IMLebanon

الاقتصاد السعودي لا يتأثر بتراجع سعر النفط

KSASaudiOil
حيان الهاجري

في محاضرة نظمتها لجنة الاستثمار والأوراق المالية في غرفة الرياض بعنوان: “مستقبل النفط وتأثيره في الاقتصاد الوطني والسوق المالية”، قال برجس بن حمود البرجس، المحلل النفطي والمستشار السابق للتخطيط الاستراتيجي في شركة أرامكو السعودية، إنه لا يرى مبررًا منطقيًا لتأثر بعض قطاعات السوق المالية السعودية مباشرة بانخفاض أسعار النفط، مثل قطاعات الاتصالات والخدمات والتجزئة، وإن كان من المنطقي تأثر القطاعات المرتبطة بالنفط مثل قطاع البتروكيماويات.

اقتصادها قوي

إلى ذلك، وفي تقرير نشرته “الحياة”، توقع تركي بن حسين فدعق، مدير البحوث والمشورة في شركة البلاد المالية، انخفاض أرباح شركات قطاع البتروكيماويات السعودية بمعدل 20 إلى 30 بالمئة خلال الربع الأخير من العام الحالي، نتيجة استمرار تراجع حجم المبيعات ومعدلات الأسعار في الأسواق الخارجية. وأكد فدعق أن السعودية تتمتع باقتصاد قوي، “ولديها احتياطات ضخمة تكونت من الوفور التي تحققت خلال الأعوام الماضية، فالمملكة حققت نحو 266 مليار دولار فوائض مالية فعلية خلال الأعوام 2008 إلى 2013، وكانت فوائض العام الماضي وحده 206 مليارات ريال، فلا مشكلة من استخدام هذه الفوائض في تغطية العجز في الموازنة المقبلة إن حصل”.

واكد وزير المال الجزائري محمد جلاب أن انهيار اسعار النفط لا يشكل خطرًا على التوازنات المالية للبلد، الذي يعتمد بنسبة 97 بالمئة في مداخيله على تصدير النفط والغاز. وعن تاثير انخفاض اسعار النفط على موازنة 2015، التي سبق أن صادق عليها البرلمان الجزائري: “لا خطورة على التوازنات المالية للجزائر في الايام والاشهر ولا حتى في السنوات المقبلة”.

تراجع روسي

ورأت المفوضية الاوروبية أن تخلي روسيا عن مشروع خط انابيب ساوث ستريم للغاز يؤكد ضرورة تنويع مصادر الاتحاد الاوروبي من الطاقة. وقالت كريستالينا جورجييفا، نائب رئيس المفوضية المكلفة شؤون الموازنة، غداة اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التخلي عن المشروع: “قرار روسيا وقف ساوث ستريم والطريقة التي تم فيها اتخاذ القرار يؤكدان أهمية تنويع مصادر الطاقة بالنسبة إلى اوروبا”.

وقال مصدر في قطاع النفط الروسي إن صادرات “غازبروم” إلى الاتحاد الأوروبي وتركيا انخفضت 25 بالمئة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وتراجعت صادرات الغاز الروسي إلى 10,5 مليارات متر مكعب في تشرين الثاني (نوفمبر) من 14 مليار متر مكعب قبل عام.

وأظهرت بيانات لوزارة الطاقة الروسية أن إنتاج النفط في روسيا ارتفع على أساس شهري في تشرين الثاني (نوفمبر) ليصل إلى 10.63 ملايين برميل يوميًا، في أعلى مستوى له بعد الحقبة السوفيتية.

وقالت روسيا إنها لن تخفض الإنتاج لدعم الأسعار العالمية للنفط الذي يشكل مع الغاز الطبيعي جزءًا كبيرًا من الموازنة العامة للدولة. والأسبوع الماضي قررت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الإبقاء على مستوى إنتاجها عند 30 مليون برميل يوميًا.

خبر جيد

ورأت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد أن تراجع أسعار النفط “خبر جيد بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي”.

أضافت: “حين نشهد تراجعًا بنسبة 30 بالمئة، ينبغي أن يترجم ذلك زيادة في النمو بنسبة 0,8 بالمئة في غالبية الاقتصادات المتقدمة التي تقوم كلها باستيراد النفط”.

وأقرت لاغارد بأن الدول المصدرة للنفط تأثرت بالتراجع الكبير للأسعار، لكن هذا التأثير كان محسوبًا بالنسبة إلى بعض هذه الدول.

وأعلن إبراهيم سيف، وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني، أن تراجع أسعار النفط عالميًا لن يؤثر في تدفق المساعدات والمنح للأردن خلال العام المقبل، “لكن استمراره يمكن أن يغيّر بعض المعطيات”.

قال: “انعكاس هبوط اسعار النفط واستمراره يحتاج إلى درس لمعرفة إيجابيات الأمر وسلبياته على الاقتصاد الأردني، حيث سيؤثر الأمر إيجابًا على الميزان التجاري وربما يحفّز الإقتصاد بما ينعكس إيجابًا على النمو، لكن هذا يمكن أن يتحقق في حال ثبات العوامل الأخرى”.

ولم يستبعد سيف وجود آثار سلبية على الخزينة، حيث يمكن أن يؤثر التراجع في عوامل أخرى كالمساعدات وتراجع الإيرادات الضريبية التي تجنيها الخزينة من المحروقات.