IMLebanon

هل تنتقل رئاسة “الكتائب” الى سامي الجميل؟!

Samy-gemayel1

 

يسعى حزب “الكتائب اللبنانية” جاهداً إلى تجديد حيوّيته لا هويته، بعدما ناهز الثمانين من عمره وغزا الشيب رؤوس قياداته “الرمزيّة”. فهل يستعيد شبابه مع النائب الثلاثيني سامي أمين الجميّل الذي من المرجّح أن يتولى رئاسة الحزب “المخضرم” الذي تختصر “سيرته الذاتية” مسيرة لبنان في صعوده وهبوطه منذ ما قبل الاستقلال؟

ومع التقديرات بأن “الشيخ أمين” يتجه إلى “التقاعد” الحزبي، وليس السياسي، إفساحاً امام نجله الذي صعد نجمه في الأعوام القليلة الماضية، لا تبدو الطريق معبّدة بالكامل أمام انتقال “سلس” من الأب لابنه خلال المؤتمر العام لـ”الكتائب” الذي لم يُحدد موعده بعد، ولكنه مرجّح بين حزيران وتموز المقبلين، في ضوء ما يشاع عن اعتراضات من “الحرس القديم” في الحزب، الذي أسسه بيار الجميّل العام 1936.

ولا يبدو “نقل الرئاسة” في “الكتائب” إلى النائب سامي الجميّل الذي سيتبوأ هذا المنصب “أباً عن جد”، المسألة الوحيدة التي تستقطب الأنظار، إذ ان اللحظة التي يتهيأ فيها حزب “الله، الوطن والعائلة” لهذا التحوّل تكتسب أهمية خاصة، سواء مسيحياً حيث يدور حوار بين منافسيْ “الكتائب” في “البيت المسيحي” أي “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، أو لبنانياً حيث تدور أزمة انتخابات الرئاسة المسيحية في حلقة فراغ مفتوح على المجهول فيما المواجهة بين معسكريْ 8 و14 آذار باتت مكشوفة على الصراع الكبير في المنطقة المشتعلة بالحروب.

اليوم قد يبدو من المبكر الحديث عن اعتراضات داخل “الكتائب” حيال اسم الرئيس المقبل للحزب قبل انعقاد المؤتمر العام. رُفع شعار التجديد وسط ترجيحات تتحدث عن إمكان وصول النائب سامي الجميّل إلى الرئاسة وعن نيّة الرئيس الحالي أمين الجميّل التقدّم باستقالته قبل المؤتمر بوقت قصير تسهيلاً لعملية انتخاب نجله، وهو ما أطلق العنان لقراءات لـ”الخطوة” الكتائبية الجديدة التي رأى البعض أنها تصبو نحو مزيد من الديموقراطية، فيما يعتقد آخرون أنها تنحو بالحزب في اتجاه إقطاعي لآل الجميّل.

أقدم القياديين “الكتائبيين” وأكبرهم سنّاً جوزيف أبو خليل أو “عمّو” كما يُنادونه تحبّباً يجيب، في حوار مع “الراي”، عن سؤال: هل في حزب الكتائب صراع على السلطة؟ بالقول: “نعم يوجد صراع على السلطة وهذا يندرج ضمن الديموقراطية”. لكن مَن هم المتصارعون؟ “سامي الجميّل هو أحد الوجوه البارزة التي تصارع على مركز رئاسة الحزب، وهذا حق طبيعي له ولبقيّة الرفاق”.

ويعترف ابو خليل بأنّ النائب سامي الجميل يُمثّل تيّار الشباب داخل الحزب ولهذا فهو لا يعترض على طريقة عمله كونه يرى فيه صورة جدّه الراحل بيار الجميل. لكن ماذا عن ابن عمّه النائب نديم الجميل أليس هو أيضاً من جيل الشباب؟ يجيب: “نديم لم يُظلم في الحزب والحركة الحزبيّة متاحة لكل مَن يريد، لكن نديم يعتقد أنه ابن أبيه ولذلك يجب أن ينتقل الإرث اليه”.

ويضيف: “في رأيي أن لا توريث داخل الكتائب والدليل هو الشهيد بيار الذي أعاد استنهاض القاعدة من العدم ولم يرث من والده سوى بقايا كتائب، ومع هذا أعاد جمعها. كما أن الإرث الوحيد عند آل الجميّل أنهم يعلمون جّيداً كيفيّة استنهاض الشارع”.

أما الرئيس السابق لحزب “الكتائب” كريم بقرادوني فيعتبر أنّ “الكتائب” شاخت وباتت بحاجة إلى برنامج عمل جديد ينقلها إلى المستقبل”. وفي رأيه أن سامي الجميّل هو من أكثر الأسماء المطروحة للرئاسة “خصوصاً أنه يملك وجهاً تجديدياً وبُعداً فكريّاً رغم الانتقادات التي توجّه إليه لجهة طرحه اللامركزية الإدارية كشعار أو حل للخروج من الأزمة المذهبية”.

ويعتبر عضو المكتب السياسي في “الكتائب” سيرج داغر أنّ داخل الحزب اليوم ثلاثة أجيال يتفاعلون مع بعضهم البعض.

وفي رأي داغر أن “الكتائب” أظهرت بعد كل هذا العمر أن انتخاباتها موجودة وقد تَعاقب على رئاستها العديد من الرؤساء على خلاف بقيّة الأحزاب. وإذا قرر الرئيس الجميل عدم الترشح مجدداً، عندها يصبح لكل كتائبي المؤهلات للترشح الى رئاسة الحزب.

“ومن جهتي، أتمنى أن يُصبِح النائب سامي الجميّل رئيساً لأنه يمثل تطلعاتي وطموحاتي، وقد يكون لغيري رأي مخالف في هذا الأمر. وشخصيّاً لا أتوقع وصول سامي إنما أتمنى أن يحصل هذا الامر”.