IMLebanon

أزمة مالية تهدّد الأمن الفلسطيني في لبنان

ain el helwe

أكدت مصادر فلسطينية لـصحيفة “الراي” الكويتية ان حركة “فتح” و”منظمة التحرير الفلسطينية” وللشهر الثاني على التوالي، دفعتا جزءاً من رواتب المنتسبين اليهما نتيجة الأزمة المالية التي تعصف بها بسبب حصار الاحتلال الاسرائيلي وامتناعه عن دفع المستحقات المالية للسلطة الوطنية الفلسطينية بهدف الضغط عليها سياسياً والتأثيرعلى موقفها في أعقاب قرارها التوجه الى محكمة الجنايات الدولية لمحاسبة ضباط وجنود الاحتلال على ارتكابهم مجازر بحق الشعب الفلسطيني.

وأوضحت المصادر الفلسطينية انه “قبل ايام قليلة جرى دفْع ما نسبته 60 في المئة من الرواتب، ما جعل القيادة الفلسطينية في لبنان توجّه كتاباً الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس “ابو مازن” ومالية المنظمة تحذر فيه من تداعيات هذه الخطوة على الساحة الفلسطينية في لبنان وتراجُع نفوذ الحركة، مشيرة الى ان التوجّه هو نحو قرار بإعادة دفع كامل المستحقات اعتباراً من الشهر الجاري وفق اقتراحيْن: الاول دفع كامل الرواتب من دون اي حسم مهما استمرت الأزمة المالية باعتبار ان المبلغ المرصود ليس ضخماً كثيراً، والثاني ان يتم دفع كامل الرواتب الى صف الضباط ومن هم أدنى وإبقاء الحسم على الضباط والكوادر الذين يتقاضون رواتب عالية نسبياً، كي يتمكن المنتسبون اليها من تأمين حاجاتهم الشهرية”.

واشارت المصادر نفسها الى ان “هذا القرار جاء نتيجة شعور (فتحاوي) متزايد بأن الأزمة المالية قد تؤثر على حضور الحركة وقوتها وشعبيتها في ظل التمدد (الدحلاني) البعيد عن الأضواء (نسبة الى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح المفصول العقيد محمد دحلان) عبر حليفه في لبنان قائد الكفاح المسلح الفلسطيني سابقاً العقيد محمود عيسى (اللينو)، حيث تشير المعلومات الى انه بدأ بدفع رواتب شهرية بشكل منتظم وبما يفوق ما تدفعه (فتح) والمنظمة للمنتسبين اليها، وهو ما يدفع البعض الى الالتحاق به تأييداً ورغبة في الحصول على ما يكفيه من أموال لتأمين ظروف معيشية أفضل”.

كما أكدت المصادر ان “هذا الترتيب أتى في ظل الاستعداد لتعميم تجربة (القوة الامنية المشتركة) على المخيمات الفلسطينية الاخرى في لبنان بعد نجاحها بشكل مُرْض في مخيم (عين الحلوة) والاتفاق على نشرها في غضون ايام في مخيم (المية ومية) ثم امتدادها الى مخميات بيروت برج البراجنة وشاتيلا تحديداً”.

وأبلغت مصادر فتحاوية أخرى الى “الراي” ان “الرئيس ابو مازن وافق على الاعتمادات المالية لتأمين احتياجات (القوة الأمنية المشتركة) في منطقتيْ صيدا وبيروت كمرحلة أولى على أن يليها رفع تصور للموافقة على المرحلة الثانية في مخيمات الجنوب والشمال”. وأكدت انه “تم الاتفاق على صرف مكافأة مالية لكل واحد من عناصر القوة قيمتها 300 الف ليرة لبنانية (200 دولار) علاوة على الراتب، اضافة الى موازنة للمصاريف والمشتريات الضرورية، في موازاة الموافقة على رفع عديدها في (عين الحلوة) والعمل على دفع المكافأة نفسها لعناصرها اذ يُدفع حالياً 250 الف ليرة لبنانية”.

ولفتت المصادر “الفتحاوية” الى ان “هذه الازمة قد تؤثر على عمل الحركة ولكنها بالتأكيد لم تحدّ من قوة حضورها ونفوذها في المخيمات او تترك المجال للاستقطاب باعتبار ان ثمة قناعة بأن هذه الأزمة (سحابة صيف) وستمضي سريعاً وان (على المناضلين ان يتحملوا تبعات القرار السياسي بعدم الخضوع لشروط الاحتلال الاسرائيلي مهما كان الثمن)”.