IMLebanon

ملف سلامة الغذاء انتقل إلى المطار والمرفأ والزراعة: وضع «مقزز» وكم من «الفضائح»

wael-abou-faour
توسع ملف سلامة الغذاء ليطال امس مطار رفيق الحريري الدولي، ومرفأ بيروت، واجمع الكل على الوضع «المقزز» في المطار، وعلى الوضع غير المريح في المرفأ، وعلى الواقع المؤسف للمنتجات الزراعية.
جال وزيرا الصحة وائل أبو فاعور والاشغال غازي زعيتر على عنابر الشحن وبرادات التخزين في مطار رفيق الحريري الدولي.
وجال وزير المال في خطوة غير منتظرة على ادارة المرفأ والمستودعات، وفي مؤتمر صحافي اعلن وزير الزراعة استمرار الرقابة ومنع عرض أي منتجات غير مطابقة.
جولة زعيتر وأبو فاعور
بعد جولة وزيري الصحة العامة وائل أبو فاعور والأشغال العامة والنقل غازي زعيتر امس على عنابر الشحن والبرادات للتخزين في مطار رفيق الحريري الدولي، للإطلاع على أوضاعها بعد رفع فريق من المفتشين والمراقبين الصحيين في وزارة الصحة تقريراً مفصلاً عن أوضاع سيئة جداً في هذه المنطقة تستوجب المعالجة الفورية.
بعد الجولة، تحدث زعيتر وأبو فاعور في مؤتمر صحافي مشترك، بدأه زعيتر بالقول: استطيع وصف الوضع بأنه مرعب لا بل رهيب، فالمبنى يستلزم صيانة وتأهيلاً، ويجب ان تتحمل كل جهة مسؤولياتها، فالمشهد مقزز لجهة الاوساخ والروائح حيث ان بعض المواد الموجودة في داخله منتهية الصلاحية منذ اكثر من ثلاث سنوات.
وبعد هذه الزيارة هناك قرارات ستتخذ إن على صعيد الادارة او على صعيد المبنى في حدّ ذاته ووضع البرادات والمستوردين والموردين. فالوضع غير مقبول إطلاقاً ويشكّل خطراً على صحة الانسان.
وقال: ما شاهدناه اليوم هو بمثابة غرف إعدام ويجب ان تتخذ قرارات على كل الاصعدة لمعالجة الامر.
اما ابو فاعور فقال: للاسف كلما توغلنا في ملف سلامة الغذاء كلما اكتشفنا اكثر فأكثر اننا نقيم فوق جبل من الفساد، وجبل من الاهمال وعدم المسؤولية في ادارات الدولة والمؤسسات العامة والخاصة.
وبعد ان عدد ابو فاعور ما ورد في التقرير الذي اعده فريق من مراقبي وزارة الصحة وشرح فيه واقع قسم الترانزيت ، وقسم تسليم واستلام البضائع للطيران وقسم الادوية، وعنبر تابع لشركة الميدل ايست،وواقع الشركة اللبنانية لتموين مطار بيروت الدولية LBACC.
واشار الى ان «منطقة الشحن وهيكلية المبنى غير مستوفية للشروط، وان قسما من المواد الغذائية محفوظة منذ العام 1995».
وقال: «هناك بضائع معدة للتلف ومبعثرة وهناك خلط للأدوية مع المواد الغذائية»، مضيفا «ان الأرضيات غير نظيفة والمواد الغذائية خارج البرادات، والزبدة في مرمى النفايات».
وتابع ابو فاعور: «الرائحة كريهة، وكأنك داخل مكب نفايات وليس في مستودع للطعام. السمك واللحوم والأدوية والنفايات كلها موجودة في المكان نفسه».
وأعلن «ان الوضع تحسن بنسبة 70 في المئة من يوم الجمعة ولغاية اليوم». وقال: «أعاني من صداع رهيب، وذلك كله بسبب الرائحة الكريهة داخل المستودع وهذا الامر غير مقبول، وحتى كيف يستطيع العمال ان يعملوا في هكذا مستودع».
«سأصدر قرار حجز لكل الادوية في المطار، ولن أسمح بدخولها الى لبنان لانه لا يجوز ان تخزن بالقرب من الأسماك واللحوم وفي برادات دراجات حرارتها مرتفعة جدا وغير مستوفية للشروط».
