IMLebanon

أسعار المحروقات تتراجع واشتراكات المولّدات تتصاعد: هل تُبادر النبطية إلى مواجهة “مافيا” أصحاب المولّدات؟

ElectricGenerators2
سمير صباغ

انخفاض أسعار النفط عالمياً ساهم في تراجع أسعار المحروقات في الداخل اللبناني، ما أدى الى ارتفاع في ساعات التغذية بالتيار الكهربائي في عدد من المناطق منذ حوالى الشهرين. غير ان أصحاب المولدات في النبطية استمروا في اعتماد التعرفة القديمة أي ما بين 130 و140 ألف ليرة لكل 5 أمبيرات، مستغلين عجز السلطات المحلية عن توفير بدائل للمواطنين الذين يعيشون تحت رحمة “مافيات المولدات” السائدة في ظل تقاعس الدولة واجهزتها عن الحد الأدنى من واجباتها.
وفي هذا السياق، عبّر امين سر لقاء الأندية والجمعيات المدنية في النبطية أحمد بدر الدين عبر “النهار” عن معاناة الأهالي قائلا: “نحن نقرّ بانه لا يمكن في ظل عجز الدولة عن توفير فائض من التيار الكهربائي أن يستغني المواطن عن الإشتراك في المولدات الكهربائية الخاصة. ولكن المطلوب اليوم التعامل بإنسانية مع الأهالي الذين باتوا في الاعوام العشرة الأخيرة خاضعين، وبشكل كامل، لكل ما يمليه أصحاب المولدات عليهم من تسعيرات باهظة ومتحركة على قاعدة “يللي مش عاجبه يقطع الإشتراك”، لا سيما في ظل تقاعس اصحاب المولدات الذي لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة في مدينة كالنبطية بعدما تقاسموها وفق قانونهم الإحتكاري القاضي بتقسيم المدينة الى خمس مناطق نفوذ”.
وعن دور البلدية في تنظيم شؤون هذا القطاع، يقول بدر الدين: “تواصلنا مع البلدية منذ 5 سنوات بهدف تنظيم فوضى أسعار الاشتراكات، وتوصلت البلدية اخيرا في عهد الرئيس أحمد كحيل الى اتفاق مع أصحاب المولدات يقضي بأن تخفض التعرفة بنسبة 30% عن التعرفة المحددة من وزارة الطاقة، شرط أن لا تتقاضى منهم البلدية رسوم مدّ الكابلات على الأعمدة.” ولكن هذا الاتفاق لم يبصر النور لتذرع أصحاب هذه المولدات بارتفاع أسعار المازوت وانخفاض ساعات التغذية صيفاً بحسب بدر الدين. ويضيف: “أما اليوم فنشهد أسبوعياً تراجع في اسعار المحروقات ومنها طبعا سعر صفيحة المازوت، وترافق هذا الامر مع تزايد في ساعات التغذية من دون أي تعديل بالخفض في تسعيرة المولدات. والبلدية قامت بواجبها، لكن المطلوب منها الحزم أكثر. لذلك سنبقي الصوت مرفوعاً حتى تحقيق مطلبنا بحصول الأهالي على عدالة للتسعيرعند حدود 60 دولارا لكل 5 أمبير بما يضمن ربحية مشروعة لأصحاب المولدات ويغطي كل التكاليف. ويقول بدر الدين في هذا السياق: “غير ان أكثر ما آلمنا عدم تحرك الأحزاب في المنطقة باتجاه حل عادل لهذه المعضلة المستعصية بما جعل الأهالي ونحن منهم نظن أن هناك حمايات لأصحاب المولدات! وبالتالي بتنا نسأل اليوم هل هكذا يتم دعم صمود المجتمع “النبطاني” في وجه التهديدات؟”.
ومن جهتها أكدت مصادر في بلدية النبطية لـ”النهار” أن البلدية حازمة جداً في هذا الملف، ولن تتركه خاضعاً للفوضى، لاسيما بعدما استطاعت ولو جزئياً ضبط إيقاع الأسعار طوال الفترة الماضية. لذلك ستجدد البلدية استخدامها لعناصر الضغط التي بيدها لمصلحة الأهالي ومطالبهم”. وكشفت المصادر أن المجلس البلدي سبق وأجرى دراسة لكلفة الـ5 أمبير وفق ربحية بحدود 15% لأصحاب المولدات على أساس سعر 27500 لكل صفيحة مازوت أحمر، فتبين لديها أنه يجب أن لا تتعدى قيمة الاشتراك الـ 100 ألف ليرة لبنانية.
لن يقوى المواطن وحيداً على مواجهة أصحاب المولدات في ظل غياب البديل، لكن بالتكاتف بين البلدية والمجتمع المدني والأحزاب الفاعلة سيقوى على تأطير “جشع” التجار بما يخفف عنه الأعباء الحياتية المتصاعدة، فهل من يحقق له ذلك؟