IMLebanon

تكريت تحرق “نجم” سليماني!

kasem-soulaymane

 

 

علي البغدادي – “المستقبل”

لم تجرِ رياح الحملة العسكرية لاستعادة تكريت من قبضة تنظيم «داعش» كما تشتهي سفن الجنرال قاسم سليماني قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني، الذي راهن على عملية جراحية سريعة بالاعتماد على فصائل شيعية موالية لطهران لاقتحام المدينة وطرد المتشددين منها.

ويبدو أن الإخفاق العسكري وتعثر المحاولات الرامية لدخول تكريت، قد أسهما بإحراق نجم سليماني الذي كان مفترضاً به أن يبرهن أنه يستطيع حصد نتائج سريعة وقليلة الكلفة نسبياً، ولكن كفة تقويم الأمر الواقع مالت ضده في العشرة أيام الماضية، الأمر الذي دفع القيادة الإيرانية لاستدعائه الى طهران.

وقد يؤدي الفشل الراهن لخطط سليماني وتصاعد التحديات التي قد تواجه الأمن القومي الإيراني في الشرق الأوسط في ظل التشابك الإقليمي، الى سحب يد رجل إيران القوي في المنطقة من الإشراف على ملفات إقليمية حساسة وتسليمها إلى علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي أو تكليف سليماني بملف آخر غير العراق ضمن التوجه الرامي الى فصل الملفات الإقليمية.

وأبلغت مصادر سياسية مطلعة «المستقبل« أن «قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني في طهران حالياً عقب تصاعد غضب جناح الصقور الإيرانيين من رجال الدين المتطرفين من استراتيجته العسكرية في تكريت وفشله في اقتحام المدينة برغم مرور أكثر من 20 يوماً على انطلاق الحملة العسكرية التي رصدت لها طهران نحو مليار دولار كتجهيزات ومعدات عسكرية ثقيلة وذخيرة متعددة الأنواع وصواريخ متطورة ورواتب لمقاتلي ميليشيا الحشد الشعبي الموالية لها».

وأكدت المصادر أن “حديث سليماني الأخير عن السيطرة على أوضاع العراق وسوريا يثبت أفول نجم قائد قوة القدس الإيرانية لكون أغلب المواقف الإيرانية التي تدور في هذا المحور لم تفض الى موقف حاسم وتفويض مطلق لطهران”، مشيرة الى أن «أموراً كثيرة تتغير بسرعة تتنافى مع كلام سليماني بشأن السيطرة على الأوضاع في العراق، حيث تم تحجيم سياسة التطهير السكاني أو التصعيد ضد التحالف الدولي أو إقصاء بعض الفصائل الشيعية المسلحة ومفاضلة بعض القادة فيها«.

ولفتت المصادر الى وجود “ترقب في العراق بشأن حصول تغير في طريقة تعامل القيادة الإيرانية مع الوقائع والعودة الى شيء من العقلانية والتفاعل مع الواقع بمرارته ومحدودية تغييره بخطط غير مدروسة، والعودة الى استراتيجية لا تستفز أي جهة وتصب في صالح العراق اولاً”، والى أنه “من ملامح التسوية هو أن الملف لن يضطلع به محور علي شمخاني ـ سبزواري جعفري (مجلس الأمن القومي الإيراني) غير المنسجم مع سليماني (الحرس الثوري)، وهناك حديث عن شخصية جديدة قد تكون أمنية ولكن من جهاز الاطلاعات (المخابرات الإيرانية) للقيام بهذا الدور فضلاً عن وجود أنباء عن تكليف علي أكبر ولايتي مستشار خامنئي بالملف العراقي”.

كما يسهل أفول نجم سليماني على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إعادة تصويب ما يجري في بلده. وهذا ما بدأت بوادره بالظهور من خلال تلقي العبادي دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لزيارة الرياض، فيما أعلن البيت الأبيض أمس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيستقبل رئيس الوزراء العراقي الشهر المقبل.

وأفاد بيان للبيت الأبيض أن زيارة رئيس الوزراء تشدد على الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق والتزام واشنطن الراسخ للتعاون سياسياً وعسكرياً مع بغداد في الحرب ضد تنظيم “داعش”. وتابع البيان أن الرئيس ورئيس الوزراء سيبحثان مجموعة من المسائل بينها الدعم الأميركي المستمر للعراق من أجل إضعاف والقضاء على تنظيم داعش وجهود الحكومة العراقية لتلبية حاجات الشعب العراقي وتعزيز التعاون بين مختلف فئات المجتمع والمضي قدماً في الشراكة بين الولايات المتحدة والعراق في مجالات السياسة والتجارة والثقافة.

ويثير التدخل الإيراني العسكري في العراق قلقاً متزايداً على المستوى الإقليمي والدولي ولا سيما من قبل الولايات المتحدة التي وجهت انتقادات مباشرة لطهران ودعمها للميليشيات الشيعية وما يمكن أن تثيره من آثار سيئة تنعكس سلباً على التعايش في العراق وإدامة الاضطرابات الطائفية نتيجة تصرفاتها ضد المدنيين السنة والتي تشهد تصاعداً مطرداً مع توسع نفوذها وسيطرتها على المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة «داعش«.

واتهمت الحكومة المحلية في صلاح الدين (شمال بغداد) التي تشهد عمليات عسكرية لطرد «داعش« من مدينة تكريت ذات الأغلبية السنية، «كتائب حزب الله» العراقي بالتورط في تفجير وحرق المنازل في قضاء الدور.

وقالت سحر الدوري عضو مجلس محافظة صلاح الدين إن «قضاء الدور يتعرض الى حملة مستمرة من تفجيرات وحرق للمنازل من بعض فصائل الحشد الشعبي وخصوصاً كتائب حزب الله هناك فيما تم خطف أكثر من 160 شخصاً من سكان البلدة بينهم نساء وأطفال».

وأضافت الدوري في تصريح صحافي أنه «بعد المناشدات الأخيرة الى المرجعية الشيعية ووسائل الإعلام والمسؤولين فإن المدينة لا تزال حتى الآن تتعرض الى حملة تفجيرات للمنازل وحرقها وحرق المساجد من دون سبب يعرف»، مؤكدة «وجود كارثة حقيقة يمر بها قضاء الدور حالياً تتطلب موقفاً جاداً وسريعاً من الحكومة المركزية والمرجعية وقادة الحشد الشعبي بضرورة وقف هذه الانتهاكات».

وكشفت المسؤولة المحلية في صلاح الدين أن «كتائب حزب الله (تنظيم مسلح يرأسه أبو مهدي المهندس ممثل قاسم سليماني في العراق) والمنضوي في الحشد الشعبي، هو من يقوم بتلك التفجيرات ويمنع سكان الدور من الدخول ومسك زمام الأمور فيه».

وكانت مصادر مطلعة أبلغت «المستقبل« في 9 آذار الماضي عن تورط عناصر من كتائب «حزب الله» العراقي يرافقهم عناصر من «حزب الله» اللبناني، بخطف العشرات من سكان بلدة الدور بينهم نساء وأطفال واقتيادهم الى جهة مجهولة.