IMLebanon

أفغان من سجون إيران إلى القتال في سوريا

Untitled-1

لم يتوان نظام بشار الأسد عن الاستعانة بالمقاتلين المرتزقة الذين غصت بهم ساحات القتال في سوريا، والذين يغرون بالمال للقتال دفاعاً عن وجود نظام دمشق واستمراره، وللتعويض بهم عن النقص الحاد الذي ألم بالجيش إثر انهيار ما يقارب ثلثي بنيته العددية بسبب ما تكبده من خسائر بشرية فادحة، وانشقاقات متتالية واعتكاف عشرات الآلاف عن استكمال خدمتهم العسكرية.

وعمل شركاء النظام وخاصة إيران منذ وقت مبكر من تحول الثورية السورية من مرحلة السلمية إلى المسلحة، على تأمين أولائك المرتزقة الذين تم تشكيلهم ضمن ألوية وجيوش متعددة، تعود جنسيات عناصرها إلى أصول عربية وأجنبية مختلفة يجمع في ما بينها عامل عقائدي ديني واحد، ومن بينها كتائب المقاتلين الأفغان التي ذاع صيتها في القتال على أرض حلب وريفها. ويقدر عدد المقاتلين الأفغان الذين وصلوا إلى الشمال السوري بـ1000 مقاتل موزعين على جبهات “الراشدين” الجنوبية و”الشيخ نجار” و”سيفان” و”البحوث العلمية”، وهم استقدموا على دفعات وصلت من طهران إلى مطار اللاذقية مباشرة. وكان أول ظهور واضح لوجود المقاتلين الأفغان واشتراكهم في القتال على جبهات حلب وريفها في أواخر شهر أيار الماضي، في أثناء حملة النظام التي استطاع من خلالها فك الحصار عن سجن حلب المركزي. وذكر أبو بدر أحد القادة في “كتائب النصر” من ريف حلب، أنه تم أسر عنصرين من كتائب الأفغان خلال المعارك التي اندلعت أخيراً في رتيان والملاح وباشكوي وحردتين، إضافة لمقتل أربعة عناصر منهم. ولفت المصدر إلى أن التحقيقات التي أجريت خلال الأيام الماضية مع الأسرى، بيّنت أن المقاتلين الأفغان تم تجنيدهم من السجون الإيرانية مباشرة، حيث كانوا يقضون أحكاما لأسباب جنائية. وحرصت إيران على تجنيد الأفغان من الطائفة الشيعية على وجه التحديد ضمن صفوف المرتزقة المقاتلين في سوريا، الذين شاركوا في القتال ضمن تشكيلات المرتزقة العراقيين كلواء أبي الفضل العباس قبل أن يتم تشكيلهم في كتائب تقتصر على جنسيتهم فقط ويقوم بقيادتها ضباط إيرانيون بشكل حصري.

وتعمد السلطات الأمنية الإيرانية إلى توقيع عقود مع أولائك السجناء للقتال في سوريا لمدة عامين على الأقل، مقابل الاعفاء من مدة الحكم المتبقية لكل سجين. كما نصت العقود على دفع رواتب لهم تبلغ 60 الف ليرة سورية أي ما يعادل 300 دولار أميركي في الشهر الواحد تقوم السلطات السورية بدفعها لهم. ويتولى ضباط إيرانيون من الحرس الثوري تدريب الكتائب الأفغانية على حرب الشوارع والمدن وفك وتركيب السلاح الخفيف الذي غالباً تنحصر مهماتهم القتالية في استخدامه فقط دون السلاح المتوسط والثقيل، إضافة إلى تلقينهم تعاليم دينية صارمة. ولفت المصدر إلى أنه لا سلطة لضباط النظام السوري على أولائك المقاتلين أو غيرهم من الميليشيات المستقدمة للقتال في سوريا حسبما بينت التحقيقات، وتقتصر علاقتها مع قيادات النظام على أمور الإمداد والتنسيق أثناء القتال، وغالباً توكل لكتائب الأفغان مهمات هجومية وخاصة في حالات الالتحام المباشر والاقتحامات الخطرة. عرف عن أولائك المقاتلين شراستهم المفرطة ونهجهم الإجرامي الواضح بحالتهم المتعطشة للدماء. ورجح المصدر أن ذلك عائد لأسباب عقائدية حيث يظن أولئك العناصر أنهم كلما قتلوا أكثر زاد ثوابهم في الآخرة وامتلكوا مفاتيح الجنة، حسب اعتقادهم.

وبرغم الاعتقاد السائد أن المقاتلين الأفغان عادة يلتحقون بالجهاد ضمن صفوف الفصائل القريبة من نهج “القاعدة” كـ”النصرة” و”داعش”، إلا أنه لا وجود يذكر لهم على أرض سوريا إلا في صفوف الكتائب المدافعة عن النظام، وذلك نتيجة قاعدة فقهية توجب قتالهم في أرضهم كأولوية أوجبها الشرع، بدلاً من الذهاب إلى بلدان أخرى للجهاد فيها.