IMLebanon

الهرمل: أضرار في الخضار ومزارع الدواجن

DeadChicken
علي جعفر
انحسرت العاصفة الثلجية «زينة» بعد ان انعمت بخيراتها على المناطق اللبنانية كافة، وأعطت المياه الجوفية مخزوناً كافياً لعدد من السنوات القادمة في ظل شح للمياه كان سائداً منذ فترة طويلة.
هذه العاصفة التي استحقت لقبها عن جدارة وأعطت صورة منعشة للمستقبل وأطفأت عطش اللبنانيين، رافقها منخفض جوي شديد البرودة وموجة صقيع نادرة (8 درجات تحت الصفر ليلا) خلفّت بعض الأضرار الزراعية والاقتصادية في عشرات القرى، ما عكس هذه الصورة الايجابية الى صورة سلبية بالنسبة للمزارعين المتضررين في قضاء الهرمل وفي منطقة البقاع الشمالي. ولا يقتصر الامر على المزارعين فقط بل يمتد ليشمل الحركة الاقتصادية بشكل عام.
وينقسم موضوع الأضرار الى ثلاثة اقسام:
الأضرار الزراعية المباشرة او أضرار الخضار الشتوية وتضم اصنافا عدة هي: الخس، السلق، الفول، البازلاء، الفجل، البقدونس، الهندباء، والزعتر. تزرع في سهول الهرمل والقاع، وقد تضررت مساحات كبيرة جراء الصقيع تقدر بمئات الدونمات وخسائر بعشرات الملايين من الليرات.
أما الأضرار الزراعية التي تظهر لاحقاً (الاشجار المثمرة) فهي اشجار التفاح، اللوز، الكرز، الجوز وغيرها. وهذه الاشجار مزروعة في جرود الهرمل وقد تعرضت للتكسير والاقتلاع جراء العاصفة. ولا يمكن حصر الاضرار حالياً بسبب كثافة الثلوج (نحو 1.5 متر)، وعدم تمكن اصحابها من الوصول الى تلك القرى الجردية.
لكن بعض المواطنين الذين استطاعوا الوصول الى بعض القرى اكدوا وجود اضرار في الاشجار لا سيما تلك المزروعة حديثا منذ ثلاث او اربع سنوات.
وتبقى الاضرار الاقتصادية في مزارع الدواجن ومزارع الماشية إضافةً الى انفجار قساطل المياه ومحركات السيارات وشلل الحركة التجارية. وهي اضرار مباشرة وغير مباشرة. تقدر الخسائر التي ضربت هذه القطاعات في الهرمل وفي البقاع الشمالي بمئات الملايين حيث تنتشر نحو 5 مزارع للدواجن في قرى سهلات الماء، الكواخ، حوش السيد علي، في الهرمل، و8 مزارع في قرى القاع، الفاكهة، سهل اللبوة ـ العين، في البقاع الشمالي، اضافة الى العشرات من مزارع الماشية. وقد نفق عدد كبير من الطيور ورؤوس الماشية جراء الصقيع. اضافة الى تضرر شبكات المياه في قضاء الهرمل وتوقف حركة المطاعم على ضفاف العاصي وشُلت الحركة التجارية.
الى ذلك يؤكد مزارعون متضررون ان الاضرار الناجمة عن الصقيع تختلف بين مزارع وآخر، لكن القاسم المشترك بينهم هي تلك الخسائر المادية التي اغرقتهم في الديون مجدداً.

حسرة كبيرة

المزارع حسين مناع ينظر بحسرة كبيرة الى ارضه المزروعة بمختلف انواع الخضار الشتوية في سهل الهرمل وقد «احترقت» (بحسب تعبيره زراعياً) بفعل الصقيع، ويمني نفسه بأن الدولة سوف تعوض عليه خسارته، لكنه يستدرك ويقول: «الاجهزة الرسمية المعنية بالتعويض أصابها شح الاهتمام بنا منذ زمن طويل، لذلك هذه الخسارة برسم جميع الفعاليات والمراجع».
حسن جعفر (صاحب مزرعة دواجن) يكشف ان «هناك بعض الاضرار في قطاع تربية الدواجن. لكنها ليست كبيرة نظراً الى تجهيز المزارع بوسائل التدفئة، ولكن برغم ذلك شهدت المزارع حالات نفوق للطيور من شدة الصقيع». ويضيف: «لا نعول كثيراً على موضوع التعويضات لأننا تعرضنا منذ عامين لخسائر كبيرة ايضا جراء تدني درجات الحرارة ولم نلق اي تجاوب من الجهات المعنية».
محمد ناصر الدين من جرود الهرمل يكشف ان «الأضرار في الاشجار المثمرة لم يتم حصرها حالياً، لكن هناك اضرارا مؤكدة في اشجار التفاح واللوز والجوز في جميع قرى الجرود، لا سيما القرى العالية حيث تبلغ سماكة الثلوج اكثر من مترين. ويوضح أن «في القرى المنخفضة نسبياً هناك بعض الاضرار في مختلف الاشجار لا سيما الزيتون الذي تعرض للتكسير».
من جهة ثانية، يؤكد عدد من المزارعين ان الأضرار الحقيقية لم تتكشف بعد بانتظار ذوبان الثلوج والجليد وارتفاع درجات الحرارة حتى يتمكنوا من حصرها بشكل دقيق.