IMLebanon

كيف تعاطت الصحف الأجنبية مع “عاصفة الحزم”؟

saudi-aircraft

انشغلت الصحف الأجنبية والعربية بتغطية أخبار عملية “عاصفة الحزم” التي بدأتها السعودية على الحوثيين في اليمن، حيث تناولت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية الحدث تحت عنوان: “على حافة كارثة جديدة في الشرق الأوسط: المملكة العربية السعودية ترسل طائرات حربية إلى اليمن في اشتباك مرعب مع إيران يترك المنطقة عند نقطة الغليان”، ولفتت الصحيفة الى ان العملية تشكّل تطورا مرعبا، حيث ان الانشقاق الديني الكبير بين المسلمين السنة والشيعة الذين يهيمنون على الشرق الأوسط تطور إلى صراع مفتوح في اليمن التي تعد أفقر دولة في المنطق، مهددا بادخال المنطقة بأسرها بحرب واسعة.

صحيفة “الاندبندنت” عنونت “أزمة اليمن: المملكة العربية السعودية وحلفائها السنة يضربون ميليشيا الحوثي التي تقاتل للسيطرة على البلاد”. وذكرت الصحيفة ان السعودية وحلفاءها السنة ضربت المتمردين الشيعة الذين يقاتلون للاطاحة بالرئيس اليمني في مقامرة كبرى لتحقيق النفوذ الإيراني.

“وورلد تريبيون”، وتحت عنوان: “إيران تستنكر الضربات الجوية للتحالف السعودي على اليمن المدان من قبل العراق والمرحب من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا”. أشارت إلى دعم الكبير للولايات المتحدة الذي جاء على لسان وزير الخارجية جون كيري الذي اكد دعم واشنطن لجهود السعودية، بما فيها تقديم كل الدعم اللوجستي، والمعلومات الاستخباراتية والمشورة العسكرية، من اجل توجيه الضربات ضد جماعة الحوثي. واوضحت الصحيفة المواقف الداعمة والمناهضة لحملة “عاصفة الحزم” التي تقوم بها المملكة العربية السعودية.

“الغارديان” وتحت عنوان: “الصراع في اليمن مقبل على تصعيد في الوقت الذي ابدت مصر استعدادها لارسال قوات دعم، اشارت الى ان المسؤولين العرب يأملون ان تضعف الحملة الجوية المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، الذين يحاولون الاطاحة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، لفتت الى ان عملية “عاصفة الحزم” تهدد بإشعال مواجهة إقليمية بين إيران وخصومها العرب الذين يخشون النفوذ الايراني المتزايد في اليمن والعراق وسوريا ولبنان.

من جهتها، قالت “وول ستريت جورنال”: “إن المملكة العربية السعودية تطلق الضربات الجوية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن”. ولفتت الى ان السعودية بمؤازرة دول خليجية أخرى شنت ضربات ضد المتمردين الحوثيين في صنعاء وفي انحاء البلاد كافة وذلك دفاعا عن ما تسميه الرياض الحكومة الوطنية الشرعية.

“واشنطن بوست”عنونت العاهل السعودي يعلن عن بدء عملية “عاصفة الحزم” منتصف الليل باليمن، لافتة الى ان دول الخليج تحركت بعد ان كانت عدن على مشارف السقوط بيد المتمردين الحوثيين ما سيعطيهم القدرة للسيطرة على البوابة البحرية الرئيسية في البلاد.

“نيويورك تايمز” أشارت الى ان عملية عاصفة الحزم التي اعلنها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في الساعات الاولى من اليوم الخميس، اعلنت أجواء اليمن منطقة محظورة على الطيران.

“الأهرام المصرية”: وتحت عنوان “عاصفة الحزم”، كتبت: “جاء القرار العربي بالتحرك القوي والفوري لإعادة الشرعية إلى اليمن، ليؤكد للجميع أن الأمن القومي العربي هو خط أحمر فعلا لا قولا… وأن العرب يملكون إرادتهم وقرارهم، وأنهم مستعدون للتعامل الفورى والقوى والحاسم، ضد أى قوة تحاول زعزعة أمن واستقرار المنطقة، أو تغيير هويتها، والإخلال بمعادلات القوة التى تضبط توازنها منذ سنوات طويلة.

وتعتبر عملية “عاصفة الحزم” التي تشارك فيها القوات الجوية والبحرية العربية من 10 دول، هي أول تنفيذ عملي لفكرة القوة العربية المشتركة التي طرحتها مصر على الأشقاء، في مواجهة الأخطار التي تحدق بالمنطقة العربية.

وهنا أيضا، فلا بد من أن “عاصفة الحزم”، قد أكدت لنا أنه يمكن للعرب إذا توافرت الإرادة السياسية أن يتجاوزوا بعض الاختلافات الصغيرة فى مواجهة الأخطار الكبيرة، كما يمكنهم أيضا تجاوز البيروقراطية والحسابات الضيقة لبعض الأطراف داخل الجامعة العربية.

ولن نذهب بعيدا إذا قلنا إن “عاصفة الحزم” تشكل بداية جديدة لروح عربية مختلفة، يستعيد فيها العرب القدرة على الفعل والمبادأة، وتأكيد أنهم يمتلكون القدرة على فرض هيبتهم على الجميع.

ومن المهم أن نؤكد أن التدخل فى اليمن جاء بعد مبادرات سياسية عديدة، ودعوات للحوار والوساطة، لكن أطرافا يمنية وإقليمية، اعتقدت بقدرتها على فرض الأمر الواقع بالقوة، وتوهمت أن العرب غير قادرين على الحركة والفعل، لكن جاء القرار ليثبت لهم خطأ كل حساباتهم، وليؤكد للعالم أن للعرب الآن درعا وسيفا.

الوطن الكويتية” اعتبرت أن العمليات العسكرية ضد الحوثيين دفاع عن سيادة وأمن الخليج وواجب شرعي وقانوني”، لكنها أشارت إلى انقسام داخل الصف النيابي بين مؤيد ومعارض على مشاركة دولة الكويت في توجيه ضربة عسكرية لمواقع الحوثيين في اليمن، حيث يرى فيلق نيابي ان التدخل العسكري مخالفة للدستور والمواثيق الدولية في حين يرى فريق آخر ان مشاركة الكويت في عاصفة الحزم واجب شرعي وقانوني.

من جانبها ، قالت صحيفة “الرياض” إن “عاصفة الحزم” حظيت بتأييد ومساندة إقليمية ودولية منذ البداية ، إذ وضعت واشنطن قدراتها الاستخباراتية وخبراتها اللوجستية في خدمة هذه العملية العسكرية ، كما حذت لندن حذوها وأيدت التدخل العسكري السعودي، ومثلها مصر وتركيا ودول إسلامية أخرى، كلها رأت أن هذه الحملة ستحقق غرضين: إعادة الاستقرار إلى اليمن ، ومنع انزلاقه إلى أتون حرب أهلية ثالثة ؛ من خلال تمكين الرئيس الشرعي المنتخب عبد ربه منصور هادي ممارسة مهامه في صنعاء ، والقضاء على بوادر عودة الإرهاب والتيارات التكفيرية التي رأيناها تريق دماء المصلين في تفجير مسجدين بصنعاء”.

وتحت عنوان “العالم متحد مع عاصفة الحزم ” قالت صحيفة “عكاظ” إنه “لم يكن أمام دول التحالف من أجل دعم الشرعية في اليمن سوى خيار استخدام القوة العسكرية ضد ميليشيات الحوثي المتمردة التي رفضت جميع الحلول السياسية وضربت بعرض الحائط القرارات الشرعية الدولية، وتجاهلت النداءات السلمية واستمرت في غيها وانقلابها على الشرعية اليمنية” وأضافت أن “المملكة والدول الخليجية والعربية استجابت لما تضمنته رسالة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، الذي طلب تقديم المساندة العسكرية الفورية بكافة الوسائل والتدابير اللازمة لحماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية المدعومة من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على اليمن وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة مما جعل التهديد لا يقتصر على أمن اليمن واستقراره وسيادته فحسب بل صار تهديدا شاملا لأمن المنطقة والأمن والسلم الدوليين”.

وأشارت إلى أن عملية “عاصفة الحزم” التي انطلقت الخميس جاءت بعد أن أصبح اليمن والدول الخليجية تواجه تهديدا مستمرا لأمنها واستقرارها بوجود أسلحة ثقيلة وصواريخ قصيرة وبعيدة المدى خارج سيطرة السلطة الشرعية ، وأن العالم الذي اتحد وراء “عاصفة الحزم ” أرسل رسالة للداعمين للحركة الحوثية المارقة أنه لن يسمح بأي تجاوزات أو اختراقات أو محاولات لإذكاء الطائفية ونشر الفوضى والتخريب والدمار في اليمن.