IMLebanon

جعجع: موقع رئاسة الجمهورية يتآكل وسياسة “العرقلة” مستمرة

samir-geagea-new-photo

 

أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع انه مستمر في إعلان ترشحه لرئاسة الجمهورية اللبنانية رغم عدم تمسكه به إلى أن يرى حلا بديلا والوصول إلى مخرج للانتخابات الرئاسية، أو إلى حين الوصول إلى رئيس جمهورية جديد، معربا عن عدم تفاؤله بحل سريع لأزمة الرئاسة، ومشددا على أنه لا يرى نهاية سريعة للمأزق الرئاسي طالما أن العماد ميشال عون مصر على رأيه الذي يقتضي أن يكون هو رئيس الجمهورية أو ألا يكون هناك رئيس.

جعجع، وفي حديث الى صحيفة “الدستور” الأردنية، أكد ان جميع الحروب الأهلية عبر التاريخ شهدت أخطاء وان الأخطاء التي سجلت بحق “القوات اللبنانية” جاءت ضمن الاخطاء التي تمر بها الحروب الاهلية، لافتا الى ان حزبه اعتذر عن هذه الاخطاء.

وجدد التأكيد على أن المسلمين والمسيحيين في الشرق هم أخوة، موضحًا أن العيش المشترك في لبنان هو أرقى وأقوى دليل يمكن تقديمه لكل العالم، مشيرا الى أن “مواجهة التطرف والإرهاب والعنف لن تنجح إلا من خلال تضافر جهود الجميع في الدفاع المشترك عن قيمنا في هذا الشرق وتنوعنا وتكاملنا”.

وأكد جعجع أنه لا يقلل من وحشية وإجرام تنظيم “داعش”، وأن عناصره بطبيعتهم يحملون بطياتهم بذور فنائهم، مشددا على “ضرورة مواجهتهم بشكل كامل ودون هوادة لأن جماعات مثل “داعش” لا يمكن أن تتعامل معهم بغير المواجهة الكاملة وحتى النهاية. وقال: يجب القضاء عليهم لأنهم بذور فساد في البشرية ككل، وهم أكثر من ألحق ضررا بالإسلام”.

وحيا نضال الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة، موضحا أن القضية الفلسطينية بألف خير طالما تُقدَّم دماء غالية فجرح فلسطين النازف لا يمكن ان يندمل إلا بإعلان دولة فلسطينية مستقلة .

وحول تأجيل جلسات البرلمان اللبناني المتكررة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وجه جعجع انتقادات لاذعة لبعض الجهات التي تعتمد سياسة العرقلة وتجر الجمهورية من سيء الى اسوأ، رافضا في الوقت ذاته ما يسمى حكومات الوفاق الوطني أو حكومات المصالحة الوطنية.

ولفت الى انه في حكومات الوحدة الوطنية تضيع الامور ولا يمكن محاسبة أحد أو أي مسؤول، مضيفًا “لهذا قد نبقى محجمين عن المشاركة في أي حكومة على هذه الشاكلة لا تملك برنامج عمل، معتبراً ان المسؤولين عن اتخاذ القرار ليسوا موحدين ومن مختلف الأقطاب”.

وتابع جعجع: “ان انقضاء وقت طويل من الفراغ بدون رئيس للجمهورية يضع مستقبل لبنان امام المجهول”، منتقدا دعوات البعض لإعادة بناء الجمهورية وفق رؤيتهم، ولافتا الى أن هذه العملية لبناء الجمهورية هي عملية تراكمية تستغرق سنوات ولا يمكن ربط الأمر بلحظة عابرة.

وسأل: “هل يجوز أن يكون انتخاب رئيس جمهورية مرتبطاً بوصول شخص محدد فقط الى سدة الرئاسة؟ أو هل يجوز أنه لا يوجد بين مليون وربع المليون لبناني ماروني شخص كفوء بإمكانه بناء جمهورية جديدة سوى هذا الشخص؟”.

ورأى جعجع أن “بناء جمهورية جديدة هي فكرة جيدة ولكن يوجد اكثر من شخص واحد قادر على القيام بهذا الامر ونحن نحتاج للوقت، وانطلاقاً من هنا ادعو العماد عون مجدداً الى التفاهم على رئاسة الجمهورية”، مشيرا الى أن القوى الخارجية بدأت بالتحرك من أجل انتخابات الرئاسة، لافتا الى انه “امام هذا التحرك الدولي أمامنا خياران: إما أن نذهب للجلسة المقبلة ونقبل بالنتيجة وإما أن نجلس مع التيار الوطني الحر لكي نتفاهم على حل دون أن نلزم بعضنا البعض بطرح وحيد فقط، مؤكداً أن قنوات الاتصال مفتوحة بشكل يومي وسنبقى نتباحث وفقاً للخطوط العريضة التي طرحتها”.

وأثنى على الحوار المزمع بين تيار “المستقبل” و”حزب الله”، مؤيدا أي تصرف يؤدي الى تخفيف الاحتقان بالبلد موضحاً انه إذا تطرق الحوار لملف الرئاسة فإنه سيتطرق له من زاوية تسهيل إجراء الاستحقاق وليس اختيار رئيس، مضيفًا “حزب الله جزء من التعطيل ومن الطبيعي أن يفاتحه تيار المستقبل بالموضوع ويطلب منه الذهاب الى الجلسة”.

ورأى جعجع ان قانون الانتخاب ليس تفصيلاً بل ضرورة ملحة، وقالل: “في هذا الوقت الضائع علينا أن نقر قانونا انتخابيا جديداً والإمكانية متوافرة بعد التئام اللجنة حيث تبين ان تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية متفقون على القانون المختلط الذي طرحوه”.

وتابع: “بري لديه أيضا اقتراح قانون مختلط والفرق بين القانون الذي اقترحناه وقانون بري هو بعض المقاعد وهذه اختلافات بسيطة”، متمنياً على الاخير أن يدعو لجلسة عامة لاقرار قانون جديد.

وشدد جعجع على ضرورة استقامة الوضع الدستوري والسياسي لكي تؤدي أعمالنا الى نتائج، وقال: “الصورة العامة في البلد لا يمكن أن تستقيم دون انتخاب رئيس جديد ثم تشكيل حكومة جديدة والانتقال بعدها الى انتخابات نيابية جديدة”، معلنا أنه لا أجندة حتى الآن للحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، مضيفًا “نحن على تواصل دائم مع حلفائنا في المستقبل الذين أكدوا لنا أنه لن يتم طرح أسماء للرئاسة في الحوار مع حزب الله بل مجرد سعي لإجراء هذا الاستحقاق وليشارك حزب الله في جلسات الانتخاب، لافتاً الى أنه لن يتحدث عن منسوب التفاؤل لأن «حزب الله» أغلق الباب على كثير من الأمور قبل بدء الحوار مثل تمسكه بالمرشح الوحيد للرئاسة.

وتابع: “ان اختيار رئيس الجمهورية يبدأ عند المسيحيين ولكن ينتهي عند كل اللبنانيين لذا الطرح الوحيد هو أن نتفاهم على مرشح يملك كل المواصفات ويقبل به الجميع سواء أكانوا حلفاءنا أو حلفاء العماد عون وهذا المرشح سيكون رئيسا قويا لأنه مدعوم من أحزاب مسيحية ذات صفة تمثيلية كبيرة”.

وأردف جعجع: “لا يمكننا ترك الأمور كما هي، فموقع رئاسة الجمهورية يتآكل رويداً رويداً، ومهما كانت الظروف والأسباب والخلفيات لا يمكننا أن نترك موقع الرئاسة الأولى فارغاً، وبالتالي إما أن يتوجه تكتل التغيير والإصلاح الى مجلس النواب فنكون، أنا وعون، مرشحين للرئاسة وفي ظل وجود لعبة فعلية لا يعود بإمكان المرشحين غير الفعليين الاستمرار، أما الخيار الثاني، وكيلا يستمر التباكي على الاطلال والقول ان السنة والشيعة يتحاورون ليختاروا لنا رئيسا للجمهورية، هو الجلوس سويا للتفاهم على بعض الأسماء ونتوجه بهم الى مجلس النواب، فحتى الآن لا تزال المبادرة بين أيدينا ولكن لا يمكننا أن نطلب من العالم انتظارنا فيما البعض يعطل رئاسة الجمهورية”.