IMLebanon

اليمن في قبضة الحوثيين بعد سقوط القصر الرئاسي

houthis-rebels-yemen-sanaa

سيطرت جماعة “أنصار الله” الشيعية أو الحوثيين على القصر الرئاسي في صنعاء، بعد يوم من المعارك العنيفة بين الحوثيين وحرس القصر، وقد تحدثت معلومات صحافية عن أنّ الرئيس عبد ربه منصور هادي “فقد السيطرة” على الأوضاع  في البلاد.

وبرّر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي انقلابه بإتهامه للرئيس اليمني بحماية الفساد كما كان متوقعاً، إذ توقع المحللون في وقت سابق أن يعيد الحوثي كلامه عن الفساد الذي كرّره مراراً، وذلك لتبرير أفعال الحوثيين بفساد الآخرين، ليفرض مطالبه ومطالب جماعته، ويبرّر استيلاءه على حكم اليمن.

وانتقد الحوثي السلطة الشرعية في البلاد، وتعاطي الرئيس اليمني مع مخرجات الحوار اليمني، موضحاً أنّ مخرجات الحوار كانت تمثل أهمية يمكن البناء عليها لبناء يمن جديد، وقال: “التصعيد الثوري حقق مكاسب مهمة، وعلى رأسها وثيقة الحوار، وهو يمثل كل أطياف الشعب”.

هذا واتهمت وزيرة الإعلام اليمينة ناديا السقاف “ميليشيات” لم تسمها بمحاولة الإطاحة بالحكم، وذلك بعد ساعات من دعوة الرئيس اليمني ممثلي الأحزاب الموقعة على “اتفاق السلم والشراكة الوطنية” إلى اجتماع لمناقشة الخلافات.

وقال حراس في القصر الرئاسي الذي يضم المكتب الرئيسي لهادي إنّهم “سلموا المجمع للحوثيين بعد اشتباك قصير”، فيما قال شهود عيان إنّ اشتباكاً دار لفترة وجيزة بين قوة من الحوثيين وحرس القصر، مؤكدين استيلاء الحوثيين على عربات مدرعة كانت تحرس مداخل القصر.

وفي المواقف، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى وقف فوري للمعارك في اليمن، معرباً عن “قلقه الشديد” حيال الأزمة في هذا البلد. كما دان مجلس الامن الدولي هجمات الحوثيين، مؤكداً دعمه للرئيس هادي.

وكانت وزيرة الإعلام اليمنية أعلنت في تغريدة على موقع “تويتر”، عن أنّ منزل هادي تعرض لقصف من جانب عناصر مسلحة متمركزة في البيوت المجاورة، من دون أن تذكر الحوثيين بالاسم.

الى ذلك، أكدت وزارة الصحة اليمنية سقوط تسعة قتلى على الأقل وجرح ما لا يقل عن 67 آخرين، نتيجة المعارك التي اندلعت في محيط القصر الرئاسي أمس الاثنين، ولم تتضح حصيلة الضحايا الذين سقطوا في المعارك اليوم الثلاثاء.

وكان الرئيس اليمني ترأس صباح اليوم الثلاثاء، اجتماعاً ضم هيئة المستشارين من القوى السياسية والحزبية واللجنة الأمنية العليا، بحضور مستشاره عن الحوثيين، حيث أعرب خلاله عن “أمله في أن تعي كل القوى السياسية حجم المشكلة وأثرها على مستقبل اليمن والعملية السياسية، وفقاً لمخرجات الحوار الوطني الشامل واتفاقية السلم والشراكة الوطنية”.

ودعا هادي إلى اجتماع عاجل للموقعين على “اتفاق السلم والشراكة الوطنية” (الذي وقعته الأحزاب اليمنية في أيلول الماضي) واللجان الأمنية والميدانية لحل كافة الخلافات المطروحة، وفقاً لما هو منصوص في الاتفاقات الموقعة.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” إلى أنّه “خلال الاجتماع، تحدث مستشار رئيس الجمهورية رئيس المجلس السياسي لـ”أنصار الله” ورئيس لجنة وقف إطلاق النار، صالح الصماد، مستعرضاً جملة من القضايا محل البحث والمطلوب حلها وتضمنت عدد من النقاط جرى النقاش والتداول حولها”.

وكان التوتر بين “أنصار الله” والرئيس اليمني ارتفع الأسبوع الماضي بعد اعتراض الحوثيين على مسودة الدستور الجديد للبلاد، التي تكرس تقسيم اليمن، وقيامهم باحتجاز مدير مكتب هادي والمرشح السابق لرئاسة الوزراء أحمد عوض بن مبارك.