IMLebanon

400 شاب غادروا الشمال للقتال في سوريا… السفير: أبو مالك التلي يواجه عاصفة الشتاء وعاصفة “داعش”

lebanon da3esh isis

تواصل وحدات الجيش اللبناني بالتنسيق مع باقي المؤسسات الأمنية إجراءاتها الوقائية في معظم المناطق اللبنانية، وخصوصا في منطقة الشمال، في ظل تقديرات أمنية عن وجود انتحاري ثالث ينتمي إلى مجموعة الإرهابيين طه الخيال وبلال مرعيانة اللذين فجرا نفسيهما بأحد مقاهي جبل محسن قبل أسبوع، وكان مقررا أن يفجر نفسه بحزام ناسف، قبل أن يتوارى عن الأنظار.

وقالت مصادر أمنية لـ”السفير” إن قائد “جبهة النصرة” أبو مالك التلي الذي يواجه مأزق عاصفة الشتاء الطبيعية وعاصفة الضغط المتصاعد من تنظيم “داعش” من أجل مبايعته، أوعز إلى الإرهابيين شادي المولوي وأسامة منصور بتكثيف العمليات العسكرية ضد الجيش اللبناني، وخصوصا في طرابلس والشمال.

وأشارت المصادر إلى أن المولوي ينسق التحركات اللوجستية من مكان وجوده في مخيم عين الحلوة، فيما يتولى أسامة منصور (من عين الحلوة أيضا) ما يسمى “الدليفري”، أي توزيع العبوات الناسفة والأحزمة الانتحارية.

وبيّنت التحقيقات التي أجريت حول التفجير الانتحاري المزدوج في جبل محسن أن الانتحاريين طه الخيال وبلال مرعيانة والانتحاري الثالث المتواري كانوا من ضمن مجموعة المولوي ـــ منصور، وقد غادروا التبانة معا بعد دخول الجيش اللبناني إليها وتوجهوا إلى منطقة القلمون السورية حيث خضعوا هناك لتدريبات عسكرية وعادوا بعدما طُلب منهم تنفيذ عملياتهم الانتحارية.

ولم تستبعد المصادر وجود رابط سابق بين هؤلاء الثلاثة وبين منذر الحسن الذي قتل في السادس من رمضان الماضي في طرابلس بعد مداهمة قوى الأمن الشقة التي كان يتحصن فيها في مجمع “سيتي كومبلاكس” في عاصمة الشمال.

وتشير المعلومات إلى أن نحو 400 شاب غادروا منطقة الشمال عموما للقتال في سوريا إلى جانب التنظيمات الإرهابية منذ بدء المعارك هناك (قبل أربع سنوات)، منهم من عاد بعد فترة، ومنهم من أعلن عن مقتله، ومنهم من يعتبر في عداد المفقودين، ومنهم من يستمر بالتواصل مع عائلته.

وتردد أنه في العام 2014 وحده توجه إلى سوريا نحو 200 شاب شمالي، معظمهم تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 22 عاما، وهم ينقسمون إلى قسمين:

الأول، يلتحق بتنظيم “داعش”، وبينهم أحد أبناء طرابلس ويدعى (ف. ش) الذي يتولى توزيعهم على المعسكرات ومن ثم “الجبهات”، فضلا عن اختيار الانتحاريين الذين يتم استخدامهم في عمليات انتحارية في العراق أو سوريا. وقد نعت عائلات طرابلسية وشمالية منذ تشرين الأول الماضي نحو 11 شابا قضى معظمهم في عمليات انتحارية داخل الأراضي السورية.

القسم الثاني، يلتحق بـ “جبهة النصرة” في القلمون السوري عبر جرود عرسال بواسطة وسطاء ومهربين، حيث يتم تدريبهم وتجنيدهم على العمليات الانتحارية.

وتشير إحصاءات غير رسمية إلى أن عدد الذين قتلوا في سوريا والعراق يصل إلى 65 شخصا، بينهم 13 شخصا قتلوا دفعة واحدة في كمين تلكلخ، واثنان من مخيم نهر البارد، فضلا عن نحو 10 أشخاص من جبل محسن وقرى علوية في عكار خلال قتالهم إلى جانب الجيش السوري.

وبحسب مرجع أمني لبناني، فإن الوضع في طرابلس في ضوء المداهمات الأمنية اليومية المستمرة، بالتزامن مع “عملية رومية” يشي بحدوث تحركات مريبة تتجلى في قيام بعض المجموعات بمحاولة توتير الوضع، عبر إلقاء القنابل الليلية في أكثر من مكان والاعتداء على بعض النقاط العسكرية، غير أن اللافت للانتباه، يضيف المرجع، هو تعاون الأهالي في معظم المناطق مع الإجراءات الأمنية، الأمر الذي ساعد في الساعات الماضية في توقيف شخصين من المتهمين بالاتصال بمجموعات إرهابية فيما تجري ملاحقة (ع. ع.) الذي ضُبط في منزله، أمس الأول، حزام ناسف وذخائر.

وإذا كان المرجع الأمني قد شدد لـ “السفير” على أن الوضع ممسوك أمنيا، إلا انه أعرب عن خشيته من أن تكون هناك محاولات لضرب استقرار طرابلس والشمال، لا بل كل لبنان، من خلال تحريك بعض الخلايا الانتحارية التي تدور في فلك “داعش” و “النصرة”، وهذا ما أكدته اعترافات بعض الموقوفين.

وربط المرجع الأمني تلك الخلايا بشادي المولوي وأسامة منصور، مؤكدا في الوقت نفسه أنهما موجودان في مخيم عين الحلوة، وسبق للمولوي أن دخل إلى المخيم بسيارة أجرة وكان حليق الذقن ومتنكرا بزي امرأة محجبة.