وضعت أوساط سياسية مراقبة المواقف الأخيرة لـ”حزب الله” بشأن تمسكه بالنائب ميشال عون مرشحاً وحيداً للرئاسة في إطار دغدغة عواطف الأخير للإبقاء على التحالف معه قائماً، ولقطع الطريق على أي تفاهمات قد تحصل بشأن الاستحقاق الرئاسي، في المفاوضات الجارية بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”.
وفي هذا السياق، أشار عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب فادي كرم في حديث لـ “السياسة”، إلى أن “المفاوضات بين القوات والتيار الوطني الحر مستمرة، ولن تتوقف عند موضوع رئاسة الجمهورية”، مؤكداً أن العماد عون ورئيس حزب “القوات” الدكتور سمير جعجع ما زالا مرشحين للرئاسة، وأن “القوات تطرح حلولاً للموضوع الرئاسي على عون وتنتظر ضوءاً أخضر في شأنها”.
واعلن كرم إن “الحوار مع التيار يناقش ملفات كثيرة، بصرف النظر عن مقاربة الاستحقاق الرئاسي”، معتبراً أن تصريحات ومواقف “حزب الله” لن تؤثر على الحوار سيما “أنه يعالج كل الملفات الخلافية بين القوات والتيار، وهناك تقارب كبير في عدد من المسائل”.
واشار إلى أن “حزب الله” لديه أزمات كبيرة، وهناك العديد من القوى السياسية التي تشعر بالضرر من أي تقارب مسيحي-مسيحي، “وقد يكون الحزب من بينها، ولذلك نشهد منه ومن غيره بعض التصريحات المتوترة، فهذا الحزب يخوض منذ فترة طويلة معركة إقليمية بالنيابة عن إيران، المنشغلة بمفاوضاتها بشأن ملفها النووي، كما أن أمينه العام يحاول توحيد كل الجبهات كما قال- ولا يعترف بحدود سياسية بين الدول ويعتبر الساحات العربية مفتوحة لمصلحة المشروع الإيراني في المنطقة”.
وخلص كرم إلى أن “الحزب يعرقل انتخابات رئاسة الجمهورية ويسعى عبر عدم تسهيلها إلى فرض التفاهم على الرئيس الجديد، وإلى جعل الانتخابات بالنسبة إليه مسألة مبايعة لا أكثر”.