وأعلن ان هذه «زريبة» وليست مستودعات، هذه غرف إعدام لصحة المواطن اللبناني»، موضحا ان «درجة الحرارة 11 التي يجب أن تكون بين صفر و 4 درجات».
وأضاف أبو فاعور: اعرف ان هذا ليس من مسؤولية الشركات التي استوردتها، وانما هناك مسؤولية الهيئات الموجودة في المطار. وسأطلب وقف دخول كل هذه الأدوية وعدم السماح بدخول أي أدوية قبل استيفاء الشروط في هذه الأماكن.
وتابع: كما سأطلب من الجهات المختصة، ولا أعرف ضمن صلاحية مَن، الحجز على كل المواد الغذائية الموجودة في هذ الأماكن، ومنع دخول اي صنف من هذ المواد الغذائية الى البلد والى سوق الاستهلاك المحلي، وسأطلب الإقفال الفوري
وأضاف: أود أيضاً ان أطلب تحويل كل المسؤولين عن هذا الأمر الى القضاء، فهناك مسؤوليات على الدولة اللبنانية والشركات العاملة في المطار، يجب تحويل هذا الملف الى القضاء والنيابة العامة التمييزية وإحالة كل المسؤولين سواء كانوا رسميين او من مؤسسات خاصة، الى القضاء المختص لإصدار أحكامه في هذا الأمر.
شهيب
وفي سياق متصل من ضمن ملف سلامة الغذاء اكد وزير الزراعة اكرم شهيب، في مؤتمر صحافي، «استمرار الرقابة والمتابعة من قبل وزارة الزراعة ولن نتأخر عن منع استهلاك اي منتج لا يتوافق مع المعايير او غير مطابق لشروط السوق المحلي».
وقال: «لن يسمح بعرض أي منتجات للمصانع غير المطابقة بدءا من الشهر المقبل ولن نسمح بتصدير منتجاتها كما سنعلن أسماءها».
اضاف: «سحبنا الانذارات من بعض المصانع التي استجابت لكل المتطلبات، مشيرا الى «ان مهل المصانع الغذائية غير المطابقة تنتهي نهاية العام الحالي».
وأعلن شهيب «ان الادوية غير الصالحة تؤثر على الانتاج اللبناني كما على صناعتنا، ولا يمكن بيع الحليب واللبن مع الادوية الزراعية»، كاشفا انه «تم تحويل صيدلية زراعية في الدلهمية إلى القضاء».
وقال: «حددنا سعر الحليب للجميع، وطلبنا من كل المعامل التقيد باستلام الحليب الطازج من المزارعين».
وشدد شهيب «ان لبنان ليس مكبا لأي أحد»، متمنيا على التجار «عدم إدخال أي منتج غير صالح إلى لبنان».
وأعلن انه تم تحويل عدد كبير من الاسماء على القضاء في منطقة البقاع الاوسط لقطعهم الحطب.
خليل في المرفأ
من جهته قام وزير المالية علي حسن خليل بزيارة مفاجئة وبعيداً عن الاعلام لمرفأ بيروت قاصداً مديرية اقليم بيروت في الجمارك حيث التقى بعض الموظفين فيها مستفسراً منهم عن بعض الامور التقنية المرتبطة بأعمال الكشف على المستوعبات والشحنات المصدرة والمستوردة طارحاً جملة أسئلة محددة مع من التقاهم ثم انتقل الى باحة الكشف معايناً طريقة الكشف وكيفية سير العمل في المستوعبات هناك وحركة تخليص البضائع، بعدها انتقل الى العنبر رقم 19 حيث عقد لقاء مع الموظفين المسؤولين فيه لتبيان حقيقة ما يسأل عنه في ما يجري في مرفأ بيروت.
وعلى هامش جولته الميدانية قال خليل ما يجري اليوم جزء من تكوين ملف الجمارك عن وضع المرفأ والجمارك بشكل عام ولقد لاحظت أن هناك تحركاً لم أرتح له وكنت مضطراً الى المعاينة بشكل مباشر، واليوم شكلنا صورة أوسع عن الامر الذي كنا نتابعه وكل يوم سيكون هناك شيء جديد وسيكون للجمارك ملفاً كما للشؤون العقارية.
ورداً على سؤال عما إذا سيكون هناك فضائح اجاب هناك أمر كبير، من فضائح ومن محاسبة وتهمني المحاسبة بالدرجة الاولى لتصويب الأمور.