IMLebanon

الثلوج ثروة مهدورة في الضنية … تطلّعات لمشاريع سياحية واعدة والمطلوب مساعدة وزارة السياحة واهتمامها الجدّي

DoniyehSnow

نظيم الحايك

التوقعات التي أطلقها بعض خبراء الطقس في العام الماضي، بأن لبنان يتجه تدريجيا نحو التصحر بسبب قلّة الأمطار والثلوج التي تساقطت وتسبب ذلك بأزمة مياه حادة انعكست سلبا على مياه الشفة والري، ولكن هذه التوقعات التي ضجّت فيها وسائل الإعلام، ذهبت كلها أدراج الرياح بفعل الكميات المتساقطة من الأمطار والثلوج والتي عوّضت عن العامين السابقين. والثلج هو المصدر الأساسي للمياه في العديد من المناطق ومنه تتغذى الينابيع وعلى تساقطه تعيش العديد من العائلات اللبنانية جرّاء توافد السياح العرب والأجانب الى مراكز التزلج المنتشرة في الأرز وفاريا وغيرهما، وهي المناطق الوحيدة التي استطاعت استغلال الكميات المتساقطة من الثلوج وتحويلها الى مراكز عالمية للسياحة الشتوية.
أما في منطقة الضنية وهي المشهورة بشتائها القاسي ولا تفارق الثلوج قممها وبصورة خاصة القرنة السوداء، فإن سكانها يستبشرون خيراً بتساقط الثلوج، ويتشاءمون إذا كانت الكمية المتساقطة قليلة أو معدومة كما حصل في العام الماضي.
والظاهر حتى الساعة ان موسم هذا العام سوف يكون وفيراً لتكوين وتخزين كميات كبيرة من المياه في الينابيع المنتشرة بمحاذاة الجبال والتي تستعمل مياهها صيفاً في ري الأراضي الزراعية والشفة في بعض القرى.
إلا أنه حتى الساعة لم يجرِ التخطيط الصحيح للإستفادة من هذه الثروة الطبيعية ولم يخطر ببال أحد استثمار أو إنشاء محطة تزلج لاجتذاب السياح، كما ان الدولة لم تسعَ للإستفادة من كميات المياه المهدورة في وقت تعاني العديد من القرى العطش والجفاف، بإستثناء مشروع واحد هو سد بريصا الذي لم يكتمل وتشوبه الكثير من الأخطاء إلا ان المنطقة تتسع لأكثر من مشروع كهذا بفضل طبيعتها الجغرافية الملائمة وكثرة الينابيع التي تزيد عن مئتي نبع. وإن كان تساقط الثلوج يشكّل احتياطاً كبيراً للينابيع، فهو كذلك يساعد المزارعين في التخلص والقضاء على بعض الأوبئة التي تفتك بالأشجار المثمرة، ويؤكد بعض المهندسين والمزارعين من ذوي الخبرة ان هناك أنواعاً من الحشرات المضرّة لا يمكن القضاء عليها بالمبيدات والأدوية الزراعية بينما يؤدي البرد الشديد والثلوج الى القضاء عليها ويمنع تكاثرها.
السياحة الشتوية
لم تتمكن الضنية حتى الساعة من استغلال الثلوج لإنشاء مرافق سياحية شتوية، وهي مسؤولية كبيرة على المتموّلين من أبناء المنطقة الذين يفضّلون استثمار أموالهم خارج الضنية بإستثناء بعض الأشخاص الذين لا يصل عددهم أكثر من أصابع اليد الواحدة. بالرغم من الاستثمار في هذه الأمور مضمونة نتائجه إذا ترافق مع خطة سياحية متكاملة ولكن الحظ العاثر لهذه المنطقة وغياب وزارة السياحة عن دعم أي مبادرة وإحجام المتموّلين وخصوصاً الشماليين منهم عن الاستثمار في الشمال ككل يؤدي الى ركود اقتصادي لا مثيل له، ومن ضمنه انتشار البطالة بشكل خطير بين صفوف الشباب الشمالي. وسبق ان طالبت فعاليات المنطقة ونوابها والعديد من البلديات الحكومة ووزارة السياحة تحديدا المساعدة في العمل على إنشاء مركز للتزلج ولكن دون جدوى. هذا الأمر دفع السيد محمد جواد فتفت الى العمل مع بعض المستثمرين الى اعداد مشروع متكامل يتضمن انشاء تلفريك سياحي بين بلدة سير وجبل الأربعين ومركزا كبيرا للتزلج في جرد النجاص وبركة عطارة. وهذا الأمر حسب ما يقول المسؤول الإعلامي في جمعية الضنية السياحية معتز هوشر «كفيل بادخال الضنية الى جنة السياحة الشتوية لأن المرافق المقترحة يمكنها استقبال السياح اللبنانيين والعرب مدة طويلة لا تقتصر على فصل الشتاء خصوصا ان المنطقة المنوي إقامة فيها هذه المراكز تتمتع بطبيعة إستثنائية تصلح للسياحة صيفا وشتاء».
واعتبر هوشر ان الضنية تحتاج الى مشاريع أخرى لتحقيق نهضة سياحية متكاملة ، وتساهم في نهضة اقتصادية طال انتظارها لأن اعتماد المنطقة على السياحة تطوّر كثيرا في السنوات العشر الأخيرة بعد تراجع الزراعة بشكل كارثي.ومن الظلم أن لا يتم استغلال الثلوج المتساقطة في مشاريع الري والسياحة على السواء لأنها ثروة حقيقية ولكنها تحتاج الى من يحسن استغلالها.