «تترا باك» دوماً عن أساليب جديدة ومبتكرة لتدوير كافة عناصر عبوّات التغليف. ولدينا أيضاً عدد من مبادرات التعليم البيئي مع الجمعيات، والمدارس، وعملائنا الحاليين في المنطقة والذين يديرون أعمالهم في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وإيران، وتركيا. وقد وصلت مبادرتنا «أشياء صغيرة تُجدّد الطبيعة» إلى أكثر من مليون طفل منذ العام 2004، وتركّز على جيل الشباب، وتوعيتهم بإدارة الموارد والتدوير.

هل هناك خيارات تغليف أكثر استدامة يمكن للمُصنّعين في الشرق الأوسط وأفريقيا اختيارها بدلاً من «تترا باك»؟
نعتقد أن العبوّة الكرتونية لأي مشروب تعتبر بمثابة خيار التغليف الأكثر استدامة؛ فلا بد لعبوة التغليف أن تساعدك على التوفير أكثر من تكاليف إنتاجها.

وفّرت «تترا باك» 28 مليار عبوّة تغليف للمنطقة العام الماضي، ما يبدو وكأنه كمية مهولة ومروّعة من النفايات، وعبء ضخم على البيئة. هل يُسبّب ذلك مصدر قلق بالنسبة إلى «تترا باك»؟
نؤمن دائماً في «تترا باك» أن الأداء البيئي الجيد يشكّل ركيزة أساسية للأعمال الناجحة. وفي هذا السياق، فإن «تترا باك» توفر خيارات صديقة ومُفضّلة للبيئة في مجالات معالجة الأغذية وحلول التغليف، حيث تقدّمها لعملائها، واضعة نصب أعينها هدفاً يتمثل في تقليل أثر البصمة البيئية في كافة مراحل سلسلة القيمة في الصناعة. وتعتبر مصانعنا في كل من إزمير (تركيا)، وجدة (المملكة العربية السعودية)، ولاهار (باكستان) من بعض أكثر المصانع كفاءة في «تترا باك»، حيث تُنتج أقل كمية من النفايات في العالم. وبالنسبة إلى هذه المنطقة على وجه التحديد، فإن استراتيجيتنا تركّز على مضاعفة معدلات التدوير من خلال التعاون الوثيق مع الجهات المحلية المختصة بالتدوير. وتبلغ المستويات الحالية لتدوير العبوّات الكرتونية في المنطقة نحو 17%، ونحن نعمل باستمرار مع الحكومات في كافة أنحاء المنطقة من أجل دعم الجهود الرامية لتنفيذ برامج التدوير.

ولدينا أيضاً عدد من مبادرات التعليم البيئي مع الجمعيات، والمدارس، وعملائنا الحاليين في المنطقة والذين يديرون أعمالهم في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وإيران، وتركيا. وقد وصلت مبادرتنا «أشياء صغيرة تُجدّد الطبيعة» إلى أكثر من مليون طفل منذ العام 2004، وتركز على جيل الشباب، وتوعيتهم بإدارة الموارد والتدوير. إن وعدنا «نحمي ما هو جيّد» لا يقتصر على ضمان سلامة الغذاء والمشروبات التي نستهلكها وحسب، وإنما تقليل تأثيرنا على البيئة. إن رؤيتنا الجوهرية تتمحور حول توفير حلول تغليف مستدامة بالكامل، وتقليل البصمة البيئية إلى أدنى مستوى ممكن، وبدون نفايات بتاتاً.

بالنظر إلى الاتجاه السائد في الاقتصادات الغربية نحو «التقنيات الخضراء» الصديقة للبيئة، ما هي التحوّلات التي تشهدها صناعة التغليف من أجل اعتماد واستخدام تقنيات خضراء أو مواد صديقة للبيئة؟
تعتبر قوى السوق، المُعزّزة بالطاقة الاستهلاكية الفردية، بمثابة المحرّكات الرئيسية للمبادرات «الخضراء» وليس القوانين والأنظمة. ولقد أصبحت مسائل التغيّر المناخي، ومصادر الطاقة، واستخدام الموارد والتخلص من النفايات بنوداً هامة للغاية ضمن الأجندة العامة للمستهلكين.

وقد وضعت «تترا باك» مجموعة من الأهداف لكي تواصل تحسين عدة مجالات منها التطوير، والتوريد، والتصنيع، وأيضاً النقل. وكجزء من هذا الالتزام، تلقي «تترا باك» نظرة على المدى الطويل ودورة الحياة، لكي تحسّن باستمرار الأداء البيئي، وتتواصل بشكل مفتوح وشفّاف مع الشركاء الرئيسيين، وتعمل على إعداد ورفع التقارير حول الأداء على نحو منتظم. إن هدفنا يتمثّل في تأسيس أنفسنا كشركة مسؤولة بيئياً توفر حلول تغليف وأنظمة معالجة صديقة للبيئة. فعلى سبيل المثال، باتت مسألة ندرة المياه قضية عالمية، ومن بين حلول «تترا باك» لمعالجة الأغذية هناك مبادرة بيئية لاستخدام المياه بنسبة أقل. وتتماشى هذه المبادرة بالتحديد مع منطقة الشرق الأوسط الكبير، حيث أن ندرة المياه تشكّل بالفعل تحدّياً حقيقياً.