IMLebanon

فضيحة «بتروبراس» تحبط سوق سندات أمريكا اللاتينية

PetroBras

فيفيان رودريجز وجو ليهي

قرار وكالة موديز الأسبوع الماضي تجريد شركة النفط البرازيلية بتروبراس من مرتبة التصنيف الممتاز للسندات، وخفضها درجتين إلى منطقة السندات الخطرة، أشعل فتيل عمليات بيع حادة في أسواق البرازيل، وأثار احتمال حدوث تداعيات أوسع للمستثمرين في سندات الشركات في أمريكا اللاتينية.

جلب النمو السريع في المنطقة في العقد الماضي موجة جديدة من الشركات والمقرضين والمستثمرين في أسواق السندات الرأسمالية، في الوقت الذي ارتفعت فيه احتياجات التمويل بشكل حاد.

غير أن أسواق السندات المحلية لا تزال صغيرة بالنسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي، ويبقى الجزء الأكثر تطورا هو السندات الحكومية. ونتيجة لذلك أصبحت سوق السندات الرأسمالية الأمريكية، بما لديها من سيولة وافرة والتجمع المتنوع من المستثمرين على المدى الطويل، الوجهة الأولى لأكبر الشركات المقترضة في المنطقة.

يتساءل المستثمرون الآن ما إذا كان الهبوط المذهل لشركة بتروبراس من الحظوة – في أعقاب فضيحة فساد – هو حالة معزولة أو ما إذا كانت أزمتها ستلقي ظلا طويلا على آفاق أخرى، لشركات مقترضة كبيرة في أمريكا اللاتينية. يقول جيسون برادي في “ثورنبيرج” لإدارة الأصول “يعتبر هذا وضعا معقدا لشركة كبيرة جدا، لديها سندات في محافظ جميع أنحاء العالم، التي لديها فعلا إمكانية الإضرار بأكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية.

هناك كثير من مديري السندات الذين يركزون اهتمامهم الوثيق على ما يحدث مع هذه السندات، وأي نوع من التداعيات التي يمكن أن تترتب على هذا الأمر”.

شركات أمريكا اللاتينية باعت ما قيمته 423.8 مليار دولار من السندات في الولايات المتحدة منذ عام 2006 (السندات المقومة بالدولار التي صدرت في الولايات المتحدة من قبل الشركات العالمية والمعروفة باسم سندات “يانكي”) حيث عرضت شركة بتروبراس وحدها ما قيمته 42.4 مليار دولار من الأوراق المالية.

وكانت “بيميكس” الشركة المكسيكية الوحيدة التي عرضت ما هو أكثر خلال الفترة نفسها، أو 43.4 مليار دولار، وفقا لوكالة ديلوجيك.

مرتبة التصنيف الممتازة لسندات شركة بتروبراس وعائداتها الأعلى من تلك التي توفرها معظم نظيراتها في الدول المتقدمة، تعني أن سندات الشركة وجدت طريقها إلى عدد كبير من المحافظ الاستثمارية، مع اصطفاف المستثمرين لاقتناص الأوراق المالية في المزادات.

عندما باعت شركة بتروبراس سندات بقيمة 11 مليار دولار في أيار (مايو) 2013، أكبر بيع منفرد لسندات الشركات من قبل شركة أسواق الناشئة، اجتذب العرض ما قيمته 50 مليارا من طلبات الشراء، بنحو 30 في المائة من الأوراق المالية التي بيعت لمستثمرين في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط.

منذ ذلك الحين، هبطت بعض السندات القياسية للشركة بأكثر من 20 في المائة، حيث إن السندات التي يقع تاريخ استحقاقها في عام 2021 وصلت إلى أدنى مستوى لها بمعدل 87.66 سنتا الأسبوع الماضي، بعد خفض التصنيف الائتماني لها من قبل وكالة موديز، وذلك وفقا لوكالة بلومبيرج.

العائد على السندات المتداولة ارتفع إلى 8.03 في المائة، بعد أن كان عند مستوى منخفض عند 4.1 في المائة في آب (أغسطس) الماضي.

شركة بتروبراس لا تزال تحمل تصنيفات الدرجة الاستثمارية الجيدة لدى وكالتي فيتش وستاندرد آند بورز، ولكن في حال إجراء تخفيض آخر على تصنيفها، فإن هذا يمكن أن يؤدي إلى مزيد من البيع، لأنه من غير المسموح لعديد من المستثمرين من المؤسسات اقتناء السندات التي تصنَّف على أنها خطرة.

أسهمت عمليات البيع في توسيع الضعف في أسواق السندات في أمريكا اللاتينية. تمثل الشركة نحو 4 في المائة من مؤشر CMBI لسندات الشركات في أمريكا اللاتينية في بنك جيه بي مورجان، التي حققت عوائد سلبية إجمالية تبلغ نحو 0.4 في المائة منذ تموز (يوليو) الماضي، مقارنة بأرباح نسبتها 0.5 في المائة لسندات شركات الأسواق الناشئة الواسعة في نفس الفترة.

يقول كلايتون رودريجز من براديسكو لإدارة الأصول في ساو باول “لسوء الحظ، أدت مسألة شركة بتروبراس هذه إلى العدوى في أسواق الأصول الأمريكية (للسندات البرازيلية)”،.

في البرازيل، حيث يتم اقتناء سندات الشركات المحلية بإحكام من قبل المصارف المحلية ومديري الصناديق، كانت التقلبات في سندات “بتروبراس” أقل حدة مما كانت عليه في الأسواق الخارجية.

كان معظم المستثمرين يفضلون سوق السندات الحكومية قصيرة الأجل والأكثر سيولة، مع التركيز الآن على ما إذا كانت الرئيسة ديلما روسيف ستكون قادرة على حل مشكلات الشركة، ووضع إدارتها المالية للبلاد على المسار الصحيح.

إذا عملت البرازيل على تنظيف “بتروبراس” وتلبية أهدافها المالية العامة، فإن الاتجاه الصاعد سيكون كبيرا، كما يقول رودريجز، ولكن الفشل قد يقضي على البرازيل بمزيد من ضعف الأداء.

يختلف بعض المستثمرين حول ذلك. فهم يقولون “إن المخاوف من فترة بيع طويلة في البرازيل، وسندات الشركات في المنطقة ليس لها ما يبررها”.

وبالنسبة لمعظم العقد الماضي، حالات الاضطراب الكبيرة في سندات الشركات في أمريكا اللاتينية – مثل انهيار إمبراطورية الملياردير البرازيلي إيكه باتيستا، وحالتين من الإعسار بين شركات بناء المساكن في المكسيك- كانت نادرة. إن تأثيرها محلي بحيث إن أي عمليات بيع واسعة كانت تعرض مكافآت للمشترين من ذوي الأفق الاستثماري الطويل.

يقول باولو فاله من مانيولايف لإدارة الأصول “بعض التحديات التي تواجهها شركة بتروبراس والبرازيل والبلدان الأخرى في أمريكا اللاتينية، تأتي من أمور لا يستطيعون السيطرة عليها، مثل أسعار النفط، والتباطؤ الاقتصادي في الصين، والدولار القوي.

الأسواق ليست صبورة، وتريد النتائج بصورة فورية. أنا مستثمر متخصص، حيث إني أرى أماكن الفروق في العوائد على هذه السندات، وأقول بصدق إنه إذا كانت ميزانيتي للمخاطر تسمح لي بذلك، فقد أفكر، في الواقع، في زيادة تعاملاتي في هذه السندات”.