أكّد رئيس كتلة “المستقبل” النيابية الرئيس فؤاد السنيورة أنّ الوزير الشهيد محمد شطح أراد العودة إلى لبنان للمشاركة في صنع مستقبله رغم كل العقبات والصعاب، فكان الزورق الحقيقي الذي استطاع لبنان من خلاله معالجة مشكلة التضخم المالي.
كلام السنيورة جاء خلال ندوة في الذكرى الأولى على استشهاده شطح في الجامعة الأميركية، لافتًا الى أنّ لبنان على مفترق هام فلنغتنم الفرص المتاحة ونفسح المجال للتصرف المسؤول وتغليب المصالح الوطنية على المصالح الضيقة.
وأضاف: “ما جرى أمس في شوارع بيروت قبيل إطلالة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ليس مقبولاً أو مسموحًا، حيث تحوّلت ساحات المدينة الى ساحات للرعب، ونرفض ما جرى لأنّه لا يخدم القضية التي يرفع الحزب لواءها ولا قضايا لبنان ولا قضايا الشعب اللبناني، وأتمنى على السلطات الأمنية والقضائية ملاحقة المخلين بالأمن والمعتدين على حرية الناس”.
وتطرّق الى الكلام الذي قاله نصرالله، لافتًا الى أنّه كلامًا متسرّعًا ومخالف للبنان الذي أكّد على الإلتزام بالقرار 1701، مؤكّدًا أنّ الحزب ليس مفوّضَا عن الشعب اللبناني. وتابع: “لقد سقطت إتّهامات التخوين ولن نتخلّى عن حقّ فلسطين ولن نسلّم الراية لمن يريد خطفها، ولا نقبل بمصادرة حقنا في الكلام والتفكير والحرية. تشاركنا في لبنان على أساس التساوي في الحقوق والواجبات ولا نقبل بتحويله الى أرض سائبة”.
السنيورة حذّر من أنّ الظروف دقيقة وخطيرة من خلال الأحداث التي تحصل من حولنا، مشيرًا الى أنّ هناك من يدفع بلبنان الى العاصفة الهوجاء، وقال: “إلا أننا سنبقى مؤمنين بعودة الدولة ومؤسّساتها وهيبتها على كامل الأراضي اللبنانية. فالصعوبات التي تواجه لبنان الى زوال ولن نسمح باغتيال محمد شطح مرّة ثانية، ونتمسّك بكلّ ما قام به لإعلاء شأن الدولة وسيادتها”.
وبدت علامات التأثر على وجه السنيورة والدموع لم تفارق عينيه كلّما تحدّث عن شطح، مذكّرًا بأنّ عقل شطح وكل من اغتيلوا هو عقل المصلحة الوطنية والحكم الصالح، ومن يعمل عكس ذلك لا يريد الإستقرار والإزدهار للبنان. وأضاف: “شطح كان صادقا مع نفسه ومحيطه. ساهم في القرار 1701 وإعداد المحكمة الدولية والدفاع عن حقوق لبنان فيما يتعلق بالمنطقة الخالصة، شطح كان حاضرًا في معظم اللقاءات مع جميع المسؤولين الذين كانوا يزورون لبنان وكنا نزورهم، ووجوده الى جانبي شكّل إضافة ممتازة الى العمل في الشأن العام. شكّل انضمام شطح الى فريقنا قيمة مضافة حقيقية لشمولية آفاقه وقدرته على ابتداع فكر جديد من خارج المعتاد”.
وختم السنيورة: “عزاؤنا أنّ قناعتنا لن تتغيّر ولن نخضع أو نيأس لإرادة الخصم الوطني مهما صعبت الظروف والمشقات، ومهما طالت سنظلّ نعمل في ظلّ الدولة والمؤسسات لصون الوطن”.