IMLebanon

كاردينال خلف الدبلوماسية الناجحة للبابا فرنسيس

Papa-francis-new

خلف الانجاز الدبلوماسي الذي حققه البابا فرنسيس في كوبا، تبدو ملامح مساعده وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين المعروف بتكتمه وفعاليته وخبرته في الملفات الحساسة، من اميركا اللاتينية الى الصين.

ويتمتع امين سر الدولة البالغ من العمر 59 عاما والمتحدر من فيسنتشي شمال ايطاليا، ويرأس واحدة من اوسع الشبكات الدبلوماسية امتدادا في العالم، بخبرة طويلة متنوعة بتنوع الملفات المطروحة. ويحوز ايضا الثقة التامة للبابا الذي اشركه في مجلس التسعة، او “مجلس العرش” المؤلف من تسعة من الكرادلة المستشارين.

وكان الكاردينال بارولين السفير البابوي السابق في فنزويلا حاول التقريب بين الرئيس السابق هوغو تشافيز، ابرز حلفاء النظام الكوبي، والمعارضة الكاثوليكية المحافظة. وقام هذه السنة بوساطة باسم البابا بين خلفه نيكولاس مادورو وهذه المعارضة نفسها.

ويساعد الكاردينال بارولين المشهور بمعرفته العميقة بشؤون اميركا اللاتينية، المسؤول الثالث في الفاتيكان “البديل” الكاردينال انجيلو بيتشيو السفير البابوي السابق في كوبا، الذي أعد لزيارة البابا بنديكتوس السادس عشر في 2012.

PIETRO-PAROLIN-1

وقد اعتمد البابا فرنسيس كثيرا على هذا الثنائي “الاميركي الجنوبي” للقيام بواسطته بين واشنطن وهافانا وتأمين فرص إنجاحها.

وكان تعيين الكاردينال بارولين في خريف 2013 اشبه بجرعة من الهواء المنعش للفاتيكان، ونالت استحسان دوائر الكرسي الرسولي والصحافة الايطالية على السواء.

فقد خلف الكاردينال تارشيسيو برتوني الذي تعرض لانتقادات لا تحصى، لتراجع تألق دبلوماسية الكرسي الرسولي خلال حبرية البابا بنديكتوس السادس عشر.

وتعامل الكاردينال بارولين مع الصحافيين الذين تقاطروا من كل انحاء روما خلال إطلالاته العلنية الاولى، بمودة وبدا معتادا على وسائل الاعلام، ويتقن اللغات الفرنسية والانكليزية الاسبانية. واتسمت اجاباته بالحذر والتحفظ على رغم احاطته الواسعة بالملفات التي يعالجها، لكنه تجنب الادلاء بأي تصريح يمكن ان يساء تفسيره.

واذا ما شارك في ندوات، فيتجنب عقد مؤتمرات صحافية.

وكشف الخبير في الشؤون الفاتيكانية اندريا تورنيللي في موقع “فاتيكان اينسايدر”، ان سياسة الكرسي الرسولي حول الملف الكوبي نجحت في الحفاظ على “اقصى درجات الحذر بحيث لم تتسرب اي معلومات”.

وقال ان “عمل الدبلوماسيين يقضي باعتماد سياسة الخطوات الصغيرة التي تهدف الى التقريب بين قلوب الناس”. وغالبا ما وجه البابا فرنسيس انتقادات الى بعض الميول الدنيوية المتعالية لبعض سفراء الفاتيكان.

وقال الكاردينال بارولين في حديث مع اذاعة الفاتيكان انه يقتدي بمبادىء البابا فرنسيس حول اجراء الحوار ايا يكن الثمن. واضاف “كلما كانت المشاكل كبيرة، كانت الحاجة الى الحوار ضرورية”.

وكانت للكاردينال بارولين اليد الطولى ايضا في ملف تطبيع العلاقات مع الصين وهو ملف يتسم ايضا بأبعاده الاستراتيجية والمحاط بالسرية التامة. وتتوافر له فرص النجاح ايضا في ملف تطبيع العلاقات الذي بدأ مع فيتنام الشيوعية، بسبب تشابهه من جوانب كثيرة مع الملف الصيني.

وحول النزاعات الاكثر سخونة، من سوريا والعراق الى اوكرانيا، يستقبل امين سر الدول كثرا ويجري مشاورات، لكن تدخلاته العلنية قليلة. وهذا ما يحمل البعض في الكنيسة على الاعراب عن اسفهم حياله. فهو يحرص على عدم الادلاء بأي تصريح يمكن ان يزيد الامور تعقيدا.

وعلى غرار البابا فرنسيس قال ان “ما يحصل في العراق لا يشكل صدمة بين الاسلام والمسيحية”. واضاف ان من الضروري “التصدي للمصادر التي تدعم الانشطة الارهابية”.

وفي كانون الثاني، قال في تصريح لشبكة سي تي في (المركز التلفزيوني للفاتيكان)، ان “التحدي الكبير يقضي بالقيام بتحركات حتى لا تكون التنوعات السياسية والثقافية والدينية حوافز لمعارضة او صراع بل مصدر غنى متبادل”.

وقد عمل بيترو بارولين مندوبا عن الكرسي الرسول في نيجيريا والمكسيك. وحمل الفاتيكان على الاهتمام بملف الحد من الانتشار النووي، داعيا الى اتخاذ تدابير ثقة مع ايران. وخلال حبرية البابا بنديكتوس السادس عشر، شارك بفاعلية في المفاوضات حول اتفاق بين الكرسي الرسولي واسرائيل في شأن مصالح الكنيسة في الاراضي المقدسة